ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية

ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات
برلين - المغرب اليوم

موضوع الإسلام والهجرة حاضران بقوة في النقاشات السياسية للأحزاب الألمانية المتنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فكيف يوظف كل حزب هاتين الورقتين لكسب المزيد من الأصوات؟ وهل يشكل صعود حزب البديل من أجل ألمانيا تهديدا للمسلمين والأجانب المقيمين بألمانيا؟

تأتي الانتخابات البرلمانية الألمانية المقررة في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري في سياق مختلف تماماً عن سابقاتها. فهي أول انتخابات برلمانية بعد موجة اللاجئين التي شهدتها ألمانيا قبل سنتين، وما رافق ذلك من ردود فعل مختلفة في المجتمع الألماني، من بينها ظهور حركات مناهضة للاجئين والمسلمين مثل حركة بغيدا (القوميون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب).

وبشكل غير مسبوق في تاريخ ألمانيا الحديث، نجح حزب يميني شعبوي أيضا في تبوؤ مكانة متقدمة في المشهد الانتخابي الألماني، وهو حزب البديل من أجل ألمانيا. فهذا الحزب الجديد، الذي تأسس سنة 2013، يحتل المركز الثالث في استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات، بعد الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة مارتن شولتس.

حزب البديل من أجل ألمانيا غيّر توجهاته الأساسية فتحول من معارضة سياسة إنقاذ اليورو، التي اتبعتها ألمانيا مع اليونان وغيرها من البلدان الأوروبية المتضررة من الأزمة الاقتصادية، إلى التركيز على المهاجرين والإسلام والمطالبة بإغلاق أبواب ألمانيا في وجه اللاجئين. ويؤكد الحزب في برنامجه الانتخابي على أن الإسلام "لا ينتمي إلى ألمانيا". ويطالب بمنع ارتداء الحجاب في الوظائف العمومية. ويقول أيضا إنه يجب منع الحجاب في المؤسسات التعليمية وحظر النقاب كليا في الأماكن العامة. علاوة على ذلك، يطالب بحظر المآذن وصوت الآذان، بالإضافة إلى منع تدريس الإسلام في المؤسسات الحكومية.

وفي شرق ألمانيا، حيث نسبة البطالة أكثر ارتفاعا من غيرها، ظهرت في العامين الأخيرين حركة مناهضة للمهاجرين والمسلمين عرفت باسم "بيغيدا". وقامت هذه الحركة بتنظيم مظاهرات بشكل مستمر للمطالبة بقوانين أكثر تشددًا فيما يتعلق باستقبال المهاجرين، خاصة المسلمين منهم. لكن بالمقابل كانت تخرج مظاهرات مضادة يفوق عددها عدد حركة "بيغيدا"، تؤكد أن ألمانيا بلد منفتح على كل الثقافات، ويضمن حرية الاعتقاد لكل شخص كيفما كان دينه أو جنسه. فهل يمكن القول إن المناخ السياسي والاجتماعي الحالي في ألمانيا يشهد فعلا تصاعدا لموجة العداء ضد المسلمين والمهاجرين بشكل عام؟

تزايد موجة العنصرية

الخبير في قضايا الاندماج ومستشار وزير الداخلية الألماني في مؤتمر الإسلام، سامي شرشيرة، يرى فعلا أن موجة العداء ضد العرب والمسلمين في ألمانيا في تصاعد، ويقول في حوار مشترك أجرته معه DW عربية وموقع هسبريس المغربي وموقع التحرير المصري: "للأسف لم تفلح الأحزاب الألمانية الرئيسية في الحيلولة دون دخول حزب البديل من أجل ألمانيا إلى البرلمان المقبل، فاستطلاعات الرأي تقول إن الحزب سيحصل على أكثر من عشرة في المائة من الأصوات في الانتخابات المقبلة".

ويرى شرشيرة أن هذا الحزب يشكل تهديدا مباشرا للمسلمين والمهاجرين، خاصة أن من أساسيات برنامجه الانتخابي تضييق الحريات على المسلمين ومنع اللاجئين من دخول البلاد.

 

ويضيف الخبير الاجتماعي أن "هناك مؤشرا آخر على خطورة هذا الحزب وتأثيره على المناخ العام بالنسبة للمسلمين، فهو يدفع الأحزاب الأخرى إلى تشديد مواقفها تجاه المهاجرين حتى لا تخسر بعض الأصوات لصالح حزب البديل".

وقدم شرشيرة مثالا عن التمييز الذي بدأ يتعرض له المهاجرون في ألمانيا، حيث يقول إن "ثلاثمائة طالب مغاربي منعوا من الالتحاق بالجامعات الألمانية، بالرغم من توفرهم على جميع الشروط المطلوبة".

ويوضّح شرشيرة أحد الأسباب التي تغذي الأجواء العدائية ضد المهاجرين في ألمانيا بالقول إن "هناك ملايين من الألمان الشرقيين يعانون بدورهم من مشاكل اجتماعية واقتصادية بعد توحيد ألمانيا الغربية والشرقية، ولم يتمكنوا بأنفسهم من الاندماج بشكل كامل في المجتمع الألماني. ففي شرق ألمانيا مظاهر العنصرية تظهر بشكل يومي تقريبا. وهذا الأمر يؤدي إلى تغيير ملامح البلاد في الوقت الحالي وربما بشكل أكبر في المستقبل".

وإذا كان الخبير الألماني من أصول مغربية يجزم بتنامي ظاهرة العداء ضد الأجانب والمسلمين في ألمانيا، خاصة في شرق البلاد، فكيف ينظر المسلمون والمهاجرون أنفسهم إلى الموضوع؟

داخل مقهى شعبي بحي إيلر شتراسه أو الحي المغاربي، كما يسمى هنا في مدينة دوسلدورف الألمانية، يجلس شاب مغربي في عقده الثالث، يقول: "بالنسبة إلي، لم أتعرض قط لعمل أو سلوك عنصري. زوجتي ألمانية وأشتغل طوال اليوم إلى جانب الألمان، وأعامل باحترام، ولم أشعر بأي فرق في الآونة الأخيرة".

 

غير أن شابة فلسطينية، مقيمة في مدينة بون، لها رأي آخر، إذ اعتبرت في تصريح لـ DW عربية ولموقع هسبريس المغربي وموقع التحرير المصري أنها تعاني من مضايقات أحيانا في وسائل النقل العمومية بسبب ارتدائها الحجاب، مؤكدة أن مظاهر العنصرية تزايدت بعد الأحداث الإرهابية الأخيرة. وتطالب الشابة العشرينية بعدم وضع المسلمين في خانة واحدة مع المتطرفين والإرهابيين.

 

الأحزاب الألمانية الرئيسية وحريات المسلمين

أما بخصوص موقف الأحزاب الألمانية الكبرى، وفي مقدمتها الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، ومنافسها زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، من الأصوات المناهضة للمسلمين والأجانب، فهي واضحة وترفض التضييق على حرياتهم. فقد أعلنت المستشارة الألمانية موقف حزبها من الشعارات التي يطلقها حزب البديل من أجل ألمانيا صراحة. وأكدت أن حرية العقيدة مكفولة في الدستور الألماني. كما قالت أكثر من مرة إن الإسلام جزء من ألمانيا.

وزادت المستشارة على ذلك، قبل أيام من إجراء الانتخابات، بأنه في حال فوزها ستضمن بأن لا يتم وضع حد سنوي أقصى للاجئين يبلغ مائتي ألف لاجئ فقط.

ويتفق زعيم الحزب الاشتراكي، مارتن شولتس، مع هذا الطرح، لكن بصورة مختلفة، حيث دعا إلى حل أزمة اللاجئين في نطاق الاتحاد الأوروبي، وهو بذلك يريد أن يرمي الكرة في ملعب أوسع من ألمانيا. وقال بهذا الخصوص: "ما نحتاج إليه هو قانون أوروبي للهجرة واللاجئين، وقد أظهرت لنا الأزمة أنه لا يمكن حلها على الصعيد الوطني فحسب، بل لا بد من حلها أوروبيا".

بدوره، رفض الحزب المسيحي الاجتماعي، شريك ميركل في التحالف الانتخابي، دعوات البديل من أجل ألمانيا، لكنه طالب بحد أقصى لدخول اللاجئين كل عام. ومن قبله بدأ حزب الخضر منذ فترة انتهاج سياسة التنوع في محاولة لدمج اللاجئين، وهو ما يعني أن البديل من أجل ألمانيا يقف وحيدا وربما معزولا بسبب دعواته المتشددة.

تجدر الإشارة إلى أن عدد المسلمين في ألمانيا يقدر بحوالي خمسة ملايين شخص، من بينهم أكثر من مليونين يحق لهم التصويت، وهي نسبة ليست بالكبيرة في ألمانيا، التي يتجاوز عدد سكانها الثمانين مليون نسمة، إلا أن المسلمين في هذا البلد الأوروبي يمكنهم، من خلال توحيد مواقفهم واندماجهم الفعلي في المجتمع الألماني، المساهمة في تغيير انطباع الكثيرين عنهم، وبالتالي قطع الطريق أمام المجموعات والأحزاب اليمينية الشعبوية، التي ترغب في ركوب موجة اللاجئين والإسلام والإرهاب، من أجل تحقيق مكاسب انتخابية ولو على حساب قيم التعايش والمساواة، التي جعلتها ألمانيا مبادئ أساسية في دستورها منذ عقود طويلة

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية ملفات اللجوء والإسلام تهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية



GMT 22:05 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربعينية من ذوي الاحتياجات الخاصة تتعرض لتعنيف بطرامواي سلا

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرفة الجنايات تقضي بالمؤبد لقاطع رأس شابة بواد إفران

GMT 21:45 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تأجيل محاكمة شبكة تزوير الجنسية المغربية بسبب "المُترجم"

GMT 07:29 2019 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف غامض لبنما من الصحراء المغربية

لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الحوت

GMT 22:05 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

معتقدات خاطئة عن الولادة القيصرية

GMT 05:52 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تألّق إيسكرا خلال "Beautycon" في لوس أنجلوس

GMT 06:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرونة المهبل" تُسهّل ممارسة العلاقة الجنسية

GMT 04:38 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار أزياء جديدة من "النمط الشعبي" مستوحاة من الأباجورة

GMT 13:53 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الإمارات تكشف الستار عن أول روبوت مساعد "معلم المستقبل"

GMT 17:16 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

أسباب آلام وتقلصات البطن المبكرة وقت الحمل

GMT 21:54 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أعداد محبي "الجولف" القادمين من الخليج في أيرلند

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 10:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المهرجان القومي للسينما يكرم الناقد والمخرج سيد سعيد

GMT 00:03 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجامعة" تعلن أماكن بيع تذاكر مباراة المغرب والكاميرون

GMT 09:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الآثار" ترد على أزمة إقامة حفلة زفاف في معبد الكرنك

GMT 00:31 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنى العليان أوَّل رئيسة بنك في المملكة السعودية

GMT 11:54 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

الوالي يتفقّد أوراش الحاضرة المتجددة فى مراكش

GMT 10:10 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

"تجرّأ" مبادرة شبابية للرقص في شوارع مدينة اللاذقية

GMT 03:01 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة أيتن عامر تقدم شخصية محامية لأول مرة في "خلاويص"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya