الرياضة المغربية وحقوق الإنسان

الرياضة المغربية وحقوق الإنسان

المغرب اليوم -

الرياضة المغربية وحقوق الإنسان

بقلم - حسن البصري

لا علم لعشيرة الرياضة بموعد إسمه اليوم العالمي لحقوق الإنسان، فقد مر مرور اللئام دون أن يشعر به أحد، وكأن الحدث يهم شريحة الحقوقيين لا الرياضيين. في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، نكتشف أن الحق الوحيد الذي يطالب به أهل الرياضة هو الحق في الانتصار على الخصوم.

لطالما تمنينا أن نستيقظ صباح العاشر من ديسمبر/كانون الأول، على خبر تظلم قادم من ملاعب الكرة، كأن يكاتب المكتب الجامعي هيئة الأمم المتحدة ليعرب لها عن قلقه لتدهور حقوق الإنسان في المجتمع الكروي، ويقدم تقريرًا مفصلًا حول انتهاكات حقوق اللاعبين والمستخدمين مرفقًا برسائل عمال يناشدون الراتب الشهري الذي افتقدوه، ومؤطرين استبدلوا رخصة التدريب ببطاقة الراميد.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يتحول رئيس الرجاء البيضاوي إلى خياط يقص الرواتب و"يكفف" المنح، وباسم سياسة التقشف يحول الحوافز إلى رجس من عمل الشيطان. وحين يشعل حقوقيو العالم شموع الأمل، يطفئ رئيس الوداد الضوء الخافت للفروع ويحيل اللاعبين على إجازة مفتوحة، ويتذكر الجيش الملكي بعد نصف قرن على تأسيسه أن ملاعبه ليست ثكنات وأن ولوجها حق للمغاربة والأفارقة على حد سواء.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يكتشف اللاعبون الذين غادروا الوداد أنهم ممنوعون من مواجهة فريقهم الأصلي، وأن بندًا بغيضًا تسرب إلى عقد التفويت يجعل اللعب مرادفًا للغرامة، وكأنك تبيع سيارة لشخص وتشترط عليه عدم المرور في الشارع المقابل لبيتك.

عزيزتي حقوق الإنسان، في يومك العالمي نقرؤك السلام، ونشعرك بأننا لازلنا على عهد الظلم سائرون، ونخبرك بأننا في انتظارك، ونحن نردد مع "كوكب الشر" أغنية "طال انتظاري"، كيف لا وقد سبقنا إليها رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران، الذي يلجأ إليها كلما انتابته نوبة قلق الانتظار.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان يطرد الرجاء والوداد والرشاد من الدار البيضاء بقرار صادر من الرباط، يمنعون من اللعب بين الأهل والأحباب، ويجبرون على بناء جدار عازل بينهم وبين جمهورهم.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان مسحت الدار البيضاء ملعبًا من حي البرنوصي، لتبني محطة طرامواي، وحين عثر اللاعبون عن فضاء لممارسة الكرة، قيل لهم إن المكان مخصص لمشروع معالجة النفايات الصلبة، فتمنوا أن يكونوا نفايات بشرية.

لا أدري لماذا يحتج رؤساء الفرق في قرارة نفسهم، ويبتلعون ألسنتهم كلما طالبهم الحقوقيون بالاصطفاف في وقفة احتجاجية، ولأن الرؤساء لا يؤدون اليمين القانونية، فإنهم غير ملزمين بترجمة الوعود إلى حقيقة، مستفيدين من عدم تحليق الديمقراطية فوق سماء الأندية الرياضية.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان تلقى عزيز الصالحي، البطل العالمي في رياضة التحدي، قرارًا بوقف راتبه الشهري، وياليته كان راتبًا، إذ كان مجرد صدقة جارية عبارة عن أجرة الإنعاش الوطني، حينها جر البطل نكبته وغادر العمالة وهو يعاني من ضيق في "الصبر".

لست ناشطًا حقيقيًا في مجال حقوق الإنسان، ولكنني أقر بأن الناشطين الحقيقيين هم الذين يساهمون يوميا في التغيير ببطء وملل، في مواجهة غير متكافئة ضد خصم في كامل لياقته ونفوذه، فالناشطون هم من يتخلوا عن حياتهم لينشطوا في خمارة تسع انشغالاتهم، هم الذين يمسحون انقطاع التيار الكهربائي وضعف صبيب الأنترنيت في خصوم وحدتنا الترابية، ولكي تنال صفة ناشط عليك أن تكون إسمًا على مسمى.

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان صادرت خسارة المصارع المغربي بدر هاري أمام الهولندي ريكو، الحق في الفرح لدى المغاربة، وتبين أن العشر الأوائل من دجنبر غالبا ما تجعلنا نتجرع المرارة ونشرب كؤوس الهزائم، ففيه هزمنا منتخب الجزائر بخماسية وخسرت نساؤنا أمام التونسيات برباعية وتحطمت مراكبنا الرياضية على صخرة الخصوم، لذا رجاء لا تنظموا وقفة احتجاجية أمام سفارة هولندا بحي حسان احتجاجًا على تعريض هاري لكسر في دراعه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياضة المغربية وحقوق الإنسان الرياضة المغربية وحقوق الإنسان



GMT 16:50 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شكرا

GMT 07:52 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو

GMT 09:36 2019 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

نجاحات الرجاء

GMT 08:46 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

بانون العميد

GMT 09:32 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

حوار رجاوي/رجاوي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الحوت

GMT 22:05 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

معتقدات خاطئة عن الولادة القيصرية

GMT 05:52 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تألّق إيسكرا خلال "Beautycon" في لوس أنجلوس

GMT 06:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرونة المهبل" تُسهّل ممارسة العلاقة الجنسية

GMT 04:38 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار أزياء جديدة من "النمط الشعبي" مستوحاة من الأباجورة

GMT 13:53 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الإمارات تكشف الستار عن أول روبوت مساعد "معلم المستقبل"

GMT 17:16 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

أسباب آلام وتقلصات البطن المبكرة وقت الحمل

GMT 21:54 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أعداد محبي "الجولف" القادمين من الخليج في أيرلند

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 10:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المهرجان القومي للسينما يكرم الناقد والمخرج سيد سعيد

GMT 00:03 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجامعة" تعلن أماكن بيع تذاكر مباراة المغرب والكاميرون

GMT 09:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الآثار" ترد على أزمة إقامة حفلة زفاف في معبد الكرنك

GMT 00:31 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنى العليان أوَّل رئيسة بنك في المملكة السعودية

GMT 11:54 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

الوالي يتفقّد أوراش الحاضرة المتجددة فى مراكش

GMT 10:10 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

"تجرّأ" مبادرة شبابية للرقص في شوارع مدينة اللاذقية

GMT 03:01 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة أيتن عامر تقدم شخصية محامية لأول مرة في "خلاويص"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya