120 دقيقة

"120 دقيقة؟"..

المغرب اليوم -

120 دقيقة

بقلم - يونس الخراشي

تنظيم كأس العالم لكرة القدم لا يجري في الملاعب فقط. مع أن أغلب الناس، ما أن يذكر الموضوع، حتى يوجهون السؤال التقليدي "شحال عندنا من ملعب؟". وينسى هؤلاء أن الملعب جزء بسيط من ضمن حاضنة كبيرة، فيها حياة بكامل تفاصيلها.
احتضان كأس العالم، أو تنظيمه، وهو الأصح، معناه استقبال عشرات الآلاف من الناس من شتى أنحاء العالم، مع ما يقتضيه ذلك من وجود لبنيات تحتية محترمة، تفي بالغرض، الذي ليس بالضرورة منحصرا في لعب مباريات لكرة القدم.
الناس حين يأتون إلى البلد المحتضن لكأس العالم يفعلون ذلك على الأرجح في طائرات، وهذا يعني وجود مطارات من الطراز العالمي الرفيع. ثم إنهم يستعملون الطرقات كي يتنقلوا إلى الفنادق، ومنها إلى الملاعب، أو المزارات، أو الآثار، أو المدن العتيقة، وحتى الجديدة، مع ما يقتضيه ذلك من وجود للطرق الجيدة داخل المدن، ووجود فنادق مميزة، ومصنفة، ووجود آليات للترفيه بشتى أنواعها، فضلا عن آليات للتعريف بالبلد، وثقافته، ووجهه الحضاري.
الجماهير الكثيرة التي تزور بلد كأس العالم تحتاج إلى أن تكون بصحة جيدة طوال الوقت، حتى تنقل صورة طيبة عن المستضيف، وبطبيعة الحال، حتى تستفيد خزينة الدولة من العملات الأجنبية المفترض أن تصرف أثناء احتضان المونديال، وهو ما يعني توفير تغذية جيدة، ومرافق صحية كثيفة وممتازة (المراحيض أساسا)، دون الحديث عن تجند المستشفيات والمصحات، بكوادرها، ومواردها البشرية.
المستضيف المفترض، وهو هنا المغرب، سيكون سعيدا جدا كلما حل بأرضه المزيد من الجمهور ليتابع كأس العالم. وسيكون أسعد إن فكر أغلب الوافدين عليه في التنقل بين مدنه، حتى يستفيد أكثر فأكثر من الترويج لنفسه، و"تدوير ناعورته". وهذا يقتضي هو الآخر حركية سلسة في المسارات، وتوفير آليات لتيسير تعرف الوافدين على الطرق، وعلى المجال من حولهم، بلغات يفهمونها، فلا يضيع وقتهم، ولا يضيع المستضيف وقته.
أشياء أخرى كثيرة يمكن سردها في هذا الباب، يلزم التفكير فيها جديا للمنافسة على احتضان كأس العالم لكرة القدم، سيما أن المنافسين من العيار الثقيل جدا، ولديهم ثقة كبيرة في القدرة على التنظيم، وليس فقط في القدرة على الظفر بالأصوات؛ ذلك أن الأصوات هنا لا تهم، بل المهم بالدرجة الأولى هو كيف يمكنك التعاطي مع الحدث في حال وقع عليك الاختيار.
الخلاصة أن تنظيم كأس العالم لكرة القدم، خاصة نسخة 2026 فما فوق، يحتاج إلى ملايير الدولارات لتجهيز الكثير من الأشياء ذات الصلة باستقبال عشرات الآلاف من الناس في مدة معينة، سيتنقلون، على الأرجح، بكثرة، وسيحتاجون لأجل ذلك إلى من يوفر لهم كل سبل الراحة والمتعة، مقابل صرفهم للملايير.
صحيح أن المغرب، بما هو بلد بتاريخ كبير، وبثقافة، بل ثقافات، متنوعة، وطبيعة متعددة، ومجال جغرافي متسع، يمكنه أن يقدم الكثير لعشرات الآلاف من المشجعين، الذين سيأتون لمعاينة منتخبات بلدانهم، لكن عليه، بالضرورة، أن يتوفر على بنيات تحتية تستوعب الحدث بكل أبعاده.
فإن كانت المباريات تجرى عادة في 90 دقيقة، أو 120 دقيقة، وربما أكثر بقليل في حال اللجوء إلى ضربات الترجيح، وقد يتطلب الدخول إلى الملعب، في ظل تنظيم جيد، إلى 15 دقيقة، والخروج منه إلى 15 أخرى، فإن المونديال ليس هو المباريات فقط، وبالتالي فـ"ماشي هو الملاعب، أو صافي. وخا يكونو عندك ملاعب".
إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

120 دقيقة 120 دقيقة



GMT 01:14 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

جيرار على طريقة لويبيتيغي

GMT 09:47 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ترشيح بموشحات أندلسية

GMT 12:56 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عبد السلام حناط رجاوي عريق في قلب كوكبي أصيل!

GMT 11:09 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

البنزرتي مرة أخرى

GMT 13:09 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد..أزمة نتائج أم أزمة تسيير ؟

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود

GMT 17:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

مقتل وإصابة ١٤ سائحًا في استهداف أتوبيس سياحى في الهرم

GMT 08:52 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

5 نصائح تمكنك من اختيار شجرة عيد الميلاد المثالية

GMT 21:58 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الحواصلي يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya