الرباط - وسيم الجندي
أثار توشيح وزير الزراعة، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، من قبل الحكومة الإسبانية، الجدل في الجارة الشمالية، وهاجم اتحاد مزارعي ومربي المواشي الصغار الإسبان، الوزيرة، إيزابيل غارسيا تيرخينا، بعد تأكيد خبر توشيحها أخنوش، رسميًا، بوسام الصليب الأكبر للاستحقاق المدني في الزراعة، خلال الدورة الـ11 للمعرض الدولي للفالحة في مكناس، واتهامها بكون توشيحها له هدفه لخدمة مصالح "كبار المقاولين".
ورد المزارعون الصغار الإسبان على التوشيح، بالقول: "ليس هناك ما يجب أن تشكر عليه إسبانيا أخنوش، وبالأحرى توشيحه بوسام مهم جدًا"، وفقًا لموقع “murciaeconomia”، وقال المزارعون إنهم "لم يفهموا" تلك الخطوة الدبلوماسية، التي يعتقدون أنها تأتي على حسابهم، مردفين: "تحكمت كثيرًا مصالح كبار المقاولين المغاربة في التوشيح".
وفي المقابل، اعتبر البعض أن انتقاد توشيح أخنوش يدخل في إطار الحرب، التي تشنها بعض الجمعيات الزراعية الإسبانية على المنتجات المغربية، لا سيما الطماطم، وهذه الجمعيات لا تنظر إلى المزراعين المغاربة كشركاء، أو منافسين، بل كأعداء يتوجب محاربتهم في الأسواق الأوروبية.
وأعزت إزابيل غارسيا، توشيح أخنوش، بهذا الوسام الإسباني الرفيع إلى "الدعم الحاسم" في توقيع اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي عام 2014، بعد تجميده في ديسمبر 2012، علاوة على "دوره المهم" في التعاون في قطاع الخضر، والفواكه بين البلدين.
ويراهن الإسبان، كذلك، من خلال توشيح أخنوش على دفعه إلى التعجيل بتجديد اتفاق الصيد البحري، الذي سينتهي به العمل في 2018، كما أن التوشيح يحمل رسائل اطمئنان إلى السلطات المغربية بعد "الأزمة العابرة"، أخيرًا، بين البلدين بسبب تصريحات لنواب أوروبيين من أصول إسبانية معادية للوحدة الترابية للمملكة.
فيما تجدر الإشارة إلى أن أخنوس، ثالث شخصية مغربية مهمة توشحها إسبانيا بوسام رفيع في الأعوام الأخيرة، بعد عبداللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي وشحته بوسام "الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر"، أحد أعلى التوشيحات الشرفية، التي يتم منحها لشخصيات أجنبية، في مدريد في أكتوبر 2014، وبعدها عادت لتوشح محمد حصاد بوسام الصليب الأكبر من مرتبة الاستحقاق الوطني في مارس 2016.