كان يُعتقد أن أخبار مياه البحار التي تغلي، والأسماك الطيّارة الضخمة التي تنتزع الطيور من السماء والأخطبوط المغطى بالدروع، مجرد حكايات للصيادين.

ولكن في لقطات جديدة لافتة للنظر، التقطت على مدى أربع سنوات من قبل مخرجي برنامج "بلو بلانيت 2" على بي بي سي قد أثبتت أن العديد من هذه الخرافات حقيقية في الواقع.

فبعد 16 عامًا من بث البرنامج الأصلي، تعود السلسلة هذا الشهر، واعدة بمجموعة من الاكتشافات العلمية الجديدة، والتي تكشف عن الذكاء المدهش والحياة الاجتماعية المعقدة للمخلوقات تحت الأمواج.

ومن بين الاكتشافات الأكثر إثارة للدهشة في سيشيل حيث وجد المخرجون أن الأسماك المفترسة العملاقة "تريفالي" تقفز في الهواء، للانقضاض على طيور السرخس من على الأمواج.

وقال مايلز بارتون، منتج حلقة الساحل: "سمكة تتحرك مثل الصواريخ، تلتقط الطيور من الهواء، تبدو غير عادية إلى حد كبير". وأضاف: "على الرغم من كونها حكاية للصيادين لم يكن هناك أدلة فوتوغرافية لدعم ذلك. لم يكن هناك أي صور خلال 20 عامًا تثبت ذلك حيث لم يكن لدي على الأقل صورة لهذا السلوك. لذلك كنت متشككًا من هذه القصة، على أقل تقدير.

وتابع: "وصلنا إلى هناك، وكانت الأسماك تقفز من الماء، ويبدو أنها كانت تلتقط الطيور. إنها لقطات مذهلة. أسماك حقيقية تأكل الطيور".

وقد أثبتت اللقطات الجديدة التي التقطت للمرة الأولى أن الأسماك لديها الذكاء لترصد الطيور المتحركة في الهواء من تحت الماء، وحساب تحول الضوء حتى يتمكنوا من القفز في الوقت المناسب فقط للقبض على هدفهم المتحرك.

كما كشف الفريق عن أن هذه السلوكيات جديدة على علوم والتي تشمل الأخطبوط الذي يمسك الأصداف والصخور ويستخدمها كدروع واقية للتمويه ضد الحيوانات المفترسة.

ورصد فريق برنامج " The Deep" أيضًا ثعبان البحر يسبح في بحيرة تحت ماء الميثان، والتي انفجرت بعد ذلك مثل البركان، على عمق 2،100 قدم (650م) تحت سطح خليج المكسيك. وكان السير ديفيد اتنبورو، الذي يروي السلسلة الجديدة لديها الكثير من المفاجآت.

وقال السير ديفيد: "أنا مندهش تماما حقا، كان هناك الكثير من الأشياء الجديدة في هذا البرنامج. عندما رأيت تلك الثعابين تغوص في بحيرة في الجزء السفلي من البحر في حلقة "The Deep".

وفي المحيط الهادئ، التقطت الكاميرات ظاهرة ما يسمى بـ" غليان البحر "، وهي حكاية أخرى للصيادين، والتي تحدث عندما ترتفع الملايين من سمكة "لانترنفيش" إلى السطح لتضع البيض، مما يؤدي إلى حدوث ما يسمى بجنون التغذية.

وقالت سارة كونر، مساعد المنتج: "بينما تهاجم الحيوانات المفترسة أسماك لانترنفيش، فإنه يمكن تحويل البحر الأبيض مما يجعلها يبدو وكأنه يغلي. وكان الفريق قد حاول وفشل في تصوير ذلك في بحر المرجان، قبالة أستراليا في ديسمبر/كانون أول 2014. وأضافت: "عندما سمع الفريق بعد 18 شهرًا من مشاهد" غليان البحر "من الجانب الآخر من المحيط الهادئ قبالة ساحل كوستاريكا، كان رد فعلهم سريع".