فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية "خطبٌ ما"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية

دبي ـ المغرب اليوم
في ديوانها الجديد “خطبٌ ما” يبدو القول الشعري لدى الشاعرة والروائية والقاصة الاماراتية فاطمة المزروعي محمّلا بخطاب شعري خفيض إلى حدّ أنه يهمس وأكثر قرباً إلى الصمت. هو خطاب عزلة الفرد واغترابه عن المحيط والبيئة بل وسفره عبر المخيلة إلى مطارح نائية، ففي هذه الإضمامة من القصائد التي بلغت الثلاثين وتوزعت على خمسين صفحة من القطع المتوسط، تأثثت هذه العزلة بمفردات وأشياء قليلة ومعجم فقير إذا جاز التوصيف وغنى في الصور الشعرية ذات الدلالة الحسية وغير الحسيـة المرتبطة بأشواق ورغبات عالية. أيضا يدرك القارئ أن صاحبة هذه القصائد تمتلك نضجا كافيا في أحاسيسها ومشاعرها بوصفها أنثى مكتملة الــذوات في مقدرتــها على التعبــير عن ذاتها. في القصيدة التي أخذ منها الكتاب عنوانه “خطب ما” أثثت الشاعرة عالم عزلتها بباب وستارة ونافذة وجسد وفراشة وموسيقى؛ ثلاثة أشياء جامدة وثلاثة أشياء أخرى نابضة: الجسد - الفراشة – الموسيقى ثم هناك القطار أخيراً، حيث الأشياء نابضة بتوقها إلى الرحيل أو رغبتها في البوح وكذلك الطيران. إنما هو طيران الفراشة؛ طيران الهداة والصمت؛ طيران بلا خفق أجنحة، بل هو طيران الفراشة وعبورها المدوي بصمته ذي الطيف من الألوان الزاهية مرورا بكل ما هو متعين في هذا العالم من كائنات حيّة وأخرى جامدة: “ثمة خطب ما ثمة ما لا يوصف هناك خلف الباب وخلف ستارة النافذة ثمة جسد وعينان تحدقان في فكرة مجنونة ثمة فراشة وصوت كمان وثمة ثمة في البعيد قطار ينتظر” هكذا، وبدءا من القصيدة الأولى “تحول” يدرك القارئ، أن الشعر هنا ينحو منحى التأمل مثلما يدرك أنه شعر يقتات على البساطة في التعبير كما في المفردات أيضا. تتشكل هذه القصيدة من أربعة أسطر متلاحقة، من غير الممكن لأحدها أن يتقدم على سطر آخر كما من غير الممكن محو سطر أو الاستغناء عنه، مع ذلك فإن ما يصنع المفارقة الشعرية في هذه القصيدة هو السطر الثالث منها: “وصار للحياة طيورها البيضاء” حيث تعلم الإنسان أن يحلم بالطير لأن فعل الطيران بات دلالة الطير بالمطلق وتعبيراً عن الرغبة في الرحيل الدائم وحيث البياض الذي يكسو هذا الطير يجمع أمرين معا هما: (الغياب – الموت) اللذان يترددان كثيرا في الكتاب: “حين اقترن وجودها بالكون صار للموت معنى وصار للحياة طيورها البيضاء ورغم الشجن صار بالإمكان أن تقول: أحبك رغم قسوة صندوقك”. وفي قصيدة “سماء ملونة” يتخذ العالم شكلا آخر، فلا تعود السماء زرقاء لأنها كذلك بل هي ملونة بزرقة من قلب المرأة – الشخصية الساردة في القصيدة في حين الأشياء الأخرى كلها رمادية، ما يعني أن القارئ بإزاء لونين باردين يطبعان العالم بدلالاتهما النفسية بالدرجة الأولى لكنهما أيضا اللونان اللذان هما عينان ترى المرأة من خلالهما عالمها. فتبلغ كآبة البرودة هذه ذروتها عندما السماء ستبقى ملوّنة وبالتالي سيبقى الرمادي رماديا مرة واحدة وإلى الأبد و”تعلن للعامل رفضها بوضوح”. أخيرا هناك العديد من القصائد التي تستوقف المرء فيها تشبيهات واستعارات وصور شعرية أو اقتطاعات لإعادة قراءتها أكثر من مرة: “إنني أنتظر انتظاري يشبه دائرة خالية من الأوكسجين.. الليل وأنا صوتان مغتربان ليس لهما منزل”. و”قلبي هاربٌ يجوب الهواء”. و”في الليل أشبه كأسا فارغةً في الليل لا أشبه أحدا”. و “مرة أخرى عيناكِ نافورتان من الكلام مرة أخرى الضوء يضلُّ الطريقَ إلى الفراشة”.
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما فاطمة المزروعي تؤثث العزلة في مجموعتها الشعرية خطبٌ ما



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya