واشنطن - يوسف مكي
تأتي احتفالات نهاية السنة هذا العام في دول عدة وسط تشديدات أمنية ومخاوف بسبب التهديدات الإرهابية، حيث ألُغيت الاحتفالات في بروكسل تحسبا لحصول عمليات إرهابية، فيما أطلقت سيدني ونيوزيلندا، الخميس، احتفالات رأس السنة، فيما تستعد البلدان الأخرى لاستقبال العام 2016، وسط تدابير أمنية مشددة نتيجة المخاوف من تهديدات إرهابية لا سيما في أوروبا، فيما يتهيأ الناس في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين، للخروج للشوارع لتوديع عام واستقبال آخر في منتصف الليل بألعاب نارية وحفلات موسيقية وعروض ضوئية، في الوقت الذي وُضعت فيه قوات الشرطة في حالة تأهب قصوى في دول عدة مثل تركيا ،حيث أحبطت السلطات هجومًا انتحاريًّا.
وعبرت سيدني إلى سنة 2016 بعرض ضخم للألعاب النارية فوق الأوبرا وجسر هاربر. وتواصل العرض 12 دقيقة، واستخدمت فيه سبعة أطنان من المفرقعات، وخصصت له سبعة ملايين دولار أسترالي (4,6 ملايين يورو).
وألُغيت الاحتفالات في بروكسل تحسبا لحصول عمليات إرهابية، تم توقيف ستة أشخاص في إطار التحقيقات في اعتداءات باريس، التي خلفت في تشرين الثاني/نوفمبر 130 قتيلا، ولن تطلق الألعاب النارية في العاصمة الفرنسية التي لم تُفِقْ بعدُ تماما من صدمة هذه الهجمات الأعنف في تاريخ البلاد. كما هو الحال في تركيا حيث تم احباط هجوم انتحاري.
وأوضح رئيس بلدية بروكسل ايفان مايور، أنه "يجب ألا نجازف"، وذلك عند اعلانه الغاء الالعاب النارية المقررة في وسط المدينة بعد في بلجيكا.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، الخميس، أن "أكثر من مئة ألف شرطي ودركي سينتشرون في البلاد من أجل ضمان الأمن خلال احتفالات رأس السنة"، بينهم أحد عشر ألفا في باريس ومحيطها.
وأوضح "ليس هناك تهديد محدد"، لكن "هناك خطرا عاما في مجمل العواصم الأوروبية مع رسائل يبعث بها تنظيم "داعش" المتطرف.
وكشف كازنوف أن أربعين ألفا من رجال الإطفاء سيكونون جاهزين أيضا للتدخل في حال حصول أي طارىء خلال احتفالات رأس السنة.
وأبقى على الاحتفالات في جادة الشانزلزيه، لكن وسط تدابير أمنية مشددة. وسيتولى في محيط الشانزليزيه 1600 شرطي ودركي الأمن لحماية أكبر تجمع يسمح به في فرنسا منذ فرض حالة الطوارئ على أثر الاعتداءات الأخيرة.
وبررت رئيسة بلدية المدينة في مقابلة مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" ذلك بالقول "لا يمكننا أن نجلس مكتوفي الأيدي (...) بعد الذي عاشته مدينتنا علينا أن نرسل إشارة تقول إن +باريس صامدة+".
ويتوقع أن يقدم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء تهانيه لمناسبة العام الجديد، مشددا على أهمية "التجمع والتوحد والتوافق في مواجهة الأخطار التي تهدد فرنسا"، وفق مصادر قريبة منه.
ويترافق الانتقال إلى 2016 في أماكن أخرى من العالم، مع إجراءات أمنية مشددة. وينطبق ذلك في آسيا على جاكرتا حيث سيبقى مستوى الإنذار الأمني مرتفعا جدا بعدما أحبطت السلطات مشروع اعتداء انتحاري ليلة رأس السنة.
ووُضعت قوات الشرطة في حالة تأهب قصوى في دول عدة مثل تركيا حيث أحبطت السلطات هجوما انتحاريا.
وستُغلق في موسكو، للمرة الأولى الساحة الحمراء، مكان التجمع الرمزي لاحتفالات رأس السنة، بسبب مخاوف من هجمات أيضا.
ويُتوقع في نيويورك التي ستكون بين آخر المناطق في العالم التي تعبر إلى السنة الجديدة، أن ينزل مليون شخص إلى ساحة تايمز سكوير. كما يتوقع أن ينزل عدد مماثل إلى الشارع في براندبورغ في برلين.
وحددت الشرطة في مدريد، بـ25 ألفا عدد الذين سيسمح لهم بالتوجه إلى ساحة بويرتا ديل سول (باب الشمس بالإسبانية).
وأوضحت الشرطة في لندن، بأنه نشر حوالي ثلاثة آلاف عنصر امني في وسط المدينة، حيث سيحصل عرض الالعاب النارية التقليدي. وقالت سكوتلانديارد ان التدبير اتخذ "احتياطا" من دون وجود "تهديد محدد".
وزادت الشرطة الإيطالية عناصرها في الخدمة لهذه الليلة بنسبة 30 في المائة.
وستنظم احتفالات كبيرة في القاهرة التي تبذل جهودا شاقة لإعادة السياح، أمام الأهرامات يحضرها عدد كبير من الفنانين.
ومنعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في الأراضي الفلسطينية، الاحتفالات برأس السنة في الأماكن العامة، مشيرة إلى مخالفتها "القيم والتقاليد الدينية".
واحتفلت إمارة دبي، رغم الحريق الذي شبّ في أحد الفنادق الضخمة، بالعام الجديد بعرض مبهر ككل عام. كذلك في بيروت، حيث ملأ اللبنانيون الشوارع وعمَت الاحتفالات كل مكان، وغطت الالعاب النارية السماء. بينما في نيويورك نزل مليون شخصًا وسط اجراءات امنية مشددة الى ساحة تايمز سكوير.
وإذا كانت هونغ كونغ وبكين وسنغافورة وغيرها من المدن الكبرى في آسيا قررت تنظيم عروض ألعاب نارية بمستوى عال، فإن الليلة ستكون باهتة جدا في بروناي، السلطنة الصغيرة في جزيرة بورنيو التي منعت احتفالات نهاية السنة الميلادية في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية، حسب إعلانها.
وتسعى فريتاون عاصمة سيراليون، إحدى دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا نتيجة وباء إيبولا، لتستعيد مكانتها كواحدة من أحسن المدن في المنطقة للاحتفال. وكانت هذه المدينة قبل 12 شهرا مقفرة تمامًا بسبب انتشار الفيروس.