المغاربة يعيشون طقسًا مُقدَّسًا وشعيرة رمزية في عيد الأضحى
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المغاربة يعيشون طقسًا مُقدَّسًا وشعيرة رمزية في عيد الأضحى

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المغاربة يعيشون طقسًا مُقدَّسًا وشعيرة رمزية في عيد الأضحى

الملك محمد السادس
الرباط - المغرب اليوم

يمثل عيد الأضحى في الوعي الجمعي لدى المغاربة، طقسًا مقدسًا وشعيرة متفردة ذات رمزية كبيرة انتقلت معها المناسبة من سلوك تعبدي إلى عرف مجتمعي راسخ، وتقليد لامحيد عن إحيائه مهما كانت تبعات ذلك، ولعل مظاهر تجشم عناء اقتناء الأضحية التي نشهدها كل سنة وتكلف إحياء السنة الدورية جعلها عند كثيرين آكد مما هو أولى منها شرعا وأقدس من عبادات أخرى حري بمن يحرص على الطاعة امتثالها، هذا المظهر الاحتفالي اصطدم في كثير من مراحل تاريخ المغرب بفترات اقتصادية صعبة أثقلت كاهل الأسر المغربية وفاقمت عجزها، إذ باتت فئة واسعة منها معسرة وجعلت تحدي اقتناء أضحية العيد يبدو أشق.

في بعض تلك المراحل انتبه الملك الراحل الحسن الثاني إلى جلل خطب ما يعيش المغاربة باستعمال سلطته الدينية، وإسقاط شعيرة عيد الأضحى فوجه سنة 1996 الملك الراحل الحسن الثاني خطابا إلى الشعب المغربي على لسان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك عبد الكبير العلوي المدغري، ألغى فيه ذبح الأضحية بسبب الجفاف الذي عاشه المغرب حينها فذكر مبررا « بسبب سنوات الجفاف الأخيرة التي مرت ببلادنا والتي جعلتنا نعلن السنة الماضية سنة كارثة وطنية ».

وأضاف «ومعلوم أن ذبح الأضحية سنة مؤكدة لكن إقامتها في هذه الظروف الصعبة من شأنه أن يتسبب في ضرر محقق، بسبب ما سينال لماشية من إتلاف وما سيطرأ على أسعارها من ارتفاع يضر بالغالبية لعظمى من أبناء شعبنا لاسيما دوي الدخل لمحدود، نهيب بشعبنا العزيز ألا يقيم شعيرة ذبح أضحية العيد في هذه السنة للظرورة».

وقرار الحسن الثاني سنة 1996 لم يكن الأول ولكن سبقته قرارات مشابهة أمر فيها الملك بعدم ذبح أضحية العيد رفعا للحرج والمشقة كينة 1963 حين كان المغرب يعيش أزمة اقتصادية خانقة في أوج حرب الرمال التي خاضها ضد الجزائر وأيضا في سنة 1981 التي ضرب خلالها المغربَ جفافٌ غير مسبوق، نجم عنه نفوق عدد كبير من رؤوس الأغنام.

واستند مشروع فتوى الملك، وفق من دعموها إلى كونه «أميرا للمؤمنين» ولقيت بثا وتأييدا واسعا من لدن المؤسسات الدينية الرسمية، لكن، في نفس الوقت لم يلتزم بالتوجيه كل المغاربة، فمنهم من امتنع عن الذبح عجزا واتباعا، ومنهم من آثر الاحتفال سرا رغم الفاقة تشبثا بالتقليد واقتفاء للسنة، بعض هؤلاء لم يكتفوا بمخالفة قرار الملك بل احتجوا ضده عبر طرائق مختلفة كسكان مدينة «كلميمة» بالجنوب الشرقي مثلا؛ الذين ذبحوا كلبين اثنين وعلقوهما على مدخل «قصر لميمة» وكتبوا على أحد جدرانه عبارة «عيد أنت يا حسن بالكبش أما نحن فسنأكل الكلاب».

عواقب هذا الفعل كانت وبالا على سكان المنطقة، وبالتحديد على شخص يدعى «سعيد هراف» اعتقلته السلطات بعد مرور أربع سنوات على الحادث، رفقة ابنه موحى، هراف الذي كان يشتغل مؤذنا بأحد مساجد «تاديغوست» رفقة انتزعت منه اعترافات حول مسؤوليته وابنه عن الحادث واقتلع المحققون أسنان الابن موحى تحت التعذيب، في حين صب على الأب الكحول وأحرق حيا، حسب شهادة موحى أمام هيئة الإنصاف والمصالحة.

وقد يهمك أيضاً :

وزراء وكتاب دولة مرشحون لمغادرة "سفينة" التعديل الحكومي المغربي

التعديل الحكومي يستنفر امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغاربة يعيشون طقسًا مُقدَّسًا وشعيرة رمزية في عيد الأضحى المغاربة يعيشون طقسًا مُقدَّسًا وشعيرة رمزية في عيد الأضحى



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya