الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
المقاتلون خلال الاشتباكات في مدينة تعز اليمنية مع متمردين الحوثي وحلفائهم

تعز - عبد الغني يحيى

يتواصل القتال منذ فترةٍ طويلة في مدينة تعز، وفي أنحاءٍ متفرقة من اليمن التي تعاني من حرب أهلية مستمرة على مدار 14 شهرًا. وهو ما دفع الحكومة اليمنية، ومعارضيها الأساسيين وهم المتمردين الحوثيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لأسابيع من أجل إنهاء الصراع الدائر، تحت ضغط شديد من الولايات المتحدة ودولاً أخري من الغرب، والذين حذروا من أن الفصائل المحلية التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تقوم بتجنيد المقاتلين والتزود بالأسلحة والمال مستغلين حالة الفوضي العارمة التي تجتاح البلاد.


 
ويهدد العنف المتصاعد على مدار الأيام القليلة الماضية وقف إطلاق النار المبني على الثقة في المحادثات، حيث يثير سفك الدماء الغضب فيما بين القبائل والجماعات الإسلامية والقوي الإقليمية بما يجعل من المستحيل توقف الأعمال العدائية في اليمن. وحتي مع نجاح المفاوضات الجارية، فإن المواطنين في اليمن متخوفون من خرق الوعود وزيادة حالة الإنقسام لتكون الهدنة مقدمة لحرب أكثر شراسة ما بين المناطق والطوائف الدينية وحتي فيما بين الأحياء، فالمواطنون لديهم شعور بالإنتقام وفقاً لما ذكر محمد ناجي الذي يقع منزله أعلى تلة تبعد أقل من ميل واحد عن واحدة من خطوط المواجهة في تعز ، حيث المدينة التي تفاخر سكانها بأنها منارة للثقافة والحياة الفكرية في اليمن قبل أن تتحول إلى واحدة من ساحات المعارك الدموية. وأشار السيد ناجي إلى أن إعادة بناء النفوس من الجانبين سوف تستغرق وقتاً طويلاً.


 
وتعود بداية الخلافات إلى الصراع الذي بدأ به جماعة الحوثي مطلع عام 2015 عند قيادة الحكومة اليمنية التي يقودها الرئيس عبد ربه منصور هادي من العاصمة صنعاء Sana، مما أدي إلى تصاعد الأزمة سريعاً ودخولها إلى حرب متعددة الجوانب، وتزعم المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً لقصف جماعة الحوثي بأن الحركة التي يقودها الشيعة تحصل على الدعم من إيران، في الوقت الذي تقاتل فيه الوحدات العسكرية الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى جانب ميليشيات الحوثي. أما بقية الفصائل الأخري في البلاد، بما في ذلك الإنفصاليين الجنوبيين والقبائل القوية والجماعات الإسلامية فتتصارع هي الأخري، كما أن الولايات المتحدة أصبحت تساهم بقوة في القتال الدائر، بعدما قدمت إدارة أوباما الدعم العسكري والإستخبارات إلى التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، مع إرسال قوات من العمليات الخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى  اليمن من أجل محاربة تنظيم القاعدة.
 
ويواجه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مقاومة لا تذكر من التحالف الذي تقوده السعودية في أغلب فترات الحرب، وإستطاعت الميليشيات السيطرة على الأراضي الواقعة جنوبي اليمن إلى  حين قيام الإمارات العربية المتحدة مؤخراً بإطلاق هجوماً عنيفاً لطردهم منها.
 
ولم تبدأ المفاوضات الرامية إلى إنهاء الصراع في اليمن إلا بعد سقوط عشرات الآلاف من القتلي أو الجرحي، فضلاً عن تشريد الملايين من منازلهم. فيما يشتد القتال في خطوط المواجهة الأمامية، ويرسم حدوداً جديدة للعنف في اليمن.
 
ومن بين المواجهات الأكثر عنفاً كانت من أجل السيطرة على مدينة تعز ، والتي تعد واحدة من أكبر المدن في اليمن، وتمثل بوابة إستراتيجية بين شمال وجنوب البلاد. حيث قامت ميليشيات الحوثي والموالين لها من أنصار علي عبد الله صالح بحصار المدينة لمدة عام، ومحاربة التحالف من أغلب الجماعات المحلية بما فيها الجماعات السنية شديدة المحافظة والمقاتلين من تنظيم القاعدة المعروفين بإسم المقاومة.
 
وفشلت مراراً العديد من المبادرات لوقف إطلاق النار والفصل بين الأطراف المتصارعة، والتي واجهت إتهامات بإرتكاب أعمالاً وحشية ضد المدنيين. حيث عملت القوات التابعة لجماعة الحوثي والموالية لها من أنصار علي عبد الله صالح بقصف الأحياء في التلال وعلى مشارف المدينة، مع تقييد تدفق السلع الأساسية مثل الأدوية. في الوقت الذي قام فيه قناصة المقاومة بإستهداف المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين، ونفذت عمليات القتل والإختطاف وفقاً للعاملين في مجال حقوق الإنسان في مدينة تعز.
 
وسمح مؤخراً المسؤولين في جماعة الحوثي للصحفيين بعقد زيارة نادرة إلى تعز، ولكن في القطاع فقط الذين يسيطرون عليه وهو حوبان . وقال هشام ماجد وهو ممرض يعمل في مستشفي داخل حوبان تديرها منظمة أطباء بلا حدود بأن معظم أصدقاؤه لاذوا بالفرار من المدينة أو تعرضوا للقتل، إما داخل منازلهم أو في الشارع، وبينما يحصي ماجد للدمار الذي لحق بالمدينة جراء القصف المدفعي والغارات الجوية، فقد خص بالذكر الدمار الذي تعرضت له إحدي المكتبات التي لم تكن تمثل هدفاً في الحرب. وأضاف بأن العديد أشاروا إلى تدخل قوات حفظ السلام من أجل الفصل بين المتحاربين، فيما قال بشير فاضل الذي يعمل كسائق مع منظمة أطباء بلا حدود أن العودة إلى الوضع الطبيعي سوف يستغرق وقتاً طويلاً، في ظل إنتشار الأسلحة في كل مكان وحمل البنادق من قبل الشباب والكبار.
 
ويمتد العنف في اليمن من مدينة عدن الجنوبية، حيث نفذت جماعات متشددة سلسلة من الإغتيالات والتفجيرات على الحدود الشمالية لليمن مع المملكة العربية السعودية، وهو موقع الإشتباكات المتكررة بين الحوثيين والقوات السعودية.
 
وكانت مدينة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيين قد تعرضت إلى غاراتٍ جوية لعدة أشهر، قبل أن تهدأ الأوضاع في الوقت الحالي. إلا أن طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية لا تزال تحوم أعلي المدينة، وهو ما يثير مخاوف السكان من إحتمال إندلاع أعمال عنف هذه الأيام، وقال عبد السلام علي وهو طالب في جامعة صنعاء بأن القتال الدائر أسفر عن تدمير منزله الذي يقع في مدينة تعز قبل بضعة أشهرٍ، فضلاً عن إصابة شقيقته التي لا تزال تقبع في المستشفي. أما والده، فقد أصيب بنوبةٍ قلبية على إثر إنهيار المنزل الذي إستغرق في بناؤه 40 عاماً،
 
وأشار الطالب علي إلى ضرورة التمسك بقليل من الأمل في إمكانية التوصل إلى إتفاق سلام، ولكن صديقه مكنون علي يختلف معه، بالنظر إلى  تولي النخبة في اليمن المسؤولية، وهو ما سوف يستمر معه الصراع لأنهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة وليس صالح الأمة.
 
وربما تكون أيام الحوثيين معدودة في حكم صنعاء، إذا نجحت المفاوضات في تشكيل حكومة مؤقتة. إلا أن هناك تحركات من جانب المتمردين لضمان إرثهم في الحكم وإستمرار بقائهم في المشهد، حيث قامت الجماعة بنشر ملصقات في صنعاء لمؤسسها حسين بدر الدين الحوثي، وتمجيد قادتها للإنتصار باهظ الثمن بعدما تمكنت الحركة من البقاء حتي بعد حملة القصف المدمرة والأكثر دموية من قبل قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية.
 
ومع إرسال المتمردين لرسائل نصية إلى الجمهور وإغرائهم بالمال، فإن الشباب المجندين للحرب يرفضون الحديث عن إتفاقات سلام. وقال محمد خالد السكري البالغ من العمر 19 عاماً بأنه عاد مؤخراً من القتال ضد الحكومة اليمنية وحلفائها في محافظة مأرب شرق العاصمة، واصفاً خصومه " بتنظيم القاعدة والمرتزقة وغيرهم من الخونة. مضيفاً بأن الجانب الآخر مسؤول عن إنتهاكات وقف إطلاق النار، ما يجعل من الصعب التوصل معهم إلى إتفاق، قائلاً بأن الحرب لم تبدأ بعد.

 

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

سلطات طرابلس تكافح فيروس "كورونا" بمراقبة "الإجراءات الاحترازية" في…
تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال…
أنقرة تستدعي باشاغا والنمروش والمشري وقادة المليشيات في إجتماع…
الكهرباء تعلن توصيل خط جنوب طرابلس بعد تعطله سنة…
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج يبدأ زيارة إلى إيطاليا…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة