فتاة القطار

فتاة القطار

المغرب اليوم -

فتاة القطار

بقلم : ريما شهاب

في رحلتي نحو المجهول، ولا غرابة بذلك فجميعنا لا ندرك أن القدر الذي نرمي عليه حلم الخلاص من اثقال الحاضر أو الماضي ليس سوى ما تبقى لنا من عمر مجهول الملامح، وغموضه هو ما يجعلنا نحيا على أمل أنه قد يحقق لنا في المستقبل بعض الأمور التي لم ننجح في تحقيقها سابقاً ويعطينا القدرة على الصمود والمثابرة على أمل تحقيقها. تلك الأهداف التي نطمح لها او المشاعر التي لم يسبق أن شعرنا بها.
وخلال سيري نحو مصيري صادفت في طريقي فتاة صغيرة تقف عند كل عصرٍ تنتظر القطار. وما أن يصل، تسرع هاربة غير مهتمة بنظرات الناس التي تنهشها من الفضول في محاولة اكتشاف لغز فتاة الانتظار والهروب.
وأنا مثلهم، لدي حب الوصول إلى الحقيقة أو نوع من حب الاكتشاف، اسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي: ما هو سر هذه الفتاة؟ ولما تنتظر القطار؟
في اليوم التالي، عدت إلى نفس المكان، انتظرتها وإذ بها تصل مسرعة      وكأنها خائفة من أن يفوتها موعد وصول القطار.
وما أن وصل حتى أسرعت الخطوات مبتعدة ولاذت بالفرار. لحقت بها، وفجأة رأيتها تدخل من باب مقبرة قريبة وترمي بجسدها الهزيل باكية على قبر.
 اقتربت منها وأمسكت بكتفها فنظرت إلي، أنا الغريبة الفضولية وأخذت تكلمني بصوت متقطع عن مزايا والدها الراحل. قالت إنها تنتظر يومياً موعد عودته بالقطار لكن حين يصل خالياً تفرّ هاربة.
 عانقتها ثم أمسكت بيدها وأخذتها حيث موقف القطار وقلت لها أنظري كمّ الأشخاص الذين يصعدون وينزلون يومياً من هذا القطار، رغم ذلك نحن لا نراهم ولا يتركون أثراً لكن ذلك لا ينفي حقيقة أنهم احياء. أما الآن أغمضي عينيك وحاولي أن تشعري بخطى والدك المتجهة نحونا، الأحباب يا صغيرتي لا يغيبون هم يستوطنون قلوبنا وأرواحنا يخلدون فيها إلى الأبد. موتهم ليس سوى انعدام رؤية وقد تكون عملية سطو للقلب على العين سالبة منها حاسة النظر.
وأكثر ما افرحني أن بعد أيام عدت إلى المحطة لأجد فتاتي، فتاة القطار واقفة أمام طيف والدها مبتسمة واثقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة القطار فتاة القطار



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 13:37 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

الكشف عن تفاصيل مثيرة في قضية مول الكانيطة

GMT 05:46 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

إيطاليا تحد من الهجرة غير الشرعية بعد زيادتها بنسبة 15%

GMT 06:38 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

الخوري يشيد برفع الإمارات من الدول "غير المتعاونة ضريبيًا"

GMT 17:47 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الإكسسورات الناعمة تتناسب مع الملابس العملية والكاجوال

GMT 20:04 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

شركة "مزيكا" تُعلن طرح أغنية "لو ع الفراق" لدوللي شاهين

GMT 07:19 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

ولي عهد أبوظبي يلتقي وزير الخارجية الياباني

GMT 04:42 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

زين الدين زيدان يصف ميريام فارس بـ"المعجبة" والجمهور يعلق

GMT 07:25 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

جيل "ندفة الثلج" يتعرض لضغوطات من أجل "المثالية"

GMT 04:12 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تؤكّد أن اختيار العمل الجيد وراء قلة مشاركاتها

GMT 15:49 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عهد رياضى جديد

GMT 14:33 2017 الأحد ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سولاف فواخرجي تكشف عن بدء تصوير مسلسل "خط ساخن"

GMT 19:00 2014 الإثنين ,11 آب / أغسطس

تارت سهل و سريع

GMT 23:47 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

توقيف أربعة أشخاص في تيزنيت بتهمة التزوير
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya