الارتفاع الشديد لحرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر على الأرض
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

يُؤثِّر كثيرًا على شدّة العواصف والأعاصير والأمطار

الارتفاع الشديد لحرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر على الأرض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الارتفاع الشديد لحرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر على الأرض

ارتفاع حرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر
لندن ـ سليم كرم

أظهرت أبحاث جديدة أن درجة حرارة محيطات العالم ترتفع بمُعدّلات أسرع مما كان مقدرا سابقا، مما يثير مخاوف جديدة بشأن التقدم السريع في تغير المناخ، ووفقا إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية تشغل المحيطات ذات درجات الحرارة المرتفعة مساحة أكبر، وهي عملية تعرف بالتوسع الحراري، والتي تقول الدراسة إنه من المرجّح أن ترفع مستويات البحار بنحو 30 سم نهاية القرن، إضافة إلى ارتفاع مستويات البحار من ذوبان الجليد والأنهار الجليدية.

وتعدّ المحيطات الأكثر دفئا عاملا رئيسيا في زيادة شدة العواصف والأعاصير والأمطار الشديدة، كما تخزّن المحيطات الحرارة بكفاءة بحيث يتطلب الأمر عقودا حتى يتم تبريدها، حتى في السيناريو غير المحتمل الذي تتوقّف فيه انبعاثات الغازات الدفيئة، وتخزن المحيطات كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون تعادل 50 مثلا للكمية التي يتم تخزينها في الغلاف الجوي، ومعظمها يخزن في المستويات الوسيطة إلى العميقة من مياه المحيطات.

ووجد التقرير الذي نشر الخميس في مجلة "Science" العلمية، أن ارتفاع درجة حرارة المحيطات يتسارع بشكل غير مسبوق، كما أنه مطابق لتوقعات نماذج التغير المُناخي، والتي أظهرت أنه من المرجح أن يؤدي سوء الأحوال الجوية في جميع أنحاء العالم إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بالإضافة إلى حرارة المحيطات والتي تؤثر بشكل كبير على الأمطار والأعاصير الشديدة.

وقال زاك هاوسفازر، الباحث المشارك في هذه المقالة وطالب الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: "في حين أن 2018 سيكون رابع أكثر الأعوام ارتفاعا في الحرارة على الإطلاق على سطح الأرض فإنه سيكون بالتأكيد العام الأكثر ارتفاعا في الحرارة على الإطلاق بالنسبة إلى المحيطات"، وأضاف أن ظاهرة الاحترار العالمي تكون أسهل بكثير في الاكتشاف من خلال المحيطات أكثر من اليابسة.

وتمتص المحيطات أكثر من تسعة أعشار الطاقة الزائدة المحصورة في الغلاف الجوي بسبب الغازات الدفيئة، وتلعب دورا رئيسيا في تنظيم مناخ العالم، غير أن دور المحيطات في نظام المناخ العالمي تم تجاهله لأعوام عديدة، ويعود ذلك جزئيا إلى نقص البيانات وصعوبة دراسة البيئة البحرية، ففي الأعوام الأخيرة فقط أصبح العلماء يدركون الأهمية الكاملة للمحيطات التي استوعبت فعليا الكثير من تأثير تغيّر المُناخ في العقود الأخيرة، ومن خلال إجراء أبحاث منفصلة تم نشرها مؤخرا وتقدير درجات الحرارة للمحيطات على مدار 150 عاما مضت، استطاع العلماء الكشف عن تأثير الاحترار العالمي على المحيطات.

ونشرت تلك الدراسة في دورية "Proceedings" للأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية، ووجدت أن الحرارة الكلية التي استهلكتها المحيطات في القرن ونصف القرن الماضي كانت نحو 1000 ضعف معدل استهلاك الطاقة السنوي لسكان العالم.

وأوضح تحليل "الغارديان" لهذه النتائج أن كمية الطاقة التي تمتصها المحيطات كانت تعادل كمية الطاقة التي تطلقها القنبلة الذرية في الثانية خلال الـ150 عاما الماضية، وقال العلماء إن هذا لا يمكن تحمله على المدى الطويل دون رؤية المزيد من الآثار الهائلة، بما في ذلك الطقس المتطرف والعواصف الشديدة وارتفاع مستوى سطح البحر، ويمكن أن يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على التيارات البحرية حول العالم، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها.

وحذّرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُر المُناخ، أواخر العام الماضي، من أن العالم سيُواجه تأثيرات وخيمة من ارتفاع درجة حرارة الأرض من عام 2030 ما لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة وجذرية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وحلّل البحث الجديد الذي نشر في مجلة "Science" العلمية أربع دراسات نُشرت بين عامي 2014 و2017، والتي صححت الاختلافات بين الأنواع المختلفة من قياسات ودرجات حرارة المحيطات.

تستخدم المراقبة الراديوية والعوامات والسفن لجمع بيانات عن تأثير تغيّر المُناخ على المحيطات، وفي العقد الماضي وفرت شبكة تضم 4000 عوامة تعرف باسم Argo، بيانات غير مسبوقة عن درجة حرارة المحيطات وملوحتها وتحمضها، ومن خلال أخذ الدراسات الأربع، بمنهجيات مختلفة، في الاعتبار، كان الباحثون قادرين على بناء صورة أكثر اكتمالا مما كان ممكنا من قبل، مع استنتاج الحسابات منذ السبعينات.

قد يهمك ايضا :

منظمة تدعو لإبرام اتفاق لحماية المحيطات

معدلات ثاني أكسيد الكربون تتجاوز حدًا "لن ينخفض لأجيال"

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الارتفاع الشديد لحرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر على الأرض الارتفاع الشديد لحرارة المحيطات يُهدِّد حياة البشر على الأرض



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العذراء

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 14:43 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

قائمة بأسماء أفضل المطاعم في مدينة إسطنبول التركية

GMT 23:38 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

9 أسباب لفشل عمليات أطفال الأنابيب

GMT 11:09 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

كلويه CHLOE عطر بروح الأناقة من "نو مايد "

GMT 16:16 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

دبي تقدم أغلى عطر في العالم "شموخ "

GMT 07:03 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تذوق أشهى الأطعمة والمشروبات الساخنة في "نوفوسيبرسك"

GMT 15:32 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

برنامج طبي خاص للاعب طائرة الأهلي عبدالحليم عبو

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 08:39 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الياباني يوشيهيتو نيشيوكا يحصد لقب بطولة شينغن للتنس

GMT 13:56 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

يوسف يؤكّد أن عمر جمال يملك عرضًا للرحيل

GMT 04:51 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

تعرفي على أهم العطور المفضلة لدى المشاهير

GMT 02:00 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

ديكورات مثيرة لحمامات كلاسيكية باللون الرمادي

GMT 01:32 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

لسه فاكر

GMT 15:46 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

الكاتب مصطفى محرم يُشير إلى أقرب الأعمال إلى قلبه

GMT 05:18 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"تويوتا" FCV تستعرض تقنية خلايا الوقود وستطرح

GMT 18:18 2016 السبت ,21 أيار / مايو

بريشة:سعيد الفرماوي

GMT 16:29 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إيطاليا تدعو إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط الليبي دون شروط
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya