واشنطن - عادل سلامة
كما يقول أنها "مناسبة أيضا للقيام برحلات صحراوية والإقامة في خيم، فهي ذات دفع رباعي وبمحرك 8 صمامات ويتسع خزان الوقود فيها لـ 32 غالونا، كما أن المساحة المخصصة للشحن فيها كبيرة، وبعبارة أخرى إنها سيارة مناسبة تماما للمغامرات. وفضلا عن هذا وذاك فهي سيارة قديمة وبالتالي فهي لا تشجع أحد المجرمين على قتلك من أجل سيارة برونكو قديمة.
وكان جيس أيزنستات قد قام برحلة مشابهة قبل سنوات قليلة من شمال إسرائيل إلى لبنان عبر الأردن وسوريا. كما قام بالعديد من الرحلات عبر طريق باجا.
وخلال تلك الرحلات كان يلقي المزيد من الأضواء على مشاكل الهجرة والتهريب التي تتفشى في كاليفورنيا الجنوبية بمنظور مختلف. فهو يريد ان يوثق العمليات التي تقوم بها قوارب الصيد المكسيكية الصغيرة التي تعمل على تهريب العمال المهاجرين "الماريجوانا" خلال رحلات ليلية إلى الولايات المتحدة. كما يقول أن هدفه الرئيسي من أعماله الوثائقية هو الحدث على نطاق أوسع حول الإصلاحات في مجال الهجرة.
وعلى الرغم من أن الطريق إلى باجا حافل بالجرائم والعنف، إلا أن باجا لازالت طريق رحلات لكثير من الأميركيين وخاصة سكان جنوب كاليفورنيا، فهؤلاء يختارون نوع السيارة التي سوف يشترونها في ضوء المواصفات المطلوبة للسفر بها على طريق باجا ومساراته الصحراوية التي نادرا ما يتم اجتيازها.
كما أن الشواطئ المهجورة هناك تستميل المزارعين والمهربين الذين يتجنبون لفت الأنظار. وهناك من يصف هذا الصحراء بأنها صحراء غير خاضعة لسيطرة القانون.
وقد قام جيس أيزنستات وفريق المصورين المرافقين له بتصوير فيلمه التسجيلي الوثائقي عن المنطقة بعبور الطريق إلى المكسيك في السيارة فورد برونكو، وأمضوا هناك سبعة أيام في إجراء مقابلات والتصوير. وعلى مدى ثلاثة أيام قام الفريق باستكشاف تلك الصحراء التي لا تخضع لسيطرة القانون. وأقاموا هناك معسكراً على تربة غنية بالمعادن. كما أجروا لقاءات مع مهرب تحدث بصراحة عن جرائم القتل التي يرتكبونها وسعر البيع بالجملة للماريجوانا في باجا، ولم يكن جيس أيزنستات يدري أن حامل الكاميرا كان يصور سرا تلك المقابلة إلا عندما وصلا إلى السيارة.
وعلى الفور تحولت السيارة من وسيلة مواصلات عادية إلى وسيلة للفرار السريع دون توقف طوال الليل حتى الوصول إلى حدود الولايات المتحدة، خوفا من احتمال أن يكون المهرب قد علم بواقعة التصوير.