العدالة والتنمية يصف مضمون مشروع قانون المالية بالتنموي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"العدالة والتنمية" يصف مضمون مشروع قانون المالية بالتنموي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الرباط ـ و.م.ع
بدأت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية في مجلس النواب الأربعاء أولى جلساتها في إطار مناقشة مشروع قانون المالية لعام 2014 بمداخلتين لفريقي العدالة والتنمية والاستقلالي للوحدة والتعادلية بسط من خلالهما كل فريق رؤيته وتصوره لهذا المشروع والتي توزعت بين فريق أول وصف المضمون "بالتنموي ويذهب نحو الإصلاحات الكبرى" وبين فريق ثان اعتبره "تقشفيا وإداريا ويفتقر للمسة السياسية".  وتأسيسا على الاختلاف الذي ميّز الفريقين في تقييم مضمون هذا اللقاء، سار الفريقان في توجّه متناقض أيضا في ما يتعلق بتشخيص السياق العام الوطني الذي تحكم في إعداد هذا المشروع، حيث اعتبر رئيس فريق العدالة والتنمية عبد الله بوانو أن هذه الوثيقة جاءت بعد الصراعات التي عرفتها الأغلبية السابقة والتي حمّل فيها المسؤولية للاستقلاليين الذين انسحبوا من الحكومة. غير أن رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة نور الدين مضيان أشار إلى أن ما عاشته الأغلبية السابقة وما تلا ذلك من أزمات ومن ردود فعل والتي كان من نتائجها انسحاب الحزب من الائتلاف الحكومي والتحاق حزب التجمع الوطني للأحرار به، جاء بسبب "تعنّت رئيس الحكومة وعدم الاستجابة للمطالب التي سبق أن رفعها له الحزب في عدد من المذكرات".  الفريقان قدّما أيضا رؤية متناقضة في ما يخص قدرة مشروع قانون المالية على ترجمة ما جاء في البرنامج الحكومي، حيث اعتبر بوانو، بعد استعراضه للسياق الوطني والدولي الذي تحكّم في إعداد الميزانية وللتحديات التي تواجهها قضية الوحدة الترابية للمملكة، أن المشروع حامل للأمل ويرفع تحدي الذهاب نحو الإصلاحات الكبرى وإن كان بمستويات مختلفة، مضيفا أن المؤشرات التي وردت في المشروع تبقى معقولة ومتفائلة. وشدد على أهمية الإجراءات التي تضمنها قانون المالية والمتعلقة بالخصوص بالجانب الضرائبي، مذكرا بالمنجزات التي تحققت في العام الماضي والتي عدّدها بالخصوص في توسيع الخدمات الاجتماعية المتعلقة بارتفاع عدد التلاميذ المستفيدين من برنامج "تيسير" وفي عدد الطلبة الممنوحين، وأيضا في عدد المستفيدين من برنامج (راميد) ومن صندوق التكافل العائلي وصندوق التماسك الاجتماعي، ودعا الى تجاوز الاختلالات التي ترافق تقديم هذه الخدمات.  كما شدد على أهمية الاعتمادات المالية التي خصصت لترقية الموظفين والتعويض عن فقدان العمل ودعم التشغيل في القطاع الخاص، مبرزا أن نتائج ما تم القيام من قبل الحكومة تمثل في ثقة المؤسسات الدولية للتقييم والتنقيط بالإنجازات التي تحققت وذلك من خلال منح نقط تفوق ما تم منحه للمغرب في الأعوام الماضية.  غير أن بوانو طالب الحكومة بتركيز الجهود من أجل المضي قدما في تجسيد الاصلاحات المتعلقة بمنظومة العدالة والمقاصة وأنظمة التقاعد والإصلاح الضرائبي وإخراج القانون التنظيمي للمالية، مشددا على ضرورة اتباع مقاربة تشاركية منفتحة على الفاعلين السياسيين والنقابيين حتى يتسنى لكل طرف تحمل مسؤولياته في تنزيل الإصلاحات التي "لا يجب أن يتحمل تكلفتها طرف واحد". وبعد أن ذكّر بأنه يجب قراءة الوضعية الاقتصادية للمغرب من خلال الأخذ بعين الاعتبار استمرار المخاطر المرتبطة بالأزمة الاقتصادية العالمية وبمحدودية الموارد وعدم توازن النفقات، أبرز أن الأشكال الذي يطرحه النموذج التنموي للمغرب يتمثل في كيفية الحفاظ على النمو وضمان استدامته والاستجابة في الوقت للطلبات الاجتماعية المتنامية، داعيا إلى مزيد من ترشيد النفقات وبذل مجهود إضافي في ما يتعلق باسترداد الباقي استخلاصه، وضبط الواردات ومحاربة عمليات التهريب، والتركيز في مجال الضرائب على تضريب المواد الكمالية والثروة وإلى واعتماد البنوك التشاركية. واعتبرمضيان أن مشروع قانون المالية "يشكل تراجعا على الالتزامات التي قدمتها الحكومة في برنامجها ويتضمن وعودا للاستهلاك السياسي فقط"، مضيفا أنه تم أيضا اللجوء إلى تقليص ميزانية الاستثمار مما من شأنه أن يؤثر على فرض النمو وإحداث مناصب التشغيل. وقال إن المشروع لا يرقى إلى الطموحات في ظل الوضعية "السيئة" التي توجد عليها قطاعات حيوية من قبيل الصحة والتعليم والسكن والتي تعرف في رأيه "تراجعا" مقارنة مع ما تحقق في السابق، داعيا الحكومة إلى الاجتهاد وعدم الاكتفاء بتقديم التبريرات والتركيز فقط على صندوق المقاصة. واعتبر أن ما يزيد من تأزيم الوضعية هو أن نسبة إنجاز الاستثمارات لم تتجاوز 40 في المائة. وأشار إلى أنه تم من خلال مشروع قانون المالية اللجوء إلى الخيار السهل المتمثل في المس بالقدرة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة "في الوقت الذي كان يتعين فيه على الحكومة معالجة التملص الضريبي"، مشيرا في هذا السياق إلى تقليص عدد مناصب الشغل من 26 ألف منصب في قانون المالية السابق إلى 17 ألف في المشروع الحالي وإلى تراجع تحويلات الدولة لصندوق التنمية الاجتماعية ولصندوق التنمية القروية. وانتقد السيد مضيان أيضا الإجراء المتعلق بفرض الضريبة على القطاع الزراعي، والإجراءات التي من شأنها أن تجمد الترقيات والتشغيل، و"غياب أجندة لتحريك عجلة الحوار الاجتماعي مع النقابات" مشيرا إلى أن هذه القرارات من شأنها أن "تهدد السلم الاجتماعي الذي يشكل عنصر قوة بالنسبة للمغرب". وطالب السيد مضيان الحكومة بتنزيل ما تضمنه المخطط التشريعي وبصفة خاصة القوانين التنظيمية المكملة للدستور وذلك وفق مقاربة تشاركية وبتجسيد شعار الحكومة في مجال محاربة الريع والفساد وحماية المال العام.
libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدالة والتنمية يصف مضمون مشروع قانون المالية بالتنموي العدالة والتنمية يصف مضمون مشروع قانون المالية بالتنموي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الحوت

GMT 22:05 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

معتقدات خاطئة عن الولادة القيصرية

GMT 05:52 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تألّق إيسكرا خلال "Beautycon" في لوس أنجلوس

GMT 06:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرونة المهبل" تُسهّل ممارسة العلاقة الجنسية

GMT 04:38 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار أزياء جديدة من "النمط الشعبي" مستوحاة من الأباجورة

GMT 13:53 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الإمارات تكشف الستار عن أول روبوت مساعد "معلم المستقبل"

GMT 17:16 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

أسباب آلام وتقلصات البطن المبكرة وقت الحمل

GMT 21:54 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أعداد محبي "الجولف" القادمين من الخليج في أيرلند

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 10:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المهرجان القومي للسينما يكرم الناقد والمخرج سيد سعيد

GMT 00:03 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجامعة" تعلن أماكن بيع تذاكر مباراة المغرب والكاميرون

GMT 09:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الآثار" ترد على أزمة إقامة حفلة زفاف في معبد الكرنك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya