الرئيسية » عالم الثقافة والفنون
اكتشاف المتاحف في إيطاليا

روما - ليبيا اليوم

انطلقت حفنة من المصورين المتحمسين، مع ظهور الأشياء الجاذبة لانتباههم تحت دائرة الضوء غير المتوقعة، فهم أول زوار متاحف الفاتيكان بعد إعادة افتتاحها يوم الاثنين الماضي إثر حالة الإغلاق العامة بسبب فيروس كورونا المستجد. ومع فرض قيود السفر بين مختلف المناطق الإقليمية في إيطاليا حتى يوم الثلاثاء المقبل، كانت هناك مجموعة محلية على استعداد لتجربة ما يتوق إليه أغلب أهل روما اليوم: ألا وهي زيارة خالية من السياح إلى أحد أكبر المتاحف وأكثرها شعبية على مستوى العالم، والتي جذبت خلال العام الماضي وحده أكثر من 7 ملايين زائر.

ورغم أن سيمونا توتي خبيرة الإحصاء تعيش في العاصمة روما، فإنها لم تتمكن منذ سنوات من الاستمتاع برؤية «كنيسة سيستينا»، وذلك بسبب جموع السياح الذين كانوا يحتشدون لمشاهدتها. وفي حين أن عمليات الحجز عبر الإنترنت قد قلصت من قائمة الانتظار الطويلة التي كانت تمتد بحذاء جدران مدينة الفاتيكان الشاهقة وحتى مدخل المتحف، لا يزال كثير من سكان العاصمة روما يستشعرون الرهبة من الدخول بسبب جموع الزائرين الكثيفة. وقالت السيدة توتي: «دائما ما تكون الكنيسة مزدحمة للغاية لدرجة أننا لا نستطيع الاستمتاع بمشاهدة أي شيء على الإطلاق»، وأضافت تقول: «لمرة واحد فقط نشعر أن الحياة في روما غير مثيرة للإحباط».

وفي جميع أرجاء المدينة، كانت مارغريتا بلاكونا وابنتها المراهقة آسيا، يستمتعان بجولة خالية من السياح في الكولوسيوم - الذي أعادت السلطات افتتاحه أيضا يوم الاثنين الماضي - وذلك في جزء من رحلة الزيارة التي بلغت مدتها 45 دقيقة إلى المدرج الروماني الشهير، والتي تسمح السلطات حاليا بالوجود فيه لعدد 14 شخصا فقط مرة كل 15 دقيقة.

وكانت الحشود نفسها التي تقصد زيارة الكولوسيوم - وهو أكثر المزارات السياحية الإيطالية شهرة - مع أكثر من 7.5 مليون زائر خلال العام الماضي، هي السبب في ابتعاد أغلب السكان المحليين عن زيارة المعلم السياحي الشهير. تقول السيدة بلاكونا عن ذلك، وهي التي لم تتمكن من زيارة الكولوسيوم منذ أن كانت تلميذة في المدرسة الابتدائية: «كانت الطوابير طويلة، والسياح كثرا، وكانت الزيارة بالنسبة لنا شبه مستحيلة. أما الآن، فنحن نستفيد من تراجع أعداد السياح خلال هذه الأيام، كما نستطيع الذهاب لزيارة أماكن سياحية أخرى».

لكن في الوقت الذي يحاول فيه السكان المحليون الحرص على الاستمتاع بالآثار الإيطالية الجميلة، يساور العديد من مديري المؤسسات الثقافية المختلفة القلق بشأن فقدان الإيرادات السياحية التي تشتد الحاجة الراهنة إليها من مبيعات تذاكر الزيارة للسياح الأجانب. ويقول ماسيمو أوسانا، مدير الموقع الأثري لمدينة بومبي التاريخية: «إنها كارثة محققة»، في إشارة إلى الموقع الأثري الذي كان يجلب ما يقرب من 4 ملايين زائر خلال العام الماضي، بما في ذلك 40 ألف سائح من الزوار في اليوم الواحد من شهر مايو (أيار) في العام الماضي.

هناك اليوم قيود مفروضة، وحتى يوم الثلاثاء المقبل، على دخول الموقع الأثري، ولا يُسمح إلا بزيارة 400 زائر في اليوم الواحد فقط. وقال السيد أوسانا: «كانت الأمر في الماضي أشبه بلوحة سريالية من السياح الزائرين». وأردف السيد أوسانا قائلا: «لن نتمكن هذا العام من بلوغ مقدار الميزانية التي استطعنا الوصول إليها في العام الماضي، ولذلك فلن نتمكن من تنفيذ العديد من المشروعات التي كان مخطط لها. ونحاول التركيز الآن على الأمور التي يصعب تأجيلها مثل عمليات الصيانة العادية للموقع الأثري».

واستعانت السيدة آنا كوليفا، مديرة معرض بورغيزي الإيطالي، بلفظة «الكارثة» في توصيف الخسائر الراهنة في الإيرادات المالية لدى المعرض، والتي تسمح حاليا لعدد 400 زائر فقط بدخول المعرض في اليوم الواحد بدلا من 2000 زائر كانوا يرتادونه يوميا من قبل، وقالت عن ذلك، وهي التي تقترب من إحالتها للتقاعد خلال الشهر الحالي بعد مرور أكثر من ربع قرن من العمل في ذلك المعرض: «نفقد ما يقرب من نصف مليون يورو في الشهر الواحد من مبيعات تذاكر الدخول للمعرض، ولحضور الفعاليات وغير ذلك من الرسوم الأخرى».

وقالت السيدة جيوفانا ميلاندري، رئيسة متحف «ماكسي» الوطني للفنون الإيطالية المعاصرة، يوم الثلاثاء الماضي، «لسوف تكون الشهور القادمة من الفترات العصيبة على المتحف، والأضرار المالية كبيرة للغاية»، في إشارة إلى حالة الإغلاق العامة التي تعم أرجاء البلاد والتي حرمت المتحف الوطني والعديد من المواطنين الإيطاليين من موارد كسب رزقهم.

وفي متحف «يوفيزي» في فلورنسا، الذي أعاد افتتاح أبوابه للزوار أمس الأربعاء، جرى وضع نقاط سوداء ملتصقة على أرضيات المتحف أمام أكثر المعروضات كثافة من حيث الزيارة، ألا وهي أعمال الفنانين بوتيتشيللي، وبييرو ديلا فرانشيسكا، ومايكل أنغلو، ورافائيل، وكارافاجيو، وذلك بغرض ضمان احترام زوار المتحف للتباعد الاجتماعي المطلوب. كما قلص المعرض من عدد الأشخاص المسموح لهم بالزيارة في أي وقت من اليوم، من 900 زائر إلى 450 زائرا فقط، مع تحديد الحد الأقصى لجولات الزيارة بأن تضم 10 أشخاص لا غير.

وفي مؤتمر صحافي عُقد بالأمس الأربعاء، قال إريك شميدت، مدير متحف «يوفيزي»: «سوف يكون من الرائع إذا تحول نموذج السياحة الهادئة الذي نجربه حاليا في يوفيزي خلال اللحظات التاريخية الراهنة في البلاد إلى نموذج رائد يُحتذى به في مستقبل السياحة الإيطالية». وقال السيد شميدت للصحافيين في فلورنسا إن «يوفيزي» «قد فقد ما يقرب من 12 مليون يورو (قرابة 13.5 مليون دولار) من الخسائر المالية خلال أيام الإغلاق التي بلغت 85 يوما منذ اندلاع الوباء الفتاك».

وفي ظل وجود أكثر من 20 ألف زائر بالحد الأقصى اليومي في الكولوسيوم في أوقات ما قبل جائحة كورونا، يصل الحد الأقصى الحالي للزيارة لى 650 زائرا ممن سُمح لهم بدخول الموقع الأثري يوم الاثنين الماضي. وقالت السيدة ألفونسينا روسو، المسؤولة الحكومية التي تشرف على الموقع الأثري وغيره من المعالم الأثرية الأخرى في وسط مدينة روما، إن مسؤولي موقع الكولوسيوم سعداء للغاية لأن السياحة الحالية تتسم بالهدوء والرزانة ومزيد من الوعي مما يشجع السلطات على إعادة افتتاح المواقع الأثرية واحدا تلو الآخر تباعا.

وأضافت روسو: «في المعتاد، كان الكولوسيوم، وهو رمز لإيطاليا ولعاصمتها روما، محاصرا بأعداد هائلة ويومية من السياح الذين لم يكونوا على الدوام على معرفة كاملة بالموقع الأثري الذي يحاولون زيارته». وقالت فيديريكا رينالدي، المسؤولة الرسمية عن المدرج الأثري: «مع اعتبار إيرادات الموقع الأثري جزءا لا يتجزأ من تمويل العناية بالمواقع الأثرية المهمة الأخرى، فإن فقدان هذه الأموال هو من الخسائر الفادحة التي نعاني منها جميعا».

قد يهمك أيضـــــــًا  :

طفل في السادسة يكتشف قطعة أثرية عمرها 3500 عام لسجين كنعاني مهزوم

العثور على آثار من عصر "الفايكنغ" تحت أرضية منزل في النرويج

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

"معبد الأقصر" يتزين بلوحة فنية تعود إلى عام 1800…
فنان يحول منازل قرية مصرية مهجورة منذ عشرات السنوات…
بسّام الحجار يجسد منحوتات فخارية وحجرية شخصيات تاريخية عربية
مصري يفوز بجائزة أفضل كتاب في التاريخ الاجتماعي من…
الاحتفاء بعيد الموسيقى العالمي بحفل فني من طراز الزمن…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة