تونس - حياة الغانمي
أرسل تنظيم "داعش" المتطرف للتونسية عزيزة السّايح شهادة وفاة ابنها الذي التحق بالتنظيم في سورية و"فيديو" لجنازته بعد مقتله في حادث سير، وقالت عزيزة إن ابنها سامي، مات وعمره 20 عامًا في حادث سير يوم 9 مارس 2015 في منطقة الشدّادي في "سورية"؛ وقد أرسل إليها ّ التنظيم المتطرف آخرًا شهادة وفاته وفيديو لعملية دفنه عبر الإنترنت.
وأضافت أن حياتها صارت كابوسًا، فابنها كان شابًا عاديًا يحب الموسيقى والغناء، لم تكن له مشاكل مادية وكان مدللًا، بل أنه لم يكن يصلي من قبل وعندما بدأ يصلّي فجأة، نبهته الأم من خطر أن يستدرجه متطرفون فأجابها "اطمئني يا أمي فهؤلاء الناس مجانين ولا يمكن أن أنساق إليهم".
وفي وقت لاحق أعلم سامي والدته بأنه سيسافر إلى السعودية لأداء العمرة بعد أن اقتطع تذكرة العمرة "للتمويه" وسافر إلى تركيا ثم دخل سورية.
وأبلغت الأم السلطات الفرنسية واتصلت بسفارة باريس في تركيا وطلبت منها إيقافه "لكنها لم تفعل شيئا"، وفق رواية الأم التي اكتشفت لاحقا أن ابنها تعرض لعملية "دمغجة" من قبل زميل له في العمل من أصل مغاربي. أرسل الابن رسالة قصيرة على هاتف إحدى شقيقاته أعلم فيها عائلته بأنه سافر إلى سورية "للدفاع عن الأرملة واليتيم" من نظام الرئيس بشار الأسد. وأبلغته شقيقته أن والدته "ستموت من الحزن عليه" فأجابها: "ألقاها في الجنة".
ولحقت به فتاة فرنسية من أصل تونسي-مغربي تعرف عليها عبر سكايب وتزوجها، بعد سفر الابن إلى سورية، ويوم وفاته كانت الزوجة تستعد لإعلامه بأنها حامل منه، وبعد أشهر وضعت أرملة سامي بنتًا وأرسلت صورتها إلى عزيزة السايح التي أصبحت مأساتها مضاعفة بسبب "الوصم" الاجتماعي في فرنسا لـ"عائلات المتطرفين"، خصوصًا بعد الهجمات التطرفية الدموية التي حصلت في فرنسا سنة 2015. وقالت عزيزة: "نحن اليوم موصومون بأننا عائلات تطرفيين" معتبرة أن "الدولة الفرنسية مسؤولة عما حصل لأبنائهم لأنها لم تمنعهم من الذهاب إلى بؤر التوتُّر". واستقالت عزيزة من عملها وتفرغت للنشاط ضمن جمعية تعمل في مكافحة التطرف اسمها "Brigade des mères" أسستها أمهات لأبناء التحقوا بتنظيمات تطرفية.