الرئيسية » قصص وروايات
منتدى شهرزاد

الرباط – المغرب اليوم

بكل ألوان الحكي والسرد، وبعبارات السجع السهل الممتنع، تحلق الحكاواتية حفيظة حمود بشباب مغاربة في عوالم الحكايات، حكايات من واقع قريب ومن ماض بعيد، وأخرى من خزان التراث المغربي الشعبي الذي لا ينضب.
 وعلى طريقة الجدات، تروي حفيظة حكايات مستنبطة من القصص الشعبي المغربي المتوارث، وتشد إليها انتباه فتيات وفتيان من شمال المغرب، تجمعوا في ورشات مبادرة فريدة، أسماها منظموها « حكايات شهرزاد ».
 توعية عن طريق الحكاية
تقوم فكرة « حكايات شهرزاد » على توعية الشباب والفتيات بأدوار المرأة، ومحاصرة التفكير النمطي عن طريق الحكاية. وتهدف، حسب منظميها، إلى إحياء التراث الشفهي والتشجيع على القراءة والكتابة.

وتعتمد المبادرة على ورشات للحكي يؤطرها اختصاصيون في مجال الحكي من « منتدى شهرزاد » (جمعية ثقافية تربوية)، وينخرط فيها الشباب والشابات عبر حكايات يتفنون في البحث عنها وإعدادها وإلقائها. تجوب القافلة مدن الشمال المغربي في تنسيق بين جمعيات أهلية محلية.

 فكر نقدي
تقول لطيفة العراقي رئيسة « منتدى شهرزاد » للجزيرة نت إن الهدف الأساسي للمبادرة هو تطوير الفكر النقدي عند الفتيات تحديدا وعند الشباب بشكل عام.
 وبعد التأكيد أن الحكاية تراث شعبي يجب إحياؤه، تستدرك العراقي أن التراث لا يحمل دائما محتوى إيجابيا، وأن الحكاية هي مرآة للمجتمع وللقيم السائدة فيه ولتمثلاته، قد يكون أحيانا مواليا للسلطة ومتأثرا بضغوط سياسية أو حربية، مما يجعل، بحسب المتحدثة ذاتها، إعمال العقل ضروريا، ومنه ضرورة تطوير ملكة النقد وتنسيب الحقائق.
وتوضح العراقي أن المبادرة تعمل على اختيار الحكاية التي من الممكن أن يستلهم منها الشباب دروسا في التنمية الذاتية وتقوية الثقة في النفس، وتقدير الذات وتقوية مهارات التفكير.
توريث للقيم
تعتبر الحكاية الشعبية موروثا ثقافيا ضمن التراث المعنوي المغربي، وهي رافد من الروافد الغنية المحملة بالمعاني والقيم. تقول نجيمة طايطاي مديرة مهرجان الحكايات بالمغرب، وخبيرة في التراث، إن الحكاية مدرسة تربوية قائمة، تكرس مجموعة من القيم عبر خطابات ورسائل تساهم في نمو المخيال وفي نضج العقل.
 وترى طايطاي أنه « من خلال الحكاية نتعلم ألا نكذب، ألا نطمع، نتعلم كيف يمكن أن نكبر، وكيف يتحول الغني فقيرا، وكيف يصبح الفقير غنيا، وكيف يحضر البعيد، ويتقوى الضعيف ».
 وبثقة عالية ونبرة الباحثة في قضايا التراث والإنسان تتابع نجيمة طايطاي أن الحكاية حلم يتحقق من خلاله كل الأحلام، متنفس ووسيلة للتخفيف، وآلية لتوريث المعاني والقيم.
 سلطة الراوي
لكل مجتمع حكاياته، ولكل ثقافة مخبأ تخزن فيه موروثا للأجيال القادمة، والحكاية عكست على مر العصور خبايا المجتمعات وجمعت تناقضاته، حمالة أوجه، شبكت في كل حين السلطة، تُغلبها حينا وتستسلم لها حينا آخر، لعبت بلسان من لا لسان له، وسلطة من لا سلطة له، استلهمت خطاباتها من عوالم مختلفة، تارة الحيوان وتارة غابر الأزمان، أنطقت الشجر والحجر، وجمعت من أساطير الرحل وغرائب البشر، ومن مخيال جعل الترميز والتشفير مجالا لا يحصر.
تعتقد نجيمة طايطاي أن الراوي له كل السلطة في الحكاية، يقلب موازين القوى لصالح فكرته، وينتصر لمبادئه وقيمه، مذكرة برمز الانتصار النسائي « شهرزاد » وكيف جعلت من الحكاية سلطة وظفتها لصالحها.
كنز بشري لا مادي
تؤكد نجيمة طايطاي أن ما اعتبر إلى حد قريب « خرافة » تم إقراره دوليا تراثا إنسانيا لا ماديا يساهم في التنمية. معتبرة أن المنتوج الثقافي منتوج بعلامة وطنية يسوق ويساهم في نماء البلد، ويعيد الاعتبار للرواة والحكاواتيين ككنوز بشرية. وبحسب رئيسة مهرجان الحكايات فإن غنى المغرب في ناسه وتراثه.
 مواضيع متعددة، في عمقها التنوع والإيمان بالآخر والاستمتاع بالعمل الجماعي والبحث والمعرفة والشجاعة والتحدي، هكذا تقدم مريم عبودي منسقة مبادرة « حكايات شهرزاد » ورشات الحكي. وتضيف أن المبدأ الأساسي هو التوجه للشباب وتقوية القدرات التواصلية، والقدرة على التعبير والرجوع للبحث والكتابة، خصوصا أن كثير من المستفيدات انقطعن عن الدراسة.
 تعلم وتجاوب
وبحسب غزلان الحسايني(18سنة)، مستفيدة من مبادرة حكايات شهرزاد، فإن الحكاية ليست خرافة. غزلان توضح للجزيرة نت كيف تعلمت رفقة زميلاتها عن طريق الحكاية مهارة استخراج العبر من المجتمع ومن المعيش اليومي لحل المواقف التي تواجهها، وكيف يمكن استخلاص القيم من المعاناة ومن مدارسة الأفكار والاستماع للرأي المخالف.
 أما بشرى القرباص (20 سنة) فجمعت خوفها وتغلبت عليه، وتشجعت للحكي أمام الجمهور، بحثت عن قصتها ومحصت معلوماتها، زينتها بمخيالها ونسبت الحقيقة
وفتحت السؤال. وقالت بنبرة التحدي « كل امرأة قادرة على تخطي الصعاب، وها هي بطلات قصصنا وحكايتنا من واقعنا ومن جيلنا يحققن المحال ويصححن المآل ».

قد يهمك أيضا:

باحث يثبت بالدليل أن قصة "علاء الدين والمصباح السحري" من حلب في سورية

أفلام هاري بوتر تعود مجددًا بـ4 قصص جديدة عن السحر

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

صدور "الزرجا" أحدث روايات ناني تركي
صدور رواية "ليونيد سيموت حتماً" للكتاب ديمتري ميخايولوفيتش ليبيسكيروف
"سنابك" رواية تكشف مخطط لقتل علماء الأزهر وكوادره
صدور "كـافكـا في طَنجـة" عن دار تبارك لــ محمد…
مناقشة رواية "الخواجا" في نادي التجاريين بالقاهرة الأربعاء

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة