الرئيسية » تقارير خاصة
الطقس ليس وحده المسؤول عن فتور الانتعاش الأميركي

واشنطن ـ المغرب اليوم

قال جون جالبريث إن الهدف الوحيد من التنبؤ الاقتصادي هو أن يجعل التنجيم يبدو محترماً. فالاقتصاديون يلقون باللوم في معظم التقلص البالغ 1 في المائة في الاقتصاد الأمريكي في الربع الأول من هذا العام على الشتاء القارس. الآن بعد أن انتهت الدوامة القطبية، سيحدث انطلاق أمريكا الذي طال انتظاره في النهاية، كما يقولون. إلى هذا الحد وصل علم الاقتصاد من ثقة لا تتزعزع بالنفس. يتعين على المتنبئين الاقتصاديين أن يستوعبوا حقيقة أن الاقتصاد الأمريكي تغير جذريا. القوة الشرائية لغالبية الأمريكيين لم تتعرض للركود فقط منذ أن بدأ الانتعاش قبل خمس سنوات، لكنها انخفضت فعلا. ولأن متوسط دخل الأسرة الأمريكية الآن 53 ألف دولار، فهو أقل بواقع أربعة آلاف دولار ــ أو 7.6 في المائة ــ من حيث القيمة الحقيقية عما كان عليه في بداية فترة الركود في عام 2008، وفقا لأبحاث سينتاير. ومع ذلك، الاقتصاد ككل تجاوز منذ فترة طويلة الحجم الذي كان عليه قبل الركود. المذنب هو ارتفاع الدخل والتفاوت في الثروة، وهي الحقيقة الاقتصادية المركزية في عصرنا هذا. وعلى حد تعبير مارك كارني، محافظ بنك إنجلترا، في الأسبوع الماضي: "ضمن المجتمعات، تقريباً بدون استثناء، فإن عدم المساواة في النتائج داخل الأجيال وعبرها، على حد سواء، زاد بشكل واضح". وعندما تذهب معظم مكاسب النمو إلى شريحة صغيرة من أصحاب الدخول المرتفعة في القمة، يُنفَق القليل منها فقط، ويكون النمو الكلي عرضة للتقلب بشكل دائم. وما من شيء سحري غامض حول القوى التي تعمل في ذلك. خذ انتعاش قطاع الإسكان في الولايات المتحدة، الذي تعثر مرة أخرى في الأشهر القليلة الماضية (الاتجاه السلبي الذي يسبق فصل الشتاء القارس ويتبعه). فخلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، كانت مبيعات المنازل الأغلى سعرا التي تمثل 1 في المائة من المنازل الراقية ــ أي المساكن التي تبلغ قيمة كل منها 1.67 مليون دولار ــ قد زادت بنسبة 21 في المائة، وفقا مجموعة ردفن العقارية. جاء ذلك عقب زيادة بلغت 35 في المائة عام 2013 ــ بقيادة التجمعات في منطقة خليج سان فرانسيسكو التي تضم شركات التكنولوجيا، حيث تبدأ أغلى المنازل ابتداء من سعر 5.35 مليون دولار. وفي الوقت نفسه انخفضت مبيعات 99 في المائة من المنازل الأقل سعرا بنسبة 7.6 في المائة حتى الآن هذا العام. هنا، باختصار، لديك الاقتصاد الأمريكي. ارتفعت القيمة الإجمالية لمبيعات المنازل، لكن معظم الناس لا يرون ذلك. وينطبق الشيء نفسه على أشكال أخرى من الاستهلاك. الطبقة العليا تزدهر، وكذلك بعض أجزاء من الطبقة السفلى (في نهاية القاع). وتكافح معظم الأشياء التي في ما بينها. في الربع الأول من عام 2014، ارتفع نمو الإيرادات لدى LVMH، مجموعة السلع الفاخرة التي تضم علامات تجارية راقية مثل لوي فويتون وبلغاري، بنسبة 9 في المائة في جميع أنحاء العالم ــ بقيادة مبيعات قوية في الولايات المتحدة. في تيفاني، شركة المجوهرات الأمريكية، ارتفعت المبيعات أيضاً بنسبة 9 في المائة في الربع الأول، في حين كان الاقتصاد الأمريكي عموماً ينكمش. الشركات التي تعتمد على أعلى 1 في المائة تكون بخير. في وول مارت، سلسلة السوبر ماركت، انخفضت الإيرادات بنسبة 5 في المائة في الربع الأول. كذلك تراجعت الإيرادات في سيرز هولدنجز، الذي كان في وقت ما مقصد المستهلكين من الطبقة متوسطة الدخل في الولايات المتحدة، بنسبة 6.8 في المائة ... وهلم جرّا. فقط في الجزء السفلي من السوق، حيث يسعى أفقر الأمريكيين إلى الحصول على صفقات بأسعار رخيصة للغاية، فإن الأداء يناظر الأداء في السلع الفاخرة. ارتفعت المبيعات في متاجر ديسكاونت تري Discount Tree، أبرز شركة تخفيضات في قطاع التجزئة في أمريكا، بنسبة 7.2 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2014. متاجر التخفيضات تميل إلى أن تأخذ الأعمال من تجار التجزئة الأكبر قليلاً في الأوقات الصعبة. وبالمثل، نمت الإيرادات في ببليك ستوريدج Public Storage وفي إكسترا سبيس ستوريدج Extra Space Storage بأرقام من خانتين. هذه التفاوت الحاد يعكس إشارات مشوشة من أسواق الأصول ــ واصلت أسعار الأسهم في الولايات المتحدة أداء جيدا، مدفوعة بتفاؤل بشأن أرباح الشركات، في حين أن سندات الخزانة الأمريكية تحتسب في أسعارها مستوى الاكتئاب والتشاؤم الذي يسود فترة الركود الاقتصادي. وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات من 3.04 في المائة في بداية هذا العام إلى 2.45 في المائة فقط في الأسبوع الماضي ــ وهذه لقطة قاتمة عن غياب آفاق التضخم في الولايات المتحدة. فأيهما ينبغي أن نصدق؟ سوق الأسهم أم سوق السندات؟ الجواب كليهما. سيستمر عديد من الأسهم الأمريكية في أداء جيد على أساس نمو الإيرادات والمبيعات في الخارج. لكن النمو في الولايات المتحدة بشكل عام من غير المرجح أن يبدأ في الانتعاش، وهذا هو السبب الذي يبقي عوائد السندات منخفضة جداً.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

استيلاء مالطي على 90 مليون يورو من أموال القذافي
الجراري يكشف لـ218 قيمة السلع المصرية الموردة منذ إبريل
الوكالة الأميركية للتنمية تستهدف تحسين الخدمات المحلية في غدامس
"المؤسسات الليبية" مناصب طالتها الشيخوخة دون جديد
الولايات المتحدة تسجل أعلى مستوى بطالة في تاريخها بسبب…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة