المخدرات والتنظيمات الإرهابية العروة الوثقى

المخدرات والتنظيمات الإرهابية.. العروة الوثقى

المغرب اليوم -

المخدرات والتنظيمات الإرهابية العروة الوثقى

بقلم : ادريس الكنبوري

ليس هناك ما يحول بين الجماعات المتشددة واللجوء إلى المحرمات من أجل الحصول على التمويل لتحقيق أهدافها. فالقاعدة الفقهية التي تقول إن الضرورات تبيح المحظورات تصبح في أيدي هذه الجماعات مبررا لأي شيء بما في ذلك ما لا يخطر على بال أحد.

حركة طالبان الأفغانية كانت سباقة في تسعينات القرن الماضي إلى توظيف الأموال المجلوبة من تجارة وتهريب الأفيون في تمويل النظام الذي أقامته في أفغانستان، وبعد الإطاحة بذلك النظام وتحولها إلى حركة مسلحة تقاتل الحكومة في كابول، فإن تجارة وتهريب الأفيون يشكلان المصدر الرئيسي لمداخيلها المالية، بل تشير التقارير إلى أن تجار الأفيون هم من كبار القادة في الحركة.

لا يشكل تنظيم داعش، استثناء عن القاعدة، فقد اعتمد في تمويل نفسه وملء خزينته على المداخيل التي تدرها عليه تجارة المخدرات، عبر التعامل مع شبكات التهريب الدولي.

وخلافا لحركة طالبان، التي كانت قد جعلت من زراعة المخدرات والمتاجرة فيها المصدر الأكبر للمداخيل المالية بنسبة تقارب التسعين في المئة، فإن تنظيم أبوبكر البغدادي حرص على تنويع مصادره لكي لا يختنق ماليا، وبين هذه المصادر الأموال التي يحصل عليها من عصابات التهريب، والتي قد تصل إلى 10 في المئة من مجموع المداخيل في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، حسبما كشفت تقارير أميركية خلال العام الماضي.

بعض التقارير أظهرت أن الزوارق المحملة بالمخدرات كانت تنطلق في الغالب من تركيا وتعبر المحيط الأطلسي، ما يعني أن التنظيم كان يتوفر على بنيات تحتية وعملاء له داخل تركيا، قبل أن تغير أنقرة من سياستها تجاه ظاهرة الإرهاب وتبدأ في محاربة التنظيم.

ويبدو أن خسارة التنظيم لعدد من المناطق التي كان يسيطر عليها منذ إعلان ما يسمى بالخلافة عام 2014، والتي فقد فيها أعدادا كبيرة من آبار النفط بسبب الضربات التي تلقاها من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قد أضرت بشكل كبير بوعائه المالي ودفعته إلى الاعتماد أكثر فأكثر على تهريب المخدرات لتعويض خسائره، ونقل تلك النشاطات إلى منطقة الساحل الأفريقية وشمال أفريقيا، بعد تشديد الحصار عليها في العراق وسوريا؛ ولعب عدم الاستقرار في هذه المنطقة دورا في توجيه أنظاره إليها.

تقرير إسباني نشر هذا الأسبوع كشف أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في منطقة الساحل والشمال الأفريقي أحدثت تحولا جذريا في المعابر التقليدية التي كانت تسلكها في السابق شبكات تهريب المخدرات، إذ تم فتح معابر جديدة غير مسبوقة لا تقع تحت أعين الأجهزة الأمنية في المنطقة أو في أوروبا.

والتحدي الأكبر أمام هذه الأجهزة هو محاربة التهريب عبر هذه المسالك الجديدة، والحيلولة دون حصول تواطؤ بين شبكات تهريب المخدرات وتنظيم داعش أو الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في المنطقة، والتي يمكن أن تحصل من خلال تلك الشبكات على مصادر مالية لتمويل عملياتها، خصوصا في ظل التخوف من أن تصبح تلك المسالك طرقا لتهريب الأسلحة إلى تلك الجماعات.

يشكل المغرب النقطة التي تعبر منها السفن المحملة بالمخدرات في اتجاه ليبيا أو مصر، ومن هناك إلى البلدان الأوروبية.

وبهدف السيطرة على شبكات التهريب وضعت كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا والمغرب مخططا مشتركا لمراقبة السواحل، ما أدى خلال السنتين الماضيتين إلى توقيف عدة زوارق كانت تنقل المخدرات يعتقد أنها كانت موجهة إلى منطقة سرت، معقل تنظيم داعش.

ولكن بالرغم من هذه الجهود، فإن تعدد مسالك التهريب واستمرار الأوضاع الأمنية المتصدعة في المنطقة يجعلان من الصعب مواجهة الظاهرة بشكل ناجع.

المصدر : صحيفة العرب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخدرات والتنظيمات الإرهابية العروة الوثقى المخدرات والتنظيمات الإرهابية العروة الوثقى



GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 01:23 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

تحولات في جغرافيا الإرهاب

GMT 03:29 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

أردوغان وسياسات المباغتة

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

موسم سقوط العمائم

GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:24 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

اتيكيت التعامل مع كبار السن

GMT 05:33 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

اتيكيت العريس عند التقدم للخطبه

GMT 18:30 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان المصري الكبير محمد خيري بعد صراع مع المرض

GMT 09:37 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

المسماري يطالب لبنان بالاعتذار عن حادث العلم الليبي

GMT 14:54 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

افضل عطور "جيفنشي" للتمتع بسحر وجاذبية في امسياتك الراقية

GMT 11:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

حاكم الفجيرة يستقبل أعضاء الاتحاد الإماراتي للرماية

GMT 00:49 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مجلس المرأة العربية يجدد دعوته لدعم ذوي الحاجات الخاصة

GMT 05:19 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

84,001 عدد الأجانب المقيمين في المغرب

GMT 04:01 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خليفة حفتر يعلن انتهاء اتفاق "الصخيرات" ويواجه دول الجوار

GMT 15:39 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خلال ختام مهرجان دبي السينمائي في نسخته الرابعة

GMT 18:37 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يوجّه رسالة للاعبين الشباب ويروي تجربته

GMT 16:24 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شخصين في حادث سير على طريق الخميسات -الرباط

GMT 03:47 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يستضيف رئيس الوزراء الليبي فائز السراج يوم الجمعة

GMT 07:59 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبان في النادي القنيطري مهددان بالطرد من شقتهما

GMT 18:15 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل طفلين وإصابة امرأة بجروح خطيرة بحادث سير في تيفلت
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya