السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه بكتابة رسالة حزينة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه بكتابة رسالة حزينة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه بكتابة رسالة حزينة

السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت
طرابلس ـ فاطمة سعداوي

كتب السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميليت، أخر مقالاته، بعنوان "عزيزتي ليبيا"، مودعًا منصبه برسالة يغلب عليها الحزن والرومانسية. وقال ميليت: "لقد مضى على صداقتنا عامان ونصف. لكن ها قـد حان الوقت لكي أغادر. فكما قالت جولييت لروميو (الفراق، يا لـَهُ من حـزن عـذب)، الوداعُ أمرٌ شاقّ، لكن يتوجب عليّ أن أمضي".

وعلى الرغم من أنه اعتبر التعرّف على ليبيا كان دائماً من دواعي سروره، لكنه لفت في المقابل إلى أنه لم يكن سهلاً، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى لم يكن متاحاً لي أن أضع قدمي في البلاد. وكوننا سفارة في المنفى فقد منعني ذلك من الالتقاء بالليبيين في ليبيا.

واعتبر ميليت أن عهد العقيد الراحل معمر القذافي، الذي حكم البلاد لنحو أربعة عقود: شهد الكثير من الخلافات والمشكلات والكوارث. لكنه اعترف أيضاً بأن الآمال في مستقبل أفضل لليبيين بعد الإطاحة بالقذافي لم تتحقق، مضيفاً أنه كلما ازدادت معرفتي بك، زادت مشاركتي لك في مشاعر الإحباط جرّاء ذلك.

ورأى ميليت أن ليبيا تحتاج في المستقبل إلى تطور وليس إلى ثورة، موضحاً أن بناء الدولة من القاع إلى القمة سيستغرق وقتاً، ويتطلب أن يتكـوّن لدى الليبيين الإحساس بوحدة الهدف، والرغبة في التنازل من أجل الصالح العام للشعب.

ورأى ميليت أنه من المحزن جداً أن الاتفاق السياسي الليبي لم يتم تطبيقه كما يجب، في إشارة إلى اتفاق الصخيرات المبرم في المغرب برعاية بعثة الأم المتحدة عام 2015. مشيراً إلى أن ثمة مواد تم إهمالها وتواريخ لم يتم الالتزام بها. ومع ذلك، فقد اعتبر ميليت أن هذا الاتفاق يظل هو الإطار المجدي الوحيد لحل الأزمة في ليبيا.

وفيما بدا كما لو أنه انتقاد لاعتزام البعثة الأممية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا قبل نهاية العام الحالي، قال السفير البريطاني: الآن أسمع كلاماً عن انتخاباتٍ مبكرة... لكن من دون الترتيبات المناسبة، فإن الانتخابات لن تمثل حلاً سهلاً أو سريعا للأزمة، معتبراً أن عملية تسجيل الناخبين ستستغرق وقتاً، والترتيبات الأمنية ستتطلب تجهيزاً دقيقاً، وسيكون من الضروري إصدار قانون للانتخابات، مشدداً على أنه سيكون من الحتمي إجراء مصالحة سياسية أكبر، حتى يمكن للنتائج أن توحّد البلاد بدل تقسيمها، وحتى يقبل كل المشاركين بالنتائج.

ورداً على انتقادات له ولبلاده بالتدخل في الشأن الداخلي الليبي، قال ميليت: لم تفتأ الأساطير حول المؤامرات البريطانية ضد ليبيا أن تثير دهشتي. لكن جميعها كلام فارغ بالطبع. والمزاعم بأن الحكومة البريطانية تدعم الإرهاب والتطرف، أو الإخوان المسلمين، أو أنها تريد تقسيم البلاد أو نهب ثروة ليبيا، كلها من نسج الخيال وليست حقائق

واستطرد ميليت موضحاً: "الرسالة الجوهرية التي داومتُ على تكريرها باستمرار هي أن القرارات الخاصة بمستقبلك يعود تقريرها لكِ أنتِ، وليس للمجتمع الدولي". واختتم بيتر رسالته مخاطباً ليبيا بقوله "الفراق أمرٌ صعب، وأنا أُقـدِمُ عليه بحزنٍ يغمرُ قلبي. سوف أواصل متابعة تقدمك، وكلي يقين بأن لديك الكثير من الأصدقاء في بريطانيا وحول العالم، الذي يريدون مساعدتك. أتمنى لكِ كل التوفيق في المستقبل".

وكان ميليت قد تعرض لانتقادات لاذعة من أحد الشباب خلال اجتماع عقده مؤخراً في ليبيا، حيث اتهم بالتدخل في شؤون ليبيا، والضرب بعرض الحائط مواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن في هذا الصدد. وتولى ميليت منصب سفير بريطانيا لدى الأردن عام 2011، كما تولى مناصب عدة في السلك الدبلوماسي البريطاني منذ انضمامه عام 1974، من بينها مدير الأمن في وزارة الخارجية البريطانية.

وتحدثت مصادر صحافية عن احتمال تعيين الخارجية البريطانية لفرانك بيكر، سفير بريطانيا السابق في العراق والكويت، سفيراً جديداً لدى ليبيا، خلفاً لميليت الذي انتهت مهمته.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه بكتابة رسالة حزينة السفير البريطاني لدى ليبيا يودع منصبه بكتابة رسالة حزينة



GMT 22:05 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربعينية من ذوي الاحتياجات الخاصة تتعرض لتعنيف بطرامواي سلا

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة الجنايات تقضي بالمؤبد لقاطع رأس شابة بواد إفران

GMT 21:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل محاكمة شبكة تزوير الجنسية المغربية بسبب "المُترجم"

GMT 07:29 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف غامض لبنما من الصحراء المغربية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الحوت

GMT 22:05 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

معتقدات خاطئة عن الولادة القيصرية

GMT 05:52 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تألّق إيسكرا خلال "Beautycon" في لوس أنجلوس

GMT 06:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرونة المهبل" تُسهّل ممارسة العلاقة الجنسية

GMT 04:38 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار أزياء جديدة من "النمط الشعبي" مستوحاة من الأباجورة

GMT 13:53 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الإمارات تكشف الستار عن أول روبوت مساعد "معلم المستقبل"

GMT 17:16 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

أسباب آلام وتقلصات البطن المبكرة وقت الحمل

GMT 21:54 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أعداد محبي "الجولف" القادمين من الخليج في أيرلند

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 10:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المهرجان القومي للسينما يكرم الناقد والمخرج سيد سعيد

GMT 00:03 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجامعة" تعلن أماكن بيع تذاكر مباراة المغرب والكاميرون

GMT 09:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الآثار" ترد على أزمة إقامة حفلة زفاف في معبد الكرنك

GMT 00:31 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنى العليان أوَّل رئيسة بنك في المملكة السعودية

GMT 11:54 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

الوالي يتفقّد أوراش الحاضرة المتجددة فى مراكش

GMT 10:10 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

"تجرّأ" مبادرة شبابية للرقص في شوارع مدينة اللاذقية

GMT 03:01 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة أيتن عامر تقدم شخصية محامية لأول مرة في "خلاويص"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya