عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض

لندن ـ سليم كرم

تعيش عائلة سورية منذ أربعة أشهر في حالة فزع داخل سرداب تحت الأرض في حلب هربًا من قذائف الحكومة السورية على المدينة. فقد اضطر أفراد تلك العائلة إلى الاحتماء أثناء الهجوم على المدينة، داخل ورشة سابقة تحت الأرض أسفل البناية التي كانوا يعيشون فيها، وكان منزل العائلة قد تعرض لأضرار جسيمة من جراء القصف المتكرر للمدفعية السورية منذ أن بدأ الصراع بين المقاومة وقوات النظام السوري ، خاصة وأن هذا المنزل هو أحد المنازل التي تقع على الخطوط الأمامية لمدينة حلب. وتقول شبكة "سي إن إن" الأميركية "إن أفراد هذه الأسرة قد عاشوا داخل هذا القبو الحصين تحت الأرض ولم يكن يغادر أفرادها هذا المكان إلا مرة كل أسبوعين من أجل الاستحمام أو استنشاق قدر من الهواء النقي أو رؤية الشمس". وتقول الأم "إن البيت الذي نسكن فيه ضعيف البنيان وأنه آيل للسقوط في أي لحظة". كما تحكي فتاة 20 سنة من أفراد العائلة إلى مراسلة "السي إن إن "الأميركية ما حدث في اليوم الذي قررت فيه العائلة العيش بهذا المكان كملاذ، وقالت "إن الغارات الجوية كانت من حولنا في كل مكان وعلى الفور خرجنا من مسكنا ونحن نهرول إلى أسفل المنزل دون أن نأخذ معنا أي شي ومن حولنا كانت الشظايا تتطاير في كل مكان". وقد رفض الأب أن يمسح لأفراد العائلة بالخروج من هذا السرداب خوفًا على حياتهم، ولكنه كان مضطرًا إلى أن يسمح لابنه بأن يخرج للارتزاق في الخارج من أجل توفير القليل من الطعام لبقية أفراد الأسرة. ويقول الأب لمراسلة "السي إن إن" أروا دامون "إنه وعلى الرغم من أن عائلته فقيرة إلا أنها لا تتخلى عن كرامتها وأنه لا يرغب في يخضع أفراد عائلته تحت رحمة الآخرين. لقد كان على هذه العائلة أن تتعايش مع الظلام في ذلك المكان ولم لديهم سوى مصباح ناري صغير و لا يصل إلى أسماعهم سوى أصوات الحرب الدائرة من فوقهم، وكانت الأم تعاني طوال الليل من كوابيس لا ترى فيها إلا أبناءها وهم موتي. ويقول أحد أفراد العائلة أنه في بعض الأحيان يكون القصف قريبًا جدا من المكان لدرجة أننا كنا نتختق من الغبار الناجم عن تلك الانفجاريات". ويضيف أيضًا "كل ما يمكن أن نقوله هو أننا نعيش كمساجين في سجن" تحت الأرض. أما الوضع فوق الأرض فهو يزداد سوءًا ويبعث على اليأس والإحباط، إذ أن المدينة وضواحيها تواجه أزمة مرتقبة ونقص حاد في إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والتدفئة والغاز المستخدم في الطبخ. وقد ارتفع سعر لتر البترول إلى جنيه إسترليني وهو سعر يعادل تقريبا سعره في بريطانيا. و عن فرص العمل فلا وجود لها في ظل هذه الأوضاع، ويحاول أصحاب المحلات بيع مخزون محلاتهم في الوقت الذي يقوم فيه الأطفال بنبش أكوام القمامة المنتشرة في شوارع حلب بحثا عن علب الصفيح التي يمكن بيعها إلى تجار الخردة والمعادن. و يوضح  نشطاء في المعارضة السورية "إن القتال أسفر عن مقتل 30 ألف مواطن خلال 18 شهرًا من القتال ضد نظام الأسد الذي سرعان ما انقلب إلى حرب أهلية". وتقول صحيفة "الديلي ميل" إن الأسد استطاع أن يحتفظ بسيطرته على حلب في ظل التزام العديد من التجار الأثرياء والأقليات في المدينة أثناء الانتفاضة بالحياد خوفا من عدم الاستقرار". وقد تمكن أفراد المقاومة من تصعيد هجماتهم من أجل السيطرة على المدينة وخلال الشهر الماضي شهدت المدينة قتالاً في السوق التاريخي بتلك المدينة العتيقة والذي يعد بمثابة أحد مواقع التراث العالمي. وعلى مدى 18 شهرًا من الانتفاضة السورية ضد حكومة الأسد شهد العديد من المناطق سلسلة من الهجمات الانتحارية التي استهدفت قيادات أمنية وقوات للجيش السوري وباتت تلك الهجمات أمرا شائعا في سورية وخاصة في العاصمة دمشق. إلا أن مثل هذه الهجمات الانتحارية لا تحدث في حلب على عكس بقية المدن الأخرى وخاصة خلال العام الأول من الانتفاضة السورية. وخلال شهر شباط فبراير الماضي ، تعرض اثنين من المراكز الأمنية في وسط المنطقة الصناعية لهجوميين انتحاريين مما أسفر عن مقتل 28 فرد.  

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض عائلة سورية في حلب تعيش 4 أشهر في قبو تحت الأرض



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:30 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الوفاق تُعطل قرار فرض رسوم على مبيعات الدولار "مؤقتًا"

GMT 06:29 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

اليك طريقة عمل افضل كريم مقشر للجسم

GMT 12:58 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

جريمة قتل بشعة تثير ضجة في مدينة ورزازات

GMT 06:19 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

منافسة مهمة بين 16 جوادًا على كأس أحمد بن راشد

GMT 21:01 2014 السبت ,16 آب / أغسطس

الطباهج الليبي

GMT 14:00 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليال عبود في طرابلس للمشاركة في معرض "الأعراس"

GMT 05:22 2017 السبت ,20 أيار / مايو

رسائل من "التنف"

GMT 04:06 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

"ترنتي ميرور" تأمل في شراء مجموعة صحف جديدة في انجلترا

GMT 23:38 2016 الخميس ,22 أيلول / سبتمبر

5 أسباب صحية للنوم عارية

GMT 07:22 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

سلاح الجو الأميركي ينقصه 700 طيار حربي

GMT 19:28 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

برج التنين.. قوي وحازم يجيد تأسيس المشاريع
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya