الرباط – المغرب اليوم
بالتزامن مع احتفاء المسيحيين المغاربة هذا الأسبوع بعيد ميلاد "يسوع المسيح"، الذي يتزامن موعده كل عام مع يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول، وأحيانا في السادس من يناير/ كانون الثاني، دخل اليهود المغاربة في تخليد موعد ديني يهودي يدعى "عيد حانوكا"، في وقت يلتقون فيه مع مواقف المسلمين في الابتعاد عن الاحتفال الشعائري برأس السنة الميلادية، واعتباره عيدا مدنيا بعيدا عن الدين.
هسبريس تواصلت مع مغاربة يعتنقون الديانة اليهودية، لتسليط الأضواء على احتفالهم الديني الذي يتزامن مع احتفالات رأس السنة الميلادية، ويتعلق الأمر بعيد الحانوكا، أو "حانوكه" وفق المنطوق العبري، والذي يسمى أيضا "عيد الأنوار" أو "التدشين"، ويصادف يوم 25 من شهر "كيسليفKislev "، وهو الشهر التاسع وفق التقويم اليهودي، ويستمر ثمانية أيام بلياليها.
وتعكف الطائفة اليهودية في المغرب خلال أيام العيد المذكور على إشعال شموع يطلق عليها اسم "شموع المينورا"، ومرافقتها بتلاوة صلوات مختلفة عند كل شمعة؛ وذلك تيمنا بما يسميه اليهود "معجزة إنارة المينورا بهيكل سليمان لمدة سبعة أيام بزيت يكفي فقط ليومين بعد تحرير أورشليم (القدس) من الغزو الروماني"، وهي الحكاية التاريخية التي يلقب لأجلها العيد بـ"عيد الأنوار"؛ بينما تورد مصادر يهودية أخرى أن الموعد تخليد أيضا "لدخول يهودا الحشموني القدس وإعادته للشعائر اليهودية في الهيكل".
ويتميز العيد اليهودي بتناول المغاربة اليهود للمأكولات المقلية، خاصة أكلة "الشفنج"، بينما تطلق الزغاريد عند إشعال الشمعة الأولى، أما طقوس العبادة، التي تتم داخل المعابد أو المنازل، فتتم بعد اجتماع للطائفة اليهودية والاستماع إلى موعظة الراهب، وأداء الصلاة مع موعد غروب الشمس، إلى جانب تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال؛ بينما يكون الموعد مناسبة لصلة الرحم وتجديد العلاقات الاجتماعية.
ويبتعد اليهود المغاربة، خاصة المحافظين منهم، عن الاحتفال برأس السنة الميلادية، باعتبار الموعد ليس بعيد يهودي؛ لكن الأمر لا يمنع من الاحتفال بـ"البوناني"، لكونه مناسبة مدنية عالمية، كاحتفال باقي المغاربة، بغض النظر عن دياناتهم وتوجهاتهم العرقية والثقافية والمذهبية.
ويعد عيد "الأنوار" من أبرز الأعياد الدينية التي يحرص اليهود المغاربة على تخليدها سنويا، إلى جانب أعياد معروفة أخرى، من قبيل عيد رأس السنة العبرية "روش هاشانا"، الذي يحتفون فيه بـ"أضحية إسحاق وبشارة الملائمة لسارة بولادته"، حسب العقيدة اليهودية، إلى جانب عيد الغفران "يوم كيبور"، أو "سبت الأسبات"، وهو اليوم الذي يقوم فيه اليهود بالإكثار من العبادة، خاصة الصوم، باعتباره "اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء مرة ثانية وأعلن أن الرب غفر لبني إسرائيل خطيئتهم في عبادة العجل الذهبي"، وفق المعتقدات ذاتها.
وكان التقرير السنوي للخارجية الأميركية، الصادر حول "حريات الأديان في العالم"، كشف أن المملكة تحرص على احترام الشعائر الدينية لكل المغاربة، خاصة اليهود منهم، الذين يمثلون أقل من 1 % من تعداد السكان في المغرب.
ويقارب عدد اليهود المغاربة، بالاستناد على زعماء الطائفة اليهودية، نحو 4 آلاف يهودي، 2500 منهم يقيمون في الدار البيضاء، بينما يتوزع الباقون بين مراكش والرباط وبعض المدن الأخرى؛ على أن معظمهم من كبار السن، بعدما هاجر غالبيتهم المغرب منذ زمن.