حكومة جلالته ومعارضة جلالته
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

حكومة جلالته ومعارضة جلالته!

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حكومة جلالته ومعارضة جلالته!

توفيق بو عشرين

تبارت الحكومة والمعارضة على شاشة التلفزة الثانية أول أمس، فكانت النتيجة خسارة المشاهدين لأعصابهم وهدوئهم وثقتهم في قدرة نخبهم السياسية على «التحاور» بالتي هي أحسن، أو إعطاء صورة إيجابية عن الدخول السياسي الجديد لهذه السنة… عندما تنتهي من الاستماع إلى المعارضة والحكومة وهما «تتصارعان» حول أيهما تمثل المغاربة، وأيهما تدافع عن الشعب، وأيهما تمثل المصداقية والنزاهة، يتبادر إلى ذهنك الموقف الذي جرى بين كل من نبيل بنعبد الله وإدريس لشكر، حيث قال بنعبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة: «الحكومة حكومة صاحب الجلالة، ولا داعي للمزايدة علينا في هذا المجال»، فرد عليه إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي بالقول الفصل: «إذا كنتم أنتم حكومة صاحب الجلالة، فنحن أيضا معارضة صاحب الجلالة»، أما سيد الكوميديا السياسية، حميد شباط، فإنه لم ينتهي بعد من حكاية «داعش»، واتهام رئيس الحكومة مرة بالعلاقة مع هذا التنظيم، ومرة بالولاء لقائده البغدادي. ولأنه نقابي أكثر منه سياسي، فإنه بارع في المزايدات «السياسوية» والمفرقعات الإعلامية.. يضرب في كل اتجاه دون أن يخشى على صورته ولا على سمعة الحزب ولا على مستقبله السياسي، إنه رجل لا يخشى شيئا، يضرب بالحجر وكأن بيته من فولاذ…

تضارب الأرقام.. تضارب التصريحات.. غياب المنطق.. غياب الحجة.. القفز من موضوع إلى آخر… الكثير من الضجيج والقليل من المعنى. الكثير من البوليميك والقليل من التحليل. الكثير من التناقضات والقليل من الفكر والثقافة وأدب الحديث أمام المشاهدين أولا… هكذا بدت «غزوة» المعارضة والحكومة في القناة الثانية وفي بلاتو «مباشرة معكم». ولو كنت مكان الصحافي الذي أدار النقاش، لأوقفت الحلقة في العشر دقائق الأولى، ولاعتذرت للمشاهدين بخطأ وقع في اختيار الضيوف وموضوع النقاش…

إذا كانت الحكومة «حكومة جلالة الملك» فلماذا تتعبون رؤوسنا بالحديث واللغو والحملات الانتخابية والبرامج؟ طيب، اذهبوا كل أربع سنوات إلى المشور السعيد، ورتبوا أوراقكم هناك وتعالوا لتحكموا إن بقي لكم من مكان في رقعة الحكم. وإذا كانت المعارضة «معارضة جلالة الملك»، فليس من المعقول أن تعارض حكومة جلالة الملك. هناك أمر غير مفهوم في هذه الحكاية. لتذهب المعارضة إلى تواركة وترتب أمورها مع الحكومة، و«مريضنا ماعندو باس»… وفروا علينا المليارات التي تصرف على الانتخابات والبرلمان والأحزاب والنقابات وحياة سياسية لم يعد فيها ما يثير حتى الضحك، أما الجد فإنه مفقود منذ زمن. ليس في كل ما قيل من كلام كثير على شاشة التلفزة ما يستحق التعليق أو المناقشة أو التحليل، لهذا لا يسع المرء إلا أن يصرخ في وجه هذه الظواهر السياسية ويقول: كفى «stop» ولا حول ولا قوة إلا بالله.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة جلالته ومعارضة جلالته حكومة جلالته ومعارضة جلالته



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya