منتدى تعزيز السلم والخطاب المطلوب

منتدى تعزيز السلم والخطاب المطلوب

المغرب اليوم -

منتدى تعزيز السلم والخطاب المطلوب

بقلم - ادريس الكنبوري

البيان الختامي للملتقى أكد على أن تعاظم ظاهرة التطرف راجع إلى قلة التواصل والتعارف بين بني البشر، وأن السبب المهيمن الذي ينبغي الإسراع في معالجته هو العلاقة بين الإسلام والإرهاب

على مدى ثلاثة أيام التقى مجموعة من العلماء والمفكرين في العاصمة الإماراتية أبوظبي في الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، لتدارس واحدة من القضايا الشائكة اليوم في العلاقات ما بين المسلمين والغرب، وهي قضية الإسلاموفوبيا في الغرب، والخلط بين الإرهاب الذي يتم باسم الإسلام وبين أكثر من مليار مسلم لا ذنب لهم سوى أنهم يعتنقون الديانة التي يمارس الإرهابيون القتل باسمها.

كون دولة الإمارات هي التي احتضنت هذا الملتقى منذ انطلاق المنتدى، يعكس إرادة قوية في دعم أسس الحوار الحضاري وخدمة الهموم العربية والإسلامية من منطلق مد جسور التعاون والرهان على السلطة الناعمة. وما أثار المشاركين في الملتقى أن دولة الإمارات تأخذ هذا الأمر بالجدية اللازمة على أعلى مستوى من هرم السلطة فيها، من خلال تخصيص وزارة بكاملها للتسامح، يتولاها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وهي سابقة غير معهودة في العالم العربي.

وقد لمست عبر لقاءاتي هناك مع الباحثين والمفكرين العاملين في الإمارات أن هناك شعورا بأن دولة الإمارات تمثل نموذجا عربيا للتسامح، ولذلك فإن هذا الخطاب ليس طارئا ولا هو شعار سياسي الهدف منه التسويق الإعلامي بل هو واقع منغرس في الثقافة الإماراتية.

الشيخ عبدالله بن بية رئيس منتدى تعزيز السلم، دعا إلى التحالف ما بين “أولي البقية” في مختلف الأديان والثقافات من أجل التأسيس لثقافة الحوار والتسامح والخروج من عقلية الصدام والمواجهة، بناء على الآية الكريمة التي تقول “فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض”. وهي دعوة تجد أصولها في رؤية إسلامية حكيمة ترى أن الخير موجود في كل الأديان والثقافات، وأن لا واحدة منها تخلو من وجود فئة من العقلاء والحكماء الذين يمكن التعاون معهم، وأن النظرة التي ترى في الغرب شرا كله، كما يفعل المتطرفون، هي نظرة متطرفة منحرفة عن الديانة السليمة.

في مداخلتي حول الإسلاموفوبيا في الغرب قلت إن المشهد الذي نعيشه اليوم أقرب ما يكون إلى ذلك المشهد الذي صوره حديث نبوي معروف يعتبر العالم سفينة. فالبشرية اليوم تركب سفينة واحدة وتواصل رحلة مشتركة لهدف واحد، هو التضامن والتعاون من أجل محاربة التطرف في كل الاتجاهات، ولذلك فإن الإسلاموفوبيا ليست سوى الوجه الآخر لعملة واحدة وجهها الثاني هو التطرف الديني النابع من الإسلام. وحتى يتعاون الجميع على حفظ السفينة من الغرق يجب الضرب على أيدي كل من يحاول إحداث خرق في السفينة، كما جاء في الحديث، عبر محاربة التطرف في جانبنا ومحاربة الإسلاموفوبيا في جانب الغرب.

ألح البيان الختامي للملتقى على هذه المحاور، إذ أكد على أن تعاظم ظاهرة التطرف راجع إلى قلة التواصل والتعارف بين بني البشر، وأن السبب الذي ينبغي الإسراع في معالجته هو العلاقة بين الإسلام والإرهاب، كما أكد البيان أن “الأخوة الإنسانية أصل في التعامل بين المسلمين وغيرهم”، ودعا إلى تأسيس مرصد دولي للإسلاموفوبيا وأنواع الكراهية يكون منبرا للدراسة العلمية لأسبابها ومظاهرها وقوة اقتراح لسبل التصدي لها والتوعية بمخاطرها.

أقوى لحظات الملتقى كانت تسليم جائزة الحسن بن علي للسلم إلى “بيت العائلة” المصري، التي سلمت إلى محمود زقزوق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق أمين عام البيت، والأنبا أرميا، النائب المساعد، نظرا لما يمثله بيت العائلة من قيم الشراكة بين الأزهر الشريف والكنيسة القبطية في خدمة التعايش وتعزيز اللحمة الوطنية.

وتمثل الجائزة محتوى حضاريا قويا ورسالة إلى معسكر السلام في كل مكان، نظرا لما يعكسه موقف الحسن بن علي من فضائل تدل على التسامح والإيثار وحبه للإصلاح بين المسلمين، فقد تخلى عن الخلافة رفعا للخلاف، وغلّب القيم المشتركة للأمة على الطموح السياسي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتدى تعزيز السلم والخطاب المطلوب منتدى تعزيز السلم والخطاب المطلوب



GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:08 2018 الأحد ,29 إبريل / نيسان

ابرز اهتمامات الصحف العراقية الاحد

GMT 17:21 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

بدر بانون يمدد عقده مع الرجاء قبل الرحيل

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

امحمد فاخر يحذّر الجيش من التفريط في برحمة

GMT 13:07 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

حسبان يؤكد أنه ورث وضعية كارثية وأنه رهن الفريق

GMT 02:04 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

سلمى أبو ضيف تتعاقد على "بني يوسف" بطولة يسرا

GMT 15:57 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"مزيكا" تكشف عن ديو غنائي يجمع بين مجد القاسم وشقيقه

GMT 15:47 2016 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

فوائد الحمص لبناء العضلات والأنسجة السليمة

GMT 01:51 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير الفتح تطالب بدرع البطولة

GMT 11:33 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك محمد السادس يغادر المغرب باتجاه دولة إفريقية

GMT 21:18 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

4 كلمات تكفي نجم يوفنتوس لحسم موقفه أمام أياكس

GMT 16:08 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

سيدة تضع 7 توائم في أوّل ولادة لها شرق العراق

GMT 14:25 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

تعرَّف على طرق تنسيق الأحذية "البوت" مع "الجينز"

GMT 07:00 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على خطوات تنظيف فرن الغاز من "بقع الزيت"

GMT 10:24 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

"بي إم دبليو" تطلق سيارتها الجديدة " M Sport X"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya