من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو

من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو

المغرب اليوم -

من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو

بقلم - محمد عفري

 رفعت جماهير الرجاء البيضاوي سقف الإبداع في تِيفُوها  خلال الديربي العربي لتبرهن على أنها ليست البتة جماهير للشغب والفوضى كما يحلو للعديد نعتها في العديد من المناسبات، وإنما جماهير للفكر والوعي والفن والثقافة الشاملة، جماهير للإبداع ..
لن ينسى إلا جاحد ،قبل شهرمن الآن ، مقابلة الرجاء ضد فريق هلال القدس،حين رفعت هذه الجماهير شعارا من إبداع الفنان  الكاريكاتيريست العربي الكبير،ناجي العلي الذي أقلق نضاله الفكري والفني الكيان الصهيوني حيث لم يتوان في اغتياله..
فكما أبدعته ريشة الفنان ناجي العلي في 1969 ،كدّت جماهيرالرجاء، في شتنبر2019 في رفع رسم لـ"حنظلة " الذي عقد يديه خلفه وأدار ظهره إلى العالم إلا إلى فلسطين،رفعته بحمولته الفكرية القومية والسياسية كرمز للثورة والنضال المستمرّين،تغنّت بأنشودة رجاوي فلسطيني وبعثت القضية الفلسطينية ..
بقدرما أفرح هذا "البعث" الفكري الرياضي الرجاوي كل الأطياف الفلسطينية الرياضية وغير الرياضية،أحرج الإبداع المنظمين للبطولة العربية للأندية البطلة ورُعاتها الرسميين،الماليين والإعلاميين،إلى درجة أن المعلقين" المُحترفين" عن أطوار تلك المباراة تحدثوا عن إبداع  جماهير الخضراء وغضوا الطرف عن  حضور حنظلة  ومبدعه ناجي العلي وظروف إبداعه وأهدافه،أما أصحاب "كوبّي كُولي" الذين ابتلى الله بهم الإعلام الوطني بكثير منهم؛ فقد كان حرجهم أكبر،حين أيقنوا أن مستوى الجماهير من الفكر والثقافة والإبداع يفوق مستواهم، فأداروا ظهورهم إلى الحدث .
من الفنان ناجي العلي، الكاريكاريست المناضل وحنظلة،رمز النضال الأزلي،ارتفع المنسوب الفكري لدى الجماهير إلى الفلسفة والمسرح . لقد "أحضَرت" جماهير الرجاء إلى المدرجات ،هذه المرة ،أوجين  يونيسكو أحد رواد مسرح العبث، وبعثت مُلصق مسرحيته الأكثر عرضا في المشهد المسرحي (المغنية الصلعاء)بحمولتها الفلسفية في ظرفيتها لخمسينيات القرن الماضي.
مرة أخرى، بقدر ما أبانت جماهير الرجاء عن فكرها العالي المتشبع بالعلوم والفلسفة والفكر،استعصى على الكثيرين فهم الإيحاءات الهادفة من هذا البعث الفني الراقي والهادف، وبدل أن يقدّر بعض الإعلاميين هذا المجهود الفكري المبذول ممن ظل يعتبرهم "مشاغبين " ويُقرب رسائلهم إلى أقرانهم من هذا الجيل،أداروا ظهورهم مرة أخرى للحدث ، إما لأن مستوى الثقافة و منسوب التكوين والفكر محدودين لا يرقى إلى أوجين وغيره،(وفاقد الشيء لا يعطيه)، وإما جحودا وتبخيسا لإبداع الجماهير الرياضية. لقد أكد هؤلاء الإعلاميون انبهارهم لـ"رسم" بحمولة تاريخية مغلوطة ومغالطة،انبهارا،أقل ما يقال عنه إنه منحاز ومأجور، وفي ذلك ذروة الفصام الإنساني الذي تجسده مسرحية  "المغنية الصلعاء".
أما الرسائل الكثيرة التي تهدف إليها المسرحية وصاحبها، فإضافة إلى الفصام الشخصي؛ يكفي أنها من مسرح العبث الذي يُسقط البطل أوالأبطال في كامل العرض؛وفي ذلك إعدام تام لصفة البطل ،من طرف جماهير الرجاء، عن الفريق المنافس لفريقهم ،ناهيك عن أن مضمون المسرحية يناقش الفصام الإنساني المرتبط بغياب العلاقة بين الزوجين، رغم طول مدة زواجهما.
قراءات جُلّى وأسئلة كثيرة في التيفو/ المسرحية نختصرها في من الزوج ومن الزوجة؟ عن الأرقام –ربما- تحدثوا. عن عدد الانتصارات وعدد الأهداف..و..و..
لا تبخيس للأعمال..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو من ناجي العلي إلى أوجين يونسكو



GMT 10:34 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخيرا أصبحنا نستوعب الدروس

GMT 08:58 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"واشْ عرفْـتوني"

GMT 03:39 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عناد فوزي لقجع

GMT 16:50 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

شكرا

GMT 14:58 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجربة غاموندي

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اليك طريقة عمل افضل كريم مقشر للجسم

GMT 12:58 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة تثير ضجة في مدينة ورزازات

GMT 06:19 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

منافسة مهمة بين 16 جوادًا على كأس أحمد بن راشد

GMT 21:01 2014 السبت ,16 آب / أغسطس

الطباهج الليبي

GMT 14:00 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود في طرابلس للمشاركة في معرض "الأعراس"

GMT 05:22 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رسائل من "التنف"

GMT 04:06 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترنتي ميرور" تأمل في شراء مجموعة صحف جديدة في انجلترا

GMT 23:38 2016 الخميس ,22 أيلول / سبتمبر

5 أسباب صحية للنوم عارية

GMT 07:22 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

سلاح الجو الأميركي ينقصه 700 طيار حربي

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع

GMT 06:53 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيرفي رونار "الثعلب" الذي أعاد للأسود شراستها

GMT 22:46 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث شرطيات مغربيات يتعرضن للتحرش الجنسي

GMT 00:31 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

تعرف على أسعار ومميزات هاتف "آيفون X " من آبل

GMT 03:25 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

النجمة ريهام حجاج حبيبة عمرو سعد في "وضع أمني"

GMT 02:13 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

غطاء "أيفون 8" الزجاجي صعب الإصلاح حال تحطّمه

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض لوحات مرعبة للفنّان إنسور في معرض الأكاديمية الملكية

GMT 03:18 2016 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

أسماء الخمليشي تنشر صورة تعبر فيها عن رياضتها المفضلة

GMT 09:28 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن وبكين توقعان عقودًا تجارية بقيمة 253.4 مليار دولار
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya