سجائر جزائرية مهربة تكتسح الأسواق المغربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سجائر جزائرية مهربة تكتسح الأسواق المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سجائر جزائرية مهربة تكتسح الأسواق المغربية

السجائر الجزائرية المهربة
الناظور - كمال لمريني

اكتسحت السجائر الجزائرية المهربة، التي تدخل التراب المغربي عبر الشريط الحدودي المغربي –الجزائري المغلق منذ العام 1994، مختلف الأسواق المغربية، والتي غالبا ما تكون منتهية الصلاحية.

وذكر مصدر رفض الكشف عن هويته، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، أن انخفاض سعر السجائر الجزائرية المهربة مقارنة مع السجائر المغربية المرتفعة الثمن، شجع عددا كبيرا من سكان القرى الحدودية بالغرب الجزائري "باب العسة، سيدي بوجنان، لالة عيشة، مغنية" على التعاطي لتهريب السجائر لكسب قوتهم اليومي؛ حيث باتت تتدفق كميات كبيرة من تلك السجائر المهربة المقلدة إلى المدن الحدودية المغربية ومنها إلى باقي المدن الداخلية.

 الطريق إلى وجدة
من مدينة الناظور في اتجاه عاصمة المغرب الشرقي ساعتان ونصف من الوقت على متن سيارة أجرة هي المدة الفاصلة بين مدينة الناظور المتاخمة لمدينة مليلية المحتلة، ومدينة وجدة المحاذية للشريط الحدودي المغربي ـ الجزائري، وعبر الطريق الوطنية رقم 2 تتراءى العشرات من السيارات المستعملة في مجال تهريب، تجوب الطريق وفي العديد من الأحيان تخترق الحاجز الأمني لرجال الدرك الملكي المرابطين عند قنطرة "ملوية"، التي تفصل إقليم بركان عن إقليم الناظور.

تطوي عجلة سيارة الأجرة المسافات، والحديث بين الركاب لا ينقطع عن ظاهرة التهريب التي أصبحت موضوعا متداولا لدى الجميع، أمام حوادث السير المميتة التي تخلفها، وتودي بحياة عشرات المواطنين.

عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحا، حركة عادية وسحب كثيفة تغطي السماء، والركاب يعالجون ظاهرة التهريب من منظورهم الخاص، منطلقين من الفراغ، دون استحضار العوامل الأساسية التي أدت بشباب الجهة الشرقية إلى التعاطي للتهريب المعيشي، في ظل غياب فرص الشغل.

بين مدينة الناظور ووجدة، كانت ترتسم لـ"أسامة" شاب من الدار البيضاء، صورة تعكس الوضع الذي تتواجد فيه الجهة الشرقية، كونه لم يزرها من قبل، وأن هذا اليوم الأول الذي يتمكن فيه من زيارة مدينة وجدة، لكونه ينحدر من مدينة الدار البيضاء، ويتحدث عن الجهة الشرقية وكأنها تنتمي إلى عالم آخر غير الموجودة به، وعن أناسها الذين قال عنهم إنهم يعيشون من عائدات التهريب التي راكموا من خلالها الثروات، وإنهم يختلفون تماما عن باقي أناس "الداخل".

مع طي سيارة الأجرة للمسافات يرد سائق الطاكسي على أسامة ،"المنطقة عندها خصوصية، والموقع اللي تتميز به عن باقي جهات المملكة خلاها باش تكون قبلة لشبكات التهريب"، ليستطرد قائلا "إن الرحلة إلى مدينة وجدة تجعلك تكتشف هذه المدينة وخبايا أسرار التهريب وأبطاله ووسائله".

كانت حدة النقاش تزيد، و"أسامة" يجادل سائق الطاكسي ويحاول إقناعه، كون الجهة الشرقية قبلة لمافيات التهريب فحسب، لكون الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به، كان من شأنه جعلها بوابة الاتحاد المغاربي، إلا أن أمورا أخرى حالت دون ذلك.

لفظتنا سيارة الأجرة في محطة الطاكسيات الكبيرة بـ"قبور سيد المختار"، التي تفصلها مسافة قصيرة عن سوق "سيدي عبد الوهاب" و"سوق الفلاح" اللذين تتكدس فيهما مختلف السلع والبضائع الجزائرية التي يصعب تحديدها، مما يبين أن السلع المهربة قد غزت الأسواق المغربية ودخلت التراب الوطني، من دون أن تخضع للمراقبة الصحية وللرسوم الجمركية.

على مستوى "روت مراكش"، القلب النابض لمدينة وجدة، تتراءى عربات يدوية، وطاولات، وصناديق خشبية، ومنشورات من البلاستيك تؤثث الشارع يوميا، وخلفها يقف العشرات من الشباب، تتعالى أصواتهم المبحوحة لإثارة اهتمام المارة لأهمية ما يعرضون من بضائع وسلع مختلفة، غالبيتها مهربة من مليلية السليبة، فيما تحتل المواد المهربة من القطر الجزائري المرتبة الأولى داخل السوق الاستهلاكية، نظرا لسعرها الرخيص، ولقلة جودتها، والتي تبدو للعيان من خلال حروف "الضاد" الموضوعة على علبها.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجائر جزائرية مهربة تكتسح الأسواق المغربية سجائر جزائرية مهربة تكتسح الأسواق المغربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya