كابوس مرتضى والوزير وأشياء أخرى

كابوس مرتضى والوزير وأشياء أخرى

المغرب اليوم -

كابوس مرتضى والوزير وأشياء أخرى

بقلم - خالد الإتربي

اليأس، هو الإستسلام للأمر الواقع، وفقدان الرغبة في مقاومة الظروف المعاكسة أو المغايرة لرغباتك، والتسليم بالضعف والهوان أمام كل مستجدات الحياة ، وإن كانت في صالحك، بالاحرى هو الحياة بدون هدف، والعيش بدون قيمة. ويطل هنا سؤال برأسه، هل هو وليد اللحظة، ام له مقدمات طويلة، تأخذ بيد اليائس خطوة تلو الأخرى نحو هوة سحيقة لامفر ولا مخرج منها إلا مفارقة الحياة طبيعيا، أو إكلينيكيا .

نعم، لليأس مقدمات، منها امتلاك طاقة هائلة من الامل، وسط مجتمع غارق في الجهل والفساد بكل صوره ومسبباته، والأزمة هنا لاتكمن في الفاسدين والجهلاء في مواقعهم المرموقة، بقدر ماتتمركز في مجتمع إعتاد على الفساد ، وأدمنه وبات لايطيق العيش بدونه.

حينما بدأت الكتابة، كانت أمتلك قدرة وطاقة هائلة على كتابة عدة مقالات في يوم واحد، للدرجة التي دفعت البعض للحديث معي حول إمكانية التقليل من العدد، لكنها كانت بالنسبة لي اراء غير جديرة بالاهتمام، كنت ارى في نفسي القدرة على التغيير، والكتابة لإقناع ضميري انني حاولت أن أفعل شيئا حتى دون انتظار النتيجة، لكنني في النهاية أدركت أن من نصحني كانت وجهة نظره الأقرب إلى الصواب ، بالنظر إلى ماتوصلت له من نتائج في العامين الماضيين. بطبيعة عملي في النقد الرياضي، كانت كل مقالاتي محاولات للتصدي لكل مايعرقل الحركة الرياضية في مصر، والتصدي ايضا لكل متجاوز.

ولأنه المشكلة الأكبر على الرياضة المصرية من وجهة نظري، كان لمرتضى منصور رئيس نادي الزمالك نصيب الأسد من مقالاتي، استنجدت بالجميع، سواء جماهير ، او وزير الشباب والرياضة، او جمعية عمومية، او رئيس الجمهورية، فماذا كانت النتيجة؟.

المشكلة الأكبر بالنسبة لي، كانت حصولي على جائزة التفوق الصحفي في مقال أناشد فيه رئيس الجمهورية، بتخليصنا من مهاتراته، وهو الأمر الذي جعلني أشعر بالامل، الذي سرعان ماتحول الى كابوس أشبه بوحش يتضخم يوم تلو الآخر ، كلما زاد نفوذه وبسط سلطانه على الرياضة المصرية، حتى وصل لتسييرها، مستغلا ضعف اتحاد الكرة، وخلو الساحة أمامه ، في ظل انشغال محمود طاهر رئيس النادي الاهلي بالتحضير للانتخابات .

ولا تغفل ايضا كمية الامل الذي يخلفه وزير الرياضة خالد عبد العزيز بتصريحاته حول عودة الجماهير، والذي ينقلب إلى احباط، في ظل تأكد الجميع أنه مجرد كلام ووعود مستمرة لسنوات، وان الوزير شغله الشاغل حاليا هو التناطح مع إدارة النادي الاهلي،وحقيقة لاادري ماالسبب الحقيقي في ذلك.

هذا بالطبع جزء من كل، دفعني لأتراجع عن انتقاد تصرفات في أوقات كثيرة، بسبب الشعور بعدم جدوى الخطوة التي سأقدم عليها. منح الامل للناس، جزء أساسي من رسالتنا،حتى وإن كان بعيد المنال، لكن من ينقذنا نحن إذا شعرنا في لحظة من اللحظات أن هذا  الامل ينتحر، بسبب وطن لايستطيع كبح جماح بعض الذين نصبوا أنفسهم سلاطين فوق عروش القوانين والمصلحة العامة.

ختاما،  اذا كنت ممن أدمنوا  العيش في هذا الجو ستشعر أن كلامي يحمل الكثير من المبالغة، بل قد تراني افتري على الأشخاص الذين قد يكونوا ابطال في مخيلتكم فقط، وان كنت ممن يشعرون بالخزي والأسى من الأوضاع الحالية ستجدني فشلت في توصيف الحقيقة المرة التي نعيشها جميعا، لأنه أسوأ مما وصفت بكثير، لكن تمسكي بالتغيير حتى اللحظات الأخيرة يدفعني لترك  الباب مفتوحا ولو لبصيص من الامل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كابوس مرتضى والوزير وأشياء أخرى كابوس مرتضى والوزير وأشياء أخرى



GMT 13:19 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"خوكم بدون عمل"

GMT 20:05 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فاقد الشيء لا يعطيه

GMT 20:48 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إدمان التغيير

GMT 20:16 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طاليب والحلوى المسمومة

GMT 12:48 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

"الكان" في المغرب

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود

GMT 17:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة ١٤ سائحًا في استهداف أتوبيس سياحى في الهرم

GMT 08:52 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

5 نصائح تمكنك من اختيار شجرة عيد الميلاد المثالية

GMT 21:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya