السيسي لم يستقل من منصبه

السيسي لم يستقل من منصبه

المغرب اليوم -

السيسي لم يستقل من منصبه

أكرم علي

من المعتاد أنّ ترى في أي دولة في العالم على مشارف انتخابات رئاسيَّة، مقار الحملات الانتخابيَّة تفتح أبوابها للجميع، تستقبل أصحاب الأصوات التي تمنحها الفرصة للفوز بحكم البلاد، لا أنّ ترى حملة انتخابيَّة محصنة وكأنها ثًكنة عسكرية "ممنوع الاقتراب منها أو تصويرها". في منطقة الشويفات في التجمع الخامس (شرق القاهرة) الشوارع مغلقة، حواجز منتشرة في أرجاء المحيط كافة، أسلحة آلية تحملها أجسام شاهقة مدربة مثل قوات الصاعقة، وبعد فحص واستفسار، تبيّن أن كل ذلك من أجل حملة المرشح المحتمل للرئاسة وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، والذي استقال من منصبه وأصبح مواطنًا مدنيًا. تحدثت بعض التقارير الإعلاميَّة أنّ هذه الحراسات تابعة لشركة خاصة، ولكن السؤال الأبرز كيف يحق لشركة خاصة أن تغلق شوارع عامة وتضع حواجز وأكشاك تحمل شعار الشرطة المصرية؟، ولماذا لم تشهدها حملة المرشح المحتمل للرئاسة الآخر حمدين صباحي أو غيره من المرشحين المحتملين للرئاسة المصريّة؟. الغريب في الأمر، أنّ الحرس الخاص بحملة المرشح للرئاسة عبد الفتاح السيسي يمنع دخول الهواتف الناقلة وكاميرا التصوير منعًا لتسريب أي معلومات من داخل مقر الحملة، ويمنع دخول أي مواطن إلى مقر الحملة دون حمل الكارت الخاص به، بأنه تابع للحملة الرئاسية. يا سيادة المشير السابق، أنت الآن مواطنًا مدنيًا أمام الشعب المصري كله، كيف تثبت للمصريين أن سيادتك مواطنًا مدنيًا تريد حكم مصر وفق القانون والقوات تحمي مقر حملتك بمثل هذا الأسلوب الذي يتبعه شخصيّة عسكريّة بارزة أو رئيس دولة؟. ذهبت شخصيًا إلى مقر حملة المرشح للرئاسة حمدين صباحي في منطقة المهندسين في الجيزة، لا يوجد فيها سوى عدد من العاملين المدنيين ولا وجود لأي حواجز أو إغلاق شوارع محيطة بها، ومسموح لأي مواطن الدخول إلى مقر الحملة للتعبير عن رأيه والاستفسار عن أي شيء يريده باعتباره صاحب الصوت الذي يمنح له للفوز بالمنصب وقيادة البلاد. بعدما رأيت الثكنة العسكريَّة التي تحيط بمقر المرشح للرئاسة عبد الفتاح السيسي، تأكدت أنّ المشير السيسي لم يستقل ولم يترك الجيش ومازال الشخصيَّة العسكريَّة التي تخضع لتأمينات غير عاديَّة واستثنائية بعد أحداث 30 حزيران/يونيو الماضي. أتمنى يا سيادة المرشح للرئاسة أن تتراجع عن تلك الخطوة وتثبت لنا أنك مواطن مدني مثل أي مواطن آخر ترغب في حمل المسؤوليّة من أجل دافع وطني ليس أكثر، وحتى لا تخسر رصيدك الشعبي في الشارع المصري.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيسي لم يستقل من منصبه السيسي لم يستقل من منصبه



GMT 12:34 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

يحدث عندنا.. ذوق أم ذائقة

GMT 11:33 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يَموت حقٌّ لا مقاومَ وراءَه

GMT 17:37 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخونة الدولة

GMT 13:49 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

عدن مدينة الحب والتعايش والسلام

GMT 14:02 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ٰ مواطن يمني يبحث عن وطن بدون حواجز

GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 23:16 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على ماسك الذهب

GMT 16:02 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

جريندو أرقام قياسية وألقاب عدة مع الرجاء والمنتخب

GMT 21:00 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

فشل مفاوضات إمبابى مع باريس سان جيرمان

GMT 07:43 2015 الإثنين ,23 آذار/ مارس

أقراص الكوسا والجبن

GMT 11:45 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 09:07 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

تشيلسي يتأهل لدور الستة عشر في كأس الاتحاد الإنجليزي

GMT 06:19 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رودريجو يؤكد كنت أحلم باللعب بجوار كريستيانو رونالدو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya