المهاجرون الأفارقة في إسرائيل يواجهون خطر الترحيل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المهاجرون الأفارقة في إسرائيل يواجهون خطر الترحيل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهاجرون الأفارقة في إسرائيل يواجهون خطر الترحيل

المهاجرين الأفارقة
تل أبيب ـ ناصر الأسعد

يعيش عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين فروا من البؤس في بلادهم في حالة قلق مستمر وخوف من الترحيل من إسرائيل، رغم أن بعضهم مقيم فيها من أكثر من عشر سنوات، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زار أخيراً منطقة جنوب تل أبيب مع تزايد السخط لدى الإسرائيليين من قدوم المهاجرين الأفارقة إليها. وظهر نتنياهو أمام كاميرات وسائل الإعلام إلى جانب مسنة إسرائيلية قالت إنها لا تغادر شقتها في الليل خوفاً من المهاجرين الأفارقة.

وتعهد نتنياهو بإعادة جنوب تل أبيب إلى الإسرائيليين، مؤكداً أن الأفارقة هناك ليسوا لاجئين بل هم متسللون غير شرعيين. وتقول ادي دروري - أفراهام من منظمة العون للاجئين وطالبي اللجوء في إسرائيل إن اللاجئين الأفارقة عبروا الحدود بشكل غير قانوني، لكنهم حصلوا على تأشيرات إقامة قصيرة المدى. وتضيف: ليسوا غير قانونيين لأنهم يتوجهون مرة كل شهرين للحصول على تأشيرة من وزارة الداخلية. إنهم هنا يعملون ويسددون الضرائب. ليسوا غير قانونيين. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد أكدت دروري - أفراهام أن بين طالبي اللجوء في إسرائيل آلافاً من دارفور ما زالوا بانتظار رد على طلباتهم، مشيرة إلى أن بعضهم ينتظر منذ سنوات.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية في 30 يونيو/حزيران أن هناك 38 ألفاً و43 مهاجراً أفريقياً في البلاد بينهم أكثر من 27 ألفاً من إريتريا و7869 مهاجراً من السودان، بينما قدم الباقون من دول أفريقية غير محددة.
وأشارت لجنة تابعة للأمم المتحدة قامت بتحقيق حول انتهاكات لحقوق الإنسان في إريتريا في تقرير صدر في العام 2016، إلى أن حكومة الرئيس أسياس أفورقي التي تتولى السلطة منذ 1991، متهمةً بالعبودية المنهجية والتجنيد الإجباري وغير ذلك من الانتهاكات. وطبقاً للأمم المتحدة، فإن نحو خمسة آلاف إريتري يخاطرون بحياتهم كل شهر للفرار من بلادهم.

كما أن هناك هجرة من منتظمة من إقليم دارفور السوداني، الذي يعاني من الحرب والاضطرابات. وبدأ المهاجرون بالتدفق بأعداد كبيرة عبر الحدود التي لم تكن خاضعة لحراسة مشددة بين إسرائيل وشبه جزيرة سيناء المصرية عام 2007، مع دخول قرابة 5000 شخص، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الداخلية الإسرائيلية.

وبحلول عام 2011، ارتفع عدد المهاجرين الأفارقة إلى 17 ألفاً، لكن الحكومة الإسرائيلية أنهت في العام التالي إقامة سياج أمني على الحدود، ونشرت أجهزة استشعار إلكترونية، ما أدى إلى تراجع عدد المهاجرين.
ولا يُسمح سوى لليهود بالهجرة إلى إسرائيل. وتم ترحيل آلاف المهاجرين من إسرائيل بشكل طوعي، بحسب الحكومة، بينما تؤكد منظمة العون للاجئين وطالبي اللجوء أنه تم ترحيلهم بالإكراه. وفي السنوات الماضية، تم احتجاز كل المهاجرين الذين كانوا يحاولون دخول إسرائيل في سجون في صحراء النقب (جنوب). وعند الإفراج عنهم، حصلوا على تذاكر حافلات باتجاه مدينة تل أبيب، ووصلوا إلى محطة الحافلات في الجزء الجنوبي من المدينة. واستقر العديد منهم في حي نيفي شعنان القريب المعروف بتفشي الجريمة حيث الإيجارات منخفضة.

ويقول تسجانس جويتيوم، وهو مهاجر إريتري في الثلاثين، ومعروفي في الحي باسم جوني: سبب وجودنا هنا هو أنها المنطقة الوحيدة التي نعرفها. لم نخترها. لا يوجد أي إسرائيلي يرغب بالوجود في هذا الحي.
في عام 2012، تظاهر ألف شخص ضد المهاجرين في تل أبيب. وكان بين المتحدثين العضو في حزب الليكود اليميني الحاكم ميري ريغيف، التي أصبحت فيما بعد وزيرة في حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية. وقالت ريغيف في التجمع: المتسللون سرطان في أجسادنا، بينما كان بعض المشاركين يصرخ: اخرجوا أيها الأفارقة!.

وقبل مهاجمة محلات يملكها أفارقة، قام الإسرائيليون بتشكيل "جبهة تحرير جنوب تل أبيب" للضغط على الحكومة من أجل اتخاذ إجراءات أكثر قسوة ضد الوافدين الجدد. وتقول القيادية في هذا الحراك شيفي باز إن الأفارقة أحضروا إلى هنا ثقافة العالم الثالث، الكثير من كراهية النساء والشوفينية ومعادة المثليين، مضيفة: انهم لا يحترمون السلطات ولا القانون ولا السكان.

وتقول ادي دروري - أفراهام من منظمة العون للاجئين وطالبي اللجوء في إسرائيل إن المهاجرين الذين يتطابقون مع تعريف الأمم المتحدة للاجئين، يعيشون حياة غريبة ويخضعون لمطالب معقدة ومتناقضة.
ولا تسمح تأشيرات الإقامة التي تمنحها لهم وزارة الداخلية الإسرائيلية لهم بالعمل، ولكن في كل مرة، يتوجهون فيها لطلب تجديد التأشيرة مرة كل شهرين، يطلب منهم كشوفات لإثبات العمل. وتعترف إسرائيل ضمناً بعدم إمكان إعادة الإريتريين ومن دارفور إلى بلادهم الأصلية.

ولذلك وقعت اتفاقيات مع أوغندا ورواندا وافقتا بموجبها على استقبال المهاجرين، الذين يتم ترحيلهم شرط موافقتهم على ذلك.

وبحسب دروري أفراهام، يعرض على المهاجرين مبلغ 3500 دولار أميركي، ويتم تهديدهم بالاحتجاز إلى أجل غير مسمى في حال رفضوا ذلك. وكل من يقبل بهذه الشروط يجد نفسه في دولة لا يعرف عنها شيئاً.

وأصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية الشهر الماضي قراراً يمنع الاحتجاز إلى أجل غير مسمى للمهاجرين الأفارقة، ولا يسمح باحتجازهم لأكثر من 60 يوماً. وتعهد نتنياهو بالعثور على طريقة للالتفاف على هذا القرار، وتم إعداد مشروع قانون سيسمح بترحيل المهاجرين في حال إقراره.

ويؤكد جويتيوم الذي وصل إلى إسرائيل قبل ثمانية أعوام بعد رحلة شاقة عبر إثيوبيا، أنه تعرض للخطف والتعذيب من البدو في السودان وصحراء سيناء المصرية. ويدير الرجل مع زوجته اليوم حضانة لأطفال المهاجرين الأفارقة، ويقول: لو كان لدينا خيار التغيير في إريتريا، لن نبقى هنا لشهر إضافي، مؤكداً أن الجميع ينتظر أن يتغير الوضع الراهن في بلاده.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهاجرون الأفارقة في إسرائيل يواجهون خطر الترحيل المهاجرون الأفارقة في إسرائيل يواجهون خطر الترحيل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:51 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج العذراء

GMT 18:00 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح مهمة لإنقاص وزنك قبل الحمل لمراعاة صحة جنينك

GMT 23:49 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الين الياباني الثلاثاء

GMT 12:56 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

تير شتيغن يدافع عن حارس بالماس بعد خماسية برشلونة

GMT 03:56 2015 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

أفضل شواطئ خفيّة توفر الراحة والاسترخاء في أوروبا لعام 2016

GMT 00:52 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على خطــوات الاهتمام بالشعـر في فصـل الخريف

GMT 03:06 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

اضرار القهوة بالليمون صداع وارتفاع ضغط الدم
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya