الرباط- سلمى برادة
يترقب المغاربة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء لاسترجاع الصحراء من الاحتلال الإسباني، أن يحل العاهل المغربي محمد السادس مدينة العيون، من أجل إطلاق مشاريع ضخمة في صحراء المغرب.
ولم يُكشف حتى الآن عن المشاريع التي يراد الإعلان عنها في الصحراء، غير أن المراقبين أشاروا إلى المشروع الذي كشف عنه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (مؤسسة دستورية استشارية)، في وقت سابق، بشأن النموذج التنموي في الصحراء، إذ دعا المجلس إلى استثمار نحو 14 مليار دولار على مدى 10 أعوام.
وتوقع المجلس، الذي نبه إلى ضعف انخراط القطاع الخاص في الاستثمار في الصحراء، أن يؤدي تطبيق ذلك المخطط إلى خلق 120 ألف فرصة عمل في الصحراء.
ويعتبر المجلس أن الانخراط في استثمارات من قِبل القطاعين العام والخاص، يمكن أن يجعل من الصحراء معبرًا للمبادلات التجارية بين المغرب العربي وغرب أفريقيا وجزر الكناري.
كان تقرير المجلس شدد على ضرورة العمل في إطار التصور التنموي الذي يدعو له، إلى العمل على إخضاع الأنشطة الاقتصادية في الصحراء للجباية، علمًا بأنها معفاة منذ الثمانينات من القرن الماضي، بموجب قرار اتخذه الراحل الحسن الثاني.
ولم تغب هذه التوصيات عن فطنة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي يمثل رجال الأعمال الكبار، حيث أعلن نحو 60 مشروعًا بقيمة 600 مليون دولار العام الجاري ومليار دولار العام المقبل.
والمشاريع التي التزم 40 مستثمرًا، يمثلون مجموعات اقتصادية محلية، بإنجازها تشمل العقار والأشغال العمومية والسياحة، والصناعة والصناعات الغذائية والخدمات
وينتظر أن تستفيد المنطقة من استثمارات، سواء عبر موازنة الدولة، أو تلك التي تنجزها الشركات المملوكة لها، علمًا بأن الدولة تعول على أن يكون للقطاع الخاص نصيب في الرؤية التنموية الجديدة.
يأتي كل ذلك في سياق ترقب تناول قضية الصحراء في مجلس الأمن، إذ ينتظر أن يقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، تقريرًا بشأن بعثة الأمم المتحدة المينورسو، يليها قرار حول تحديد مهمة البعثة في الصحراء.
ولم يرشح أي شيء عن المشاريع التي سيعلن عنها بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، لكن وسائل الإعلام والمراقبين، يتوقعون إعلانًا عن مشاريع غير مسبوقة في الصحراء، قد تبدأ في تجسيد النموذج التنموي الذي أوصى به المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.