لالة ملوكة  قطب السياحة العلاجية في كلميم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"لالة ملوكة" قطب السياحة العلاجية في كلميم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"لالة ملوكة" قطب السياحة العلاجية
كلميم - المغرب اليوم

تزخر الحامة المعدنية "لالة ملوكة"، التي تقع بواحة تيمولاي لالة ملوكة في الشمال الشرقي لإقليم كلميم، ضمن النطاق التربي للجماعة القروية أداي، على كافة المؤهلات والإمكانات التي يمكن أن تجعل منها في حال استغلالها بالشكل الأمثل قطبا سياحيا إيكولوجيا وعلاجيا.

وتتوفر واحة تيمولاي، والتي تبعد عن مدينة كلميم بحوالي 113 كلم والمتواجدة ضمن شريط من الواحات الخلابة بين سفوح جبال الاطلس الصغير وثخوم سلسلة جبال باني، على عدد مهم من أقدم الحامات المعدنية في جنوب المملكة، منها حامة لالة ملوكة التي تستقبل الزائر على جنبات وادي يخترق الواحة التي يقصدها الزوار للاستجمام أو الاستشفاء منذ قرون خلت.

وارتبط اسم الحامة بالولية الصالحة "لالة ملوكة" السملالية (تنحدر من منطقة إداوسملال بإقليم تزنيت وفقا للروايات الشفهية ) دفينة المنطقة، والتي عاشت خلال القرن التاسع الهجري وفقا للروايات التي يتداولها شيوخ الواحة ورواتها على كل سائل ، هذا بالرغم من أن تاريخ الحامة وبداية اكتشافها غير محدد بدقة.

ويلاحظ الزائر للحامة أن بناءها ما زال على شكله التقليدي المشيد منذ قرون بالأحجار ومواد البناء المحلية التي طالها الإهمال و تقلبات الزمان، كما يسجل أن سيول الوادي الذي يمر وسط الواحة خلال فصل الشتاء يجرف مع مرور الزمن أجزاء من البنايات.

وبعد الوصول الى الحامة، ينزل الراغب في الاستحمام بمائها عبر درج صخري إلى عمق حوالي ثلاثة أمتار، حيث منابع مياه الحامة الفضية الدافئة التي تتدفق بانسياب، مع تصاعد البخار تحت ضوء الشموع التي يوقدها الزوار لإنارة المكان، مما يضفي على هذه الأحواض المعدنية هالة تنسجم مع الطبيعة الخلابة المحيطة بالحامة والهدوء والسكينة الروحية .

وعلى بعد أمتار، وقبل الوصول للحامة، يتواجد ضريح الولية لالة ملوكة الرمز الروحي والصوفي للمنطقة، إضافة إلى مسجد قديم لا يزال محافظا على معماره التقليدي، وسط واحة النخيل التي تسقى من مياه الحامة الدافئة، التي ترفرف بها أشجار اللوز والخروب والزيتون، وأحواضا تزرع فيها الساكنة المحلية بعض المزروعات الموسمية .

وفوق الجبال المحيطة بالواحة والحامة تنساب المياه من القمم و تتدفق عذبة منعشة يكسر خريرها هدوء المكان الذي يتيح للزائر منظرا بانوراميا ساحرا من الأعالي لشريط الواحات المتاخمة لسلسة جبال باني، في أفق رحب يغري عشاق البيئة والسياحة الايكولوجية بالزيارة والاستمتاع.

وبالإضافة الى المؤهلات السياحية والطبيعية للواحة والخصائص العلاجية للحامة يمكن أن تلعب الحامة دورا كبيرا في جلب الاستثمار للمنطقة وإنعاش الاقتصاد المحلي والمساهمة في إشعاع الواحة جهويا ووطنيا ودوليا، لاسيما أن الدراسات الحديثة أكدت الإقبال الكبير على السياحة الإيكولوجية والعلاجية.

وفي هذا الإطار يرى عبدالله أسكور رئيس المجلس الجماعي لأداي أن المجلس وشركاؤه يشتغلون ل"إخراج مشروع تأهيل حامة لالة ملوكة إلى حيز الوجود، في إطار برنامج المشاريع التنموية ذات الأولوية الذي يشمل ستة عشر جماعة بإقليم كليمم، بشراكة بين كل من المجلس الإقليمي لكلميم ومديرية الجماعات المحلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية حاملة المشروع ".

ويضيف أسكور، في تصريح صحافي، بأن لدى المجلس الجماعي "أفكار كثيرة لتطوير مشروع السياحة الايكولوجية بواحات المنطقة، واستثمار المؤهلات الطبيعية والتاريخية في إطار مشروع سياحي يربط واحات أمتضي وتغجيجت وافران الأطلس الصغير".

وأكد في ذات التصريح أن مشروع تأهيل الحامة "يضم محطتين حراريتين للنساء والرجال، ودار ضيافة ،وسوق سيخصص لمنتوجات الصناعة التقليدية يمكن أن يوفر فرص شغل بالمنطقة وفي هذه الحامة التي تعد متنفسا محليا ووطنيا توفر مزايا استشفائية" .

وفي السياق ذاته يقول أحمد شديد وهو فاعل جمعوي بالمنطقة، في تصريح مماثل، إن "مياه الحامة المعدنية الدافئة أثبت فعاليتها في علاج بعض الأمراض الجلدية وأمراض الروماتيزم، بحرارة تفوق تسعة وثلاثين درجة، مما يجعل الاستجمام فيها متاح طيلة فصول السنة".

ويضيف الفاعل الجمعوي أن الحامة، التي تنقسم إلى عين مخصصة للرجال والأخرى للنساء، يزورها نحو 400 زائر شهريا مغاربة وأجانب، مضيفا أن هذا الفضاء يشهد إقبالا في عطل نهاية عطل الاسبوع وبعض المناسبات الأخرى.

ودعا شديد الى الاهتمام أكثر بهذه الحامة، والتعجيل بإطلاق مشروع تأهيلها وتعبيد الطريق المؤدي إليها، وتوفير الخدمات اللازمة لراحة الزوار والسياح لخلق فرص شغل في الواحة وإنعاش الاقتصاد المحلي.

وسط الوادي وتحت تحت ظلال شجرة الأركان المحادية للحامة، استقت أيضا تصريحات من بعض الزوار الذي قصدوا الحامة منها الحاج محمد أضرضور وعدد من رفاقه القادمين من أكادير والذي أكد أنه سبق له أن زار الحامة مرتين: "قدمنا من مدينة أكادير للاستشفاء بهذه الحامة من مرض الروماتيزم، وسنقيم هنا لمدة ثلاثة أيام، بعد أن لمسنا فعالية هذه المياه في تحسن حالتنا الصحية"، لا سيما يضيف، أنن اصطحبت معي هذه المرة شيخان يعانيان من الروماتيزم.

الشاب علي السلامي، وهو يستعد لمغادرة المكان بعد قضاء وقت في لاستجمام، قال "جئت من جماعة تكانت ضواحي كلميم رفقة والدتي للاستشفاء في هذه الحامة ،وادعو الجميع لزيارتها ".

ويسجل بعد الحديث مع عدد من المهتمين غياب دراسات علمية تبين الخصائص العلاجية للحامة والمكونات المعدنية التي تضمها بشكل مفصل.
 

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لالة ملوكة  قطب السياحة العلاجية في كلميم لالة ملوكة  قطب السياحة العلاجية في كلميم



GMT 18:57 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

برنامج "ارتقاء" يستهدف جمعيات فى إقليم كلميم

GMT 16:13 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

محاولة انتحار جماعية ل 3 قاصرات بتناول مادة سامة

GMT 15:32 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

مرض غريب يهدد محصول التمور في واحات تيغجيجت فى كلميم

GMT 16:18 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

المركز المغربي لحقوق الإنسان يزور المضربين عن الطعام

GMT 18:26 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط شخصين حاول اغتصاب قاصر في جبل تاييرت

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:04 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم يتألّقون بملابس مُميّزة في حفلةEvening Standard""

GMT 00:13 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

10 أفلام سعودية في «مهرجان مالمو للسينما العربية»

GMT 07:25 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:33 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تمارين خاصة لحارس المنتخب المحلي عبدالعلي المحمدي

GMT 23:51 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

صعود دون التوقعات لصادرات ألمانيا خلال ديسمبر

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

نرويجي يفعلها ويصطاد "السمكة الديناصور"

GMT 09:28 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

سر "احمرار شفاه" سيرين عبدالنور في "الهيبة"

GMT 20:30 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

العثور على جثتين مشوهتين في الحسيمة

GMT 10:23 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

تعرف على طريقة تنظيف الفرن الكهربائي

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "بروفة" فستان زفاف بريانكا تشوبرا يكشفها رالف لورين

GMT 09:21 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

كفى بالسلامة داء

GMT 07:15 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تجربة تكشف مستقبل رياضة الغوص لرؤية سمك القرش

GMT 06:41 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

استمتع بقضاء أمتع الأوقات بمحميّة "ثاندا سافاري"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة ساحرة لـ"بيلا حديد" خلال حملةدار "فيرساتشي"

GMT 21:10 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء رحلات جوية في مطار الرباط بسبب "الضباب"

GMT 03:41 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب ارتفاع أسعار بعض حقائب اليد لأكثر من 100 ألف جنيها

GMT 23:07 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأرصاد"تؤكد تساقطات مطرية وثلجية على المغرب الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya