المسيحيون يواصلون الهرب من العراق بسبب تصاعد العنف
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المسيحيون يواصلون الهرب من العراق بسبب تصاعد العنف

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المسيحيون يواصلون الهرب من العراق بسبب تصاعد العنف

بغداد _ أ.ف.ب
ينتظر اوشاليم بنيامين الذي يمسك بالهاتف ويضع على ركبتيه حقيبة صور، ان يغادر العراق وهو يتامل بعض ذكريات حياته التي كانت سعيدة مع ابناء الطائفة المسيحية التي يتناقص عدد افرادها يوما بعد يوم. وينتظر هذا المواطن البغدادي الذي يبلغ الرابعة والسبعين من عمره، اتصالا هاتفيا يفيده انه يستطيع الالتحاق بعائلته في الولايات المتحدة ويترك بدوره طائفته المسيحية التي يرقى وجودها في العراق الى الفي عام وتناقص عدد افرادها الى النصف منذ الاجتياح الاميركي في 2003. ودعا بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل الاول ساكو الذي سيشارك في لقاء بين مسؤولي كنائس الشرق الاوسط والبابا فرنسيس الخميس، المسيحيين الى الا يهربوا وانتقد البلدان الغربية التي تعطيهم تأشيرات. لكن عددا منهم يقول انهم باتوا مضطرين للهرب لأن اندلاع اعمال العنف في الوقت الراهن قضى على الامل في تثبيت الاستقرار بعد التحسن النسبي للوضع الامني ابتداء من 2008. واكد بنيامين وهو متقاعد يتحمل مسؤولية فتاة مريضة في الثالثة والثلاثين من عمرها "لو كنت قادرا لغادرت منذ اليوم". ويتبين من صوره بالاسود والابيض انه كان شابا وسيما يعزف على الاكورديون ومن هواة القفز العالي بالعصا. ولقد عمل موظفا في الحكومة وتزوج وانشأ عائلة. لكن هذه الحياة السلمية قد ولت. واذا كان مسيحيو العراق نادرا  ما يتعرضون اليوم لأعمال عنف، كما كانوا في ذروة الازمة الطائفية في 2006/2007، الا ان الهجمات اليومية والقنابل جعلت حياتهم جحيما. وقال بنيامين الذي التقته وكالة فرانس برس في منزله بالدورة "قبل ثلاثة ايام فجروا سيارة في الشارع. وهذا النوع من الحوادث يحملنا على المغادرة". ويبذل البطريرك ساكو قصارى جهده لمنع اغراءات الهجرة. وقال لوكالة فرانس برس "هذه ارضنا. نحن هنا منذ الفي عام، لدينا تاريخنا وهويتنا". واضاف "نحن ايضا مواطنين عراقيين، ولدينا دور للاضطلاع به"، مشيرا الى انه يدعو رعيته الى"الصبر والحفاظ على الامل من اجل المستقبل". ويعرب بنيامين عن اعتقاده ان هذه الكلمات لا تنطوي على اي معنى. وقال "فليأت مكاننا ... وسيقرر عندئذ ما اذا كان يجب  ان نهاجر ام لا، هو يعيش في مكان آمن، وليس كما نعيش نحن في الشوارع". واضاف هذا السبعيني "عشنا اوقاتا رائعة في العراق عندما كان الوضع الامني جيدا". وقال "لكن هذه الايام الجميلة قد تلاشت في الوقت الراهن. نعيش في سجن". وكان اكثر من مليون مسيحي يعيشون في العراق قبل عشر سنوات، اما عددهم اليوم فيناهز 400 الف كما يقول البطريرك ساكو. وشهدت العاصمة التي كان عدد المسيحيين فيها 600 الف، هجرة حقيقية. ففي الدورة جنوب بغداد، تراجع عدد المسيحيين من 150 الفا في 2003 الى الفين، كمايقول كاهن اشوري هو رئيس الشمامسة تيماتيوس ايشا. وفي كنائسه السبع، لم يعد فيها سوى كاهنين. وعائلة الاب ايشا استقرت في عنكاوا احدى مدن كردستان العراقية، وهي منطقة للحكم الذاتي استثنتها اعمال العنف بصورة نسبية. وقال هذا الكاهن "احيانا ارغب في الهجرة ... لكن واجبي يقضي بأن ابقى هنا مع المسيحيين حتى يشعروا ان الامور ستجري على ما يرام". وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان الهجرة بلغت ذروتها في اعقاب هجوم شنته القاعدة على كنيسة في بغداد في تشرين الاول/اكتوبر 2010، ولقي فيه 44 شخصا وكاهنان مصرعهم. ومنذ الاجتياح الاميركي، تعرضت 61 كنيسة لاعتداءات وقتل حوالى الف مسيحي، لكن ليس جميعهم في هجمات متعمدة، كما قال البطريرك ساكو. وكلما فرغت بغداد من مسيحييها، ازداد في عنكاوا عدد المسيحيين الذين يوشكون ان يحولوا هذه القرية الكردية الصغيرة قرية مسيحية. وفي احدى كنائسها الثلاث، يجرى الاحتفال احدى عشر مرة بقداس الاحد، وتريد السلطات بناء ثلاث كنائس اضافية، كما يقول الاسقف الكلداني بشار وردة. لان الامل في العودة ضعيف. ويقول ان "99% من العائلات المقيمة في عنكاوا لا تفكر في العودة" الى مدينتها الاصلية
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسيحيون يواصلون الهرب من العراق بسبب تصاعد العنف المسيحيون يواصلون الهرب من العراق بسبب تصاعد العنف



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya