الجزائر الإسلاميون المتشددون وتهديد استقرار النظام المستبدَ
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الجزائر: الإسلاميون المتشددون وتهديد استقرار النظام المستبدَ

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجزائر: الإسلاميون المتشددون وتهديد استقرار النظام المستبدَ

الجزائر ـ وكالات
عندما احتجز مؤخرا إسلاميون متشددون في الجزائر العديد من الرهائن، طالبوا بإنهاء التدخل الفرنسي في مالي. إلا أن تاريخ الجزائر أيضا في السنوات الماضية، هو تاريخ من النزاعات بين نظامها المستبد والإسلاميين المتشددين.رغم أن الجزائر عملاقة جغرافيا، إلا أن دورها السياسي تقزَم في السنوات العشر الماضية على الصعيد الدولي. بيد ان ذلك تغير، عندما احتلت مؤخرا مجموعة من الإسلاميين المتشددين منشأة لاستخراج الغاز الطبيعي في شرق البلاد واحتجزت العديد من الرهائن من العمال الأجانب هناك، إذ أن هذا الحدث المحزن أثار استياء الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام الدولية، وخاصة لأن عملية تحرير الرهائن التي قام بها الجيش الجزائري، أدت إلى مصرع 37 منهم.النزاع في مالي ومأساة احتجاز الرهائن في الجزائر مترابطان. ويعود ذلك جزئيا إلى التاريخ الجزائري، ففي عام 1988 أغلق شباب جزائريون شوارع في كافة أنحاء البلاد للتعبيرعن مطالبتهم بإصلاحات ديمقراطية وانفتاح البلاد وضمان مستقبل لهم. "بدأ الربيع العربي في الجزائر، إذ أن الجزائريين كانوا الشعب الأول الذي أقدم على تمرد واسع النطاق"، يقول الكاتب والخبير في شؤون الشرق الاوسط عاصم الدفراوي.ندما ظهرت أثناء الانتخابات في مستهل التسعينات من القرن الماضي معالم فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بها، خشيت قيادة الجيش من تحويل البلاد إلى دولة إسلامية ومنعت تولى الجبهة زمام السلطة. وأدى ذلك إلى حرب أهلية طويلة بين الجناح المسلح للجبهة الإسلامية للإنقاذ والجيش.نجح الجيش في تعزيز هيمنته ورد الإسلاميون المتشددون. "أعادت المجموعات المتشددة المؤيدة لخوض الجهاد تشكيلها مرات عدة. وانتقلت بعضها إلى مناطق صحراوية، حيث شكلت تحالفات مع حركات إرهابية من موريتانيا ومالي وليبيا"، يقول رشيد أوعيسى من مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة ماربورغ، الألمانية."تعود مشكلة الإرهابيين التي نواجهها اليوم، إلى الحرب الأهلية في الجزائر"، يقول باحث السلام والخبير في شؤون إفريقيا فيرنير روف. "أيد الجيش آنذاك في مكافحة الجبهة الإسلامية للإنقاذ ومجموعاتها المسلحة شبكات إسلامية إرهابية أخرى وشارك حتى في بناء بعضها"، وذلك بهدف نشر الإرهاب ودفع السكان من خلال ذلك إلى الوقوف ضد جميع الإسلاميين. وعلاوة على ذلك أراد الجيش الانتفاع من اعتداءات هذه الشبكات الإرهابية للتعتيم على أعمال التعذيب والقتل التي قام الجيش الجزائري بها ضد سكان البلاد، كما يقول فيرنير روف. وأدت هذه الحرب الأهلية الدموية إلى مقتل حوالي 200 ألف شخص.رغم أن الجيش انتصر في نهاية المطاف على الإسلاميين وطردهم من المدن الكبيرة، إلا أنه لم ينجح في القضاء عليهم، يقول الخبير الجزائري رشيد أوعسيى، "لقد تشكلت العديد من المجموعات المستعدة لنهج العنف مستخدمة في المناطق الخالية من السكان في الساحل الإفريقي كقواعد خلفية لها، حيث تختفي وتبني شبكات مع متعاطفين لها من كافة أنحاء العالم.ولا تلعب الدولة التي ينحدرون منها، دورا في ذلك، إذ أن المهم بالنسبة إلى الجهاديين، هو الأيديولوجية. " أتى الإرهابيون المشاركون في احتجاز الرهائن في منشأة استخراج الغاز في الجزائر من ثماني دول، بينها تونس والنيجر ومصر. ويقال أن أحدهم أتى من كندا، كما يقول فيليام لورينس الخبير في شؤون إفريقيا من مجموعة الأزمات الدولية.كانت المطالب التي رفعها محتجزو الرهائن، متعلقة بوضوح بالنزاع في مالي. "قال المعتدون إن سبب رفع مطالبهم، هو الوضع في مالي. ولذلك نحجوا في لفت انتباه الرأي العام إليهم، يقول لورينس.يثير التدخل في مالي تشاؤم الخبيرلورينس "يتحدث الفرنسيون الآن عن تصميمهم على طرد الجهاديين من البلاد في اتجاه الشمال"، يقول لورينس. "ولكن، إلى أين سينسحب هؤلاء الجهاديون؟ إلى الجزائر التي ينحدر معظمهم منها"؟ ويشير الخبير في هذا السياق إلى أن الجزائريين خاضوا عشر سنوات صراعا عنيفا من أجل طرد الإسلاميين المتشددين إلى الجنوب. ولذلك من الضروري وضع إستراتيجية قوية الأساس لمكافحة الإسلام متشدد.رغم ذلك لا يرى لورينس أن الإسلاميين المتشددين يهددون استقرار النظام المستبد في الجزائر، فنتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت انخفاض تأييد الناخبين للأحزاب الإسلامية. ولا يزال الجيش القوة المهيمنة على البلاد، مما برهن عليه أيضا في عمليته الدموية لوضع حد لاحتجاز الرهائن في منشأة استخراج الغاز، عين أميناس.
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر الإسلاميون المتشددون وتهديد استقرار النظام المستبدَ الجزائر الإسلاميون المتشددون وتهديد استقرار النظام المستبدَ



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 18:57 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الثور

GMT 09:24 2016 الثلاثاء ,17 أيار / مايو

الاعلام العربي نحو مزيد من الانحدار

GMT 08:10 2017 السبت ,11 آذار/ مارس

زين العراقي يصور "كشخه" بفي عمان

GMT 01:37 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"فندي" تضيف الألوان إلى الفرو في أحدث صيحات 2018

GMT 04:51 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الطالب يزور قسم الولادة بمستشفى "طنجة"

GMT 18:30 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ستائر غرف نوم موديل 2020

GMT 04:53 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

نجمات رمضان 2019 يتألَّقن بصبغة شعر أسود
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya