نضال سيجري في ذكرى وفاته الأولى أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

نضال سيجري في ذكرى وفاته الأولى أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - نضال سيجري في ذكرى وفاته الأولى أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم

نضال سيجري في ذكرى وفاته
دمشق ـ سانا

سيبقى الحادي عشر من تموز من عام 2013 يوما حزينا في تاريخ الفن السوري لأنه اليوم الذي انتهى فيه صراع فناننا الكبير الراحل نضال سيجري مع المرض ليودع فيه نجم ضيعة ضايعة أحباءه ومعجبيه ويصبح ذكرى حزينة تسكن قلوبهم.
وعندما رحل نضال اكتست خشبة المسرح السوري بالسواد وهذا القول تحول من إطار المجاز إلى الفعل لأن جثمانه سجي على خشبة المسرح القومي في اللاذقية بناء على وصيته من فنان عشق أبا الفنون حتى النهاية وكان تلميذا نجيبا في المدرسة المسرحية السورية وترسم خطوات روادها حتى في الموت الذي خطفهم مبكرا كفواز الساجر وسعد الله ونوس.
وعلى مدى سنوات عمره التسع والأربعين كان بطل مسرحية حمام بغدادي كمن يحرق المراحل ليحقق الأحلام التي عاشت في مخيلته منذ أن كان طفلا يلهو في مسقط رأسه باللاذقية لتكون حصيلته الفنية خلال مسيرة استمرت قرابة العشرين عاما تضم أكثر من خمس عشرة مسرحية للمسرح القومي ومسرح الطفل وعشرة أفلام سينمائية روائية وقصيرة وأكثر من ثمانين تمثيلية ومسلسلا تلفزيونيا ليكون الرابط بين هذه الأعمال قدرة سيجري الفريدة على الإتيان بشخصيات جديدة مع كل عمل دون الوقوع في أسر التكرار والنمطية.
وما بين الواقع والتمثيل يصح وصف شخصية نضال سيجري بأنه طفل كرجل وعظيم كممثل وكان المحيطون به يستغربون كيف يستطيع هذا الإنسان الوديع أن يتحول إلى شخص آخر على خشبة المسرح أو أمام عدسات الكاميرا فكأنه يحول الأمه وأوجاعه إلى طاقات كامنة تفلح الأرض.
ولا أدل على ذلك أنه عندما بدأ تصوير الجزء الثاني من عمله الأشهر ضيعة ضايعة كان المرض بدأ ينتشر في بدنه ولكنه لم يتوقف وتحامل على الأمة وجلسات العلاج الصعبة ليختتم حكاية قرية أم الطنافس ومصيرها الذي ينتظرها.. أما عمله الأخير /الخربة/ فشارك فيه بعد أن فقد صوته نهائيا وانتشل الأطباء له حنجرته المريضة.
ولكن ألم نضال من المرض كان يهون أمام وجعه على وطنه عندما تلمس بحساسيته ما ينتظره فتحول الفنان إلى ساحة العمل الوطني وتشهد له مشاركاته في جلسات الحوار ولقاءاته مع كل الأطياف بسعة أفقه وإيمانه بوطنه.
لم يكن مبدع شخصية أسعد خرشوف فنانا سوريا عجن بالإبداع والموهبة الأصيلة فحسب بل كان قبل ذلك ابنا بارا لسورية الأم العظيمة كما وصفها دائما ببحة حنجرته حتى فقدها وهو يدعو أبناء جلدته للاحتكام إلى الحوار ونبذ السلاح.
ومن كلامه ستعرفونه فكم من مرة صرخ متألما “سورية عم توجعني” وكم من مرة نادى أبناء جلدته والحزن يستصرخه “أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم” ألم يناد للحوار عندما قال “أيها السوريون نرجوكم اجلسوا إلى الحوار.. هذا بلدكم وهؤلاء مواطنوكم” ألم يرفض التدخل الخارجي ولما يسوق له البعض عندما قال “نريد حلولا سورية بأيد سورية من سوريين بامتياز”.. بلى قال ذلك كله وطالب أيضا بأن يعمل الجميع من أجل مصالحة شعبية.
ولكن حزن نضال على سورية وهو يذوي شيئا فشيئا ويقترب بخطواته من الموت لم يفقده إيمانه بها وبنصرها فكتب قبل رحيله بثلاثة أشهر ” من هم أجداده هؤلاء العشاق.. سلطان باشا الأطراش.. ابراهيم هنانو.. فارس الخوري.. يوسف العظمة.. حسن الخراط.. عز الدين القسام.. جول جمال.. الشيخ صالح العلي.. أبو خليل القباني.. بدوي الجبل.. وغيرهم الكثيرون من العشاق فعليه ألا يخاف”.
وقد يكون الوفاء الأكبر لهذا الفنان في ذكرى رحيله الأولى أن نعمل بمقتضى دعوته عندما طالب السوريين بأن يحبوا بعضهم البعض وهذا واجب وحق على كل أبناء الوطن قبل أن تكون وصية نضال سيجري الأخيرة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نضال سيجري في ذكرى وفاته الأولى أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم نضال سيجري في ذكرى وفاته الأولى أيها السوريون العظماء سورية تبكيكم



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya