جريمة الرشوة

جريمة الرشوة

المغرب اليوم -

جريمة الرشوة

بقلم - القاضي عماد عبد الله

تعتبر هذه الجريمة من أخطر الجرائم ذلك أنها من جرائم الفساد التي تصيب وظائف الدولة المختلفة وتؤدي إلى آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة بما يقلّل قيمة الدولة ويضعف مصداقيتها أمام المواطن وأمام العالم الخارجي لذلك نرى أن جميع الأديان السماوية والقوانين الوضعية قضت بتحريمها وتجريمها.

وتعرف الرشوة بأنها ما يعطى لإبطال حق، أو لإحقاق حق، أو لإحقاق باطل. لم يضع المشرع العراقي تعريفا خاصا لجريمة الرشوة وإنما تناول ذلك في قانون العقوبات النافذ في نص المادة 307 التي جاء فيها "كل موظف أو مكلف بخدمة عامة طلب أو قبل لنفسه أو لغيره عطية أو منفعة أو ميزة أو وعد بشيء من ذلك لأداء عمل من أعمال وظيفته أو الامتناع عنه أو الإخلال بواجبات الوظيفة يعاقب بالسجن..".

 ومن ذلك نجد أن جريمة الرشوة هي متاجرة الموظف أو المكلف بخدمة عامة بوظيفته ليحصل على المال الحرام وقد تقع جريمة الرشوة من طرف واحد كما لو طلب الموظف الرشوة ولكن بدون قبول من صاحب المصلحة الذي يلجأ إلى القضاء للإخبار عن ذلك المرتشي ولابد لكي تتحقق جريمة الرشوة من توافر شروط ثلاثة هي أولا اتجاه القصد الجرمي للمرتشي إلى طلب أو قبول الرشوة أما اذا رفض القبول بالعرض الذي قدم إليه فأنه نكون أمام جريمة الراشي فقط الذي عرض الرشوة ولم تقبل منه والتي عاقب عليها المشرع أما الشرط الثاني أن يكون المرتشي موظفا أو مكلفا بخدمة عامة وقد عرف المشرع العراقي الموظف بانه "كل شخص عهدت إليه وظيفة داخلة في ملاك الدولة الخاص بالموظفين).

 أما بالنسبة للمكلف بخدمة عامة فقد عرفته المادة 19فق2 من قانون العقوبات النافذ بأنه "كل موظف أو مستخدم أو عامل انيطيت به مهمة عامة في خدمة الحكومة ودوائرها الرسمية وشبه الرسمية"، وعليه يجب أن يكون المرتشي متمتعا بالسلطة التي تمكنه من مزاولة العمل الوظيفي  وان ظهر بعد ذلك تعيينه باطلا لأي سبب كان أما إذا كان الشخص غير موظف عند قيامه بالعمل فانه لا يكون محلا لجريمة الرشوة وإنما تنهض جريمة أخرى مثل جريمة الاحتيال أما الشرط الثالث فأنه يتعلق بشرط الاختصاص حيث لابد أن يكون الموظف  مختصا بالعمل المطلوب منه وبعكسه لا تقوم جريمة الرشوة وإنما تنهض جريمة أخرى ومسألة تحديد الاختصاص من عدمه تعود إلى الأوامر الإدارية التي تبين اختصاص كل موظف ويجب ملاحظة أن الموظف يعتبر مختصا إذا قامت علاقة بين وظيفته وبين العمل المطلوب منه ويكفي أن يكون له اتصال يسمح بتنفيذ ذلك العمل. أخيرا فان متاجرة الموظف بوظيفته للحصول على منفعة مادية أو معنوية يتعلق بمدى قدرته على أداء عمله و يتم ذلك متى كان متمتعا بالصفـــة الوظيفية  والاختصاص.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة الرشوة جريمة الرشوة



GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 15:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

‏عام يمر بكل ما فيه وكثير من الأحلام مُعلقة

GMT 15:02 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

الوحدة الوطنية التي نريدها

GMT 07:50 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 11:05 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

للمرأة دور مهم في تطوير قطاع السياحة في الأردن

GMT 16:20 2015 الأحد ,25 كانون الثاني / يناير

"اللون الأحمر" أحدث موضة صبغات الشعر في 2015

GMT 09:25 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

مطعم فلسطيني يخفض أسعار وجباته لمواطني كوريا الشمالية

GMT 17:09 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الرجاء يتهم معارضيه باقتحام النادي ويلجأ إلى القضاء

GMT 15:57 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة طفلة صغيرة بطلق ناري في إقليم تارودانت

GMT 06:25 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

متجر جيمس أتكينسون يعكس التصميمات المذهلة

GMT 17:59 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الألعاب الوطنية للأولمبياد الخاص تنطلق في استاد القاهرة

GMT 18:40 2015 الأربعاء ,18 شباط / فبراير

ستة نصائح لتقديم أفضل هدية في عيد الحب

GMT 19:39 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

مغربية تمزج حب القفطان بالورود والبنّ في وزان

GMT 06:00 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

محبو الطائرات يتجهون إلى منزل وسط كوتسوولدز في انجلترا

GMT 12:56 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد والترجي الجمعه في أقوى مواجهات الجولة الرابعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya