شواطئ فاروشا المهجورة جوهرة سياحية تنتظر الفرج السياسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مع انطلاق المفاوضات مجددًا بين زعيمي شطري الجزيرة

شواطئ فاروشا المهجورة جوهرة سياحية تنتظر الفرج السياسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شواطئ فاروشا المهجورة جوهرة سياحية تنتظر الفرج السياسي

شواطئ فاروشا المهجورة
نيقوسيا ـ كارلا أبو شقرا

يأمل السكان السابقون لشواطئ فاروشا المهجورة، قرب فاماغوستا، أن تعود كما كانت منذ أربعين عامًا قبلة للسياح في قبرص، خصوصًا مع انطلاق مفاوضات السلام مجددًا الجمعة بين زعيمي شطري الجزيرة المقسمة.وتمتد الأسلاك الشائكة على كيلومترات عدة، ويمنع الجيش التركي الوصول إلى "ريفييرا قبرص" أو "سان تروبيه القبرصية" السابقة الشهيرة بمياهها الفيروزية ورمالها البيضاء.

وتطغى البيوت المهدمة والمباني المهددة بالانهيار على المشهد، والخراب نفسه في كل مكان، محطة الوقود ليست سوى هيكل من الخردة الصدئة، الوضع مهمل جدا، الأعشاب تغطي الطرقات، وتغزو واجهات المباني السكنية التي كانت توصف يوما بالفاخرة.

كانت فاروشا، الحي الأكبر في فاماغوستا حيث كان يسكن 45 ألف شخص، تعتبر "لؤلؤة" قبرص، صوفيا لورين كانت تملك منزلا هناك، والسياح، خصوصا من الدول الاسكندينافية، كانوا يتسابقون للاستمتاع بشواطئها ومياهها البلورية.

لكن في عام 1974 غزت القوات التركية الثلث الشمالي لقبرص بعد انقلاب نفذه قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم قبرص إلى اليونان، ما تسبب في هروب القبارصة اليونانيين إلى الجنوب،  أما منازلهم التي تركوها في "جمهورية شمال قبرص التركية" فاحتلت تدريجيا من قبل القبارصة الأتراك أو الأتراك، وأغلق الجيش التركي فاروشا بالكامل وشيد حولها سورا، مانعا أي كان من الوصول إليها.

وشكلت خسارة فاروشا صدمة للقبارصة اليونانيين، ويتذكر جورج فيالاس الذي كان يبلغ من العمر 18 عامًا في 1974 قائلا "لقد كانت أفضل سنواتي، سنوات الحرية"، وأضاف: "كنا حقا شبابا مرحا، لدي ذكريات لأصدقاء يتنقلون بين الملاهي الليلية كل أحلامنا تلاشت" بالغزو التركي.

اميلي ماركيديس فقدت منزل الطفولة أيضا، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف المدينة عن "مطاردتها"، تقول هذه الخمسينية انه إلى جانب الشواطئ الرائعة والحياة الثقافية "ما كان مميزا جدا في فاروشا وجود أشجار البرتقال والياسمين في كل مكان".

واقتناعا منها بأن المدينة ستعود إلى سكانها يوما ما، قدمت مشروعا عام 2006 للأمم المتحدة بدأ يتبلور قبل عامين بتحريض من ابنتها فاسيا، وتستند فكرة المشروع على تحويل فاماغوستا إلى مدينة بيئية بمجرد التوصل إلى اتفاق بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك لإعادة فتح فاروشا.

 ويعمل معماريون ومهندسون واقتصاديون ودعاة حماية البيئة، الذين يسكنون على جانبي "الحدود" معا على هذا المشروع الذي أطلق عليه اسم مدينة فاماغوستا البيئية.

ووفقا لماركيديس: "سيتم هدم معظم المباني؛ لأنها معرضة للانهيار"، لكن الكيلومترات الست المربعة التي تمتد عليها فاروشا، تشكل "فرصة فريدة" لإنشاء "مدينة ذكية"، عبر الاستفادة من موارد الجزيرة، كالشمس، أو شبكة السكك الحديد الموجودة في فاماغوستا.

والفكرة تكمن أيضًا في تجنب أخطاء التخطيط التي ارتكبتها قبرص، خصوصًا في فاروشا، حيث كانت تحرم المباني من الشمس منذ منتصف النهار، وإذا اتخذ قرار إعادة فتح فاروشا، فإنَّ الجدل والنقاش مستقبلا سيكون حول ماذا يجب إزالته؟ من سيملك ماذا؟ ومن سيمول إعادة الإعمار، المالكون؟ أو تركيا التي تعتبر مسؤولة عن تدهور المكان؟ أم المستثمرون؟

وإذا كان تقييم تكلفة إعادة البناء قبل أن يتم السماح للخبراء بدخول فاروشا "صعبا للغاية"، فإنَّ الخبيرة الاقتصادية فيونا مولن تؤكد أنَّ التقديرات تشير إلى مبالغ حجمها خمسة مليارات يورو لإعادة إعمار فاروشا وحدها، وتصل إلى حوالي 15 مليار يورو لمشاريع التنمية الضخمة.

ورغم القلق الناجم عن إمكانية التغيير في فاماغوستا، فإنَّ غالبية الناس التي تعبت من العيش قرب مدينة ميتة والحرمان من دخول أجمل شواطئ المدينة، تأمل في إعادة فتح فاروشا؛ ولكن بحسب فيالاس، حتى لو حصل الاتفاق، فسيستغرق الأمر ما لا يقل عن خمسة إلى سبعة أعوام لإعادة الإعمار.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شواطئ فاروشا المهجورة جوهرة سياحية تنتظر الفرج السياسي شواطئ فاروشا المهجورة جوهرة سياحية تنتظر الفرج السياسي



GMT 08:38 2024 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:03 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

فنادق جديدة تتحدى تداعيات "كورونا" وتفتح أبوابها قريبًا

GMT 20:12 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

تعرفوا على أبرز المهرجانات السياحية في منطقة جازان

GMT 17:49 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

المتحف المائي في جدة سحر البحر الأحمر وجمال الطبيعة

GMT 16:15 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

جزيرة دلما الإماراتية أصل اللؤلؤ للوجهات السياحية الساحرة

GMT 14:14 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

"الباهية" في أبوظبي ضمن أفضل 10 حدائق في العالم

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 23:39 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم ينبع يدشن فعاليات برنامج "رفق" لمواجهة العنف

GMT 08:51 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

اكتشفي مكونات طبيعية فعالة في تنظيف المنزل

GMT 01:36 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

منافع الكاجو تشمل عالم الرجال والجنس

GMT 03:28 2016 الثلاثاء ,15 آذار/ مارس

ردود أفعال الأطفال تجاه العنف الأسري

GMT 12:01 2017 الإثنين ,29 أيار / مايو

مناظر خلابة في قلب حضر موت تجذب السياح

GMT 20:27 2017 السبت ,18 آذار/ مارس

تنظيم معرض وطني لـ"مهني الصردي" في المغرب

GMT 12:24 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"نوكيا" تحاول تسويق أجهزة "ويندوز 8"في أوروبا

GMT 23:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة لاعب "الكاك" والمنتخب المغربي سابقا مصطفى نقيلة

GMT 16:15 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

رضا حكم يقدّم استقالته من تدريب رجاء بني ملال
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya