الهجرة إلى الموت
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

الهجرة إلى الموت

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الهجرة إلى الموت

القاهرة ـ وكالات

جمع سمسار التسفير للخارج جوازات عدد من الشباب الراغبين في الهجرة ولا يستطيعون الحصول علي تأشيرة, طلب منهم نحو‏50‏ ألف جنيه عن كل فرد‏.  طمأنهم علي أنهم لن يتعرضوا للغرق في عرض البحر كما حدث لضحايا سبقوهم.. فهم سوف يسافرون بالطائرة إلي دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي لأنها لا تتشدد في إجراءات السفر والهجرة, قال لهم: ستهبط الطائرة في ترانزيت في إحدي الدول وهناك جمع جوازات سفرهم وقال لهم انطلقوا خارج المطار وابدأوا حياتكم الجديدة! خلال عام من الهروب من أعين رجال الشرطة بالدولة التي وصلوا إليها أنفقوا كل مدخراتهم, وادعي بعضهم أنه فلسطيني أو عراقي أو سوري عندما ضبطته الشرطة حتي يتمكن من البقاء لأنه لن يستطيع العودة إلي وطنه.. بعض الشباب عملوا بنصيحة السمسار ويختفي من الملفات الأمنية بالعمل في المزرعة أو مطعم أو البناء.. لكن خلال أعوام معدودة من الأشغال الشاقة في الغربة يقع في قبضة الشرطة ويتم استخراج وثيقة من سفارة بلده لترحيله. من بين الضحايا الذين مروا بهذه التجربة صلاح أحمد من البحيرة الذي قال: رغم ذلك فالتجربة مجزية بعد السنة الأولي والأجور مناسبة ويكفي أنني استطعت ادخار خمسة يورو في كل يوم بعد خصم مصروفاتي ومن الضحايا أيضا مصطفي العليمي الذي خاض التجربة وتم ترحيله لمصر ليشتري مزرعة ويعمل لديه شباب كثيرون باليومية التي تصل إلي80 جنيها, لكن المشكلة أنه عمل غير دائم.. لكنه أفضل من الغربة والهروب والعمل في أي شيء بأي أجر! ظاهرة الهجرة غير الشرعية لا جنسية لها ولا تختص بها دولة بعينها والتقديرات العالمية المتاحة تشير إلي أن هناك200 مليون شخص يهاجرون سنويا نصفهم يبحث عن عمل و7% منهم يطلبون اللجوء السياسي و2% يلتحقون بمؤسسات جامعية و41% الباقية هم عائلات مهاجرين أرادوا جمع الشمل. ثقافة ومعتقدات سيئة وفي حصر للدول المهاجر إليها بصورة غير شرعية تقول د. ماجدة شلبي أستاذ الاقتصاد والمالية العامة بحقوق الزقازيق: تعد الجزائر من الدول التي تعاني كثيرا من تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية نظرا لقربها من سواحل أوروبا عبر البحر المتوسط وكانت الجزائر في السابق دولة معبر وأصبحت الآن من الدول المصدرة والمرسلة للهجرة غير الشرعية ويهدف المهاجرون غير الشرعيين إلي التوجه نحو إسبانيا, إيطاليا, بريطانيا, فرنسا, وسويسرا ويقدر عدد المهاجرين غير الشرعيين إلي منطقة الاتحاد الأوروبي بنحو4000 إلي5000 مهاجر ويقدر عدد المقيمين بشكل غير شرعي في أوروبا بنحو2.5 مليون شخص أو مهاجر وقد واجهت الجزائر نوعا آخر من مشكلات الهجرة وهي مشكلة المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين من إفريقيا وخاصة من النيجر بنسبة33% ومالي13% ونيجيريا10% والمغرب تستخدم الجزائر كدولة ترانزيت للحاق بأوروبا. وتواجه المغرب أيضا مشكلة الهجرة غير الشرعية منذ بداية القرن وتعتبر دولة معبر للهجرة غير الشرعية إلي اوروبا من جانب الأفارقة ويوجه إليها الاتهام دائما من جانب منظمات حقوق الإنسان بأنها غير قادرة علي الإدارة الحكيمة والحصفية لظاهرة الهجرة غير الشرعية. أما إيطاليا فقد كانت من الدول المصدرة للهجرة إلي فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة حتي بداية الستينيات من القرن العشرين ولكن مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وتزايد معدلات النمو الاقتصادي والتنمية أصبحت إيطاليا دولة مقصد أو مهجر تتوجه إليها تدفقات الهجرة الخارجية من الصومال وإثيوبيا وإريتريا. وتقوم الولايات المتحدة الأمdريكية بمواجهة هذه الظاهرة من خلال إجراءات مشددة تجاه الهجرة من جنوب البلاد خاصة المكسيك في ظل الفوارق الكبيرة في الأوضاع الاقتصادية والنمو الاقتصادي, وفي مواجهة هذه الظاهرة فقد اعتمد مجلس الشيوخ أو الكونجرس الأميركي في29 سبتمبر2007 قرارًا يقضي بإنشاء حائط عازل بطول1100 كيلو متر علي الحدود الجنوبية للبلاد بتكلفة قدرها18 مليار دولار لمواجهة هذه الكارثة, وقد رفضت دول أميركا الوسطي والمكسيك فكرة إنشاء هذا الحائط. حقيقة وواقع مشكلة الهجرة غير الشرعية في مصر وتري د. ماجدة شلبي عقد الكثير من الشباب المهاجرين الآمال العريضة علي الهجرة غير الشرعية التي يمكن أن تحقق لهم الثراء السريع في أرض وموطن الثورة الــEldorado دون التيقن لاختلاف القيم والعادات السائدة في دول المهجر أو المجتمع الأوروبي, ورغم تعرض الكثير من شباب المهاجرين للكوارث والمخاطر الكبيرة في رحلات الهجرة والموت بسبب استخدام قوارب غير آمنة وغير مهيأة في مواجهة بحار وأمواج عاتية والتعرض لمصير مأسوي, وتشير الإحصاءات لتعرض أكثر من8966 مواطن للموت علي السواحل الأوروبية منذ عام1988 منهم3079 مواطنا أو شخصا قد اختفوا تماما في مياه البحر. هذا وقد قدر عدد المهاجرين غير الشرعيين بنحو6495 شخصا تعرض منهم نحو2023 شخصا للموت ما بين مصر وليبيا وتونس ومالطا وإيطاليا منهم1209 أشخاص قد اختفوا تماما في مياه البحر. وقد تعرض نحو3086 شخصا للموت عند جزر الكناري بين المغرب وإسبانيا منهم1277 شخصا قد اختفوا تماما. وعلي الرغم من هذه المخاطر التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين عبر البحر المتوسط, فإن هذا لم يمنعهم من محاولة العبور وتعرض الكثير منهم للموت والغرق لم يثن الآخرون عن خوض التجربة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهجرة إلى الموت الهجرة إلى الموت



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

أوبستفيلد يُؤكّد أنّ 3.7% النمو الاقتصادي في 2018

GMT 15:28 2017 الثلاثاء ,04 تموز / يوليو

تعرف على سعر اليورو مقابل الدرهم المغربي

GMT 21:20 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

"إسطنبول الظالمة" يتصدر نسب المشاهدة

GMT 19:01 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

كوفاتش يعلن غياب ثلاثي "بايرن ميونخ" أمام "شتوتجارت"

GMT 08:32 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وفاة الفنان سعيد عبد الغني عن عمر يُناهز الـ 80 عامًا

GMT 13:23 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لويس إنريكي يؤكد أن جودة إيسكو لا خلاف عليها

GMT 00:14 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

وفاة والد الفنان المغربي أحمد الروداني

GMT 05:46 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة محمود أبو الوفا الصعيدي بعد عودته من أداء مناسك العمرة

GMT 02:40 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكورات تناسب غرف نوم الأولاد
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya