وجدة ـ إبن عيسى
ألغى زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، زيارة كان يعتزم القيام بها، السبت، لإسبانيا، لحضور ندوة، نظمها اللوبي الإسباني المساند لفكرة الانفصال، يومي 19 و20 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، وذلك تجنبًا للمثول أمام قاضي التحقيق، خوسي ماتا، الذي وجه إليه استدعاءً للمثول أمام المحكمة، السبت، بصفته متهمًا، بعد تقديم شكوى ضده، وضد أعضاء آخرين في "البوليساريو"، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم التعذيب، والإبادة الجماعية، والاحتجاز. واضطرت قيادة الانفصاليين إلى إيفاد خطري أدوه، رئيس ما يسمي بـ"المجلس الوطني الصحراوي"، لتمثيل الجبهة، في الندوة، التي انعقدت في مدينة برشلونة.
وأصدرت المحكمة الوطنية، وهي أعلى هيئة جنائية في إسبانيا، أخيرًا، مذكرة اعتقال دولية بحق "غالي"، في ظل تخوف "البوليساريو" من اعتقال زعيمها، إذا رفض المثول أمام القضاء الإسباني. وكشفت مصادر مطلعة عن أن اجتماعات سرية نُظمت، طيلة الأسبوع الماضي، في مخيمات لحمادة، وفي العاصمة الجزائرية، حاولت البحث عن معطيات تتعلق بما كان يجري في العاصمة الإسبانية من ترتيبات، تمهد لاعتقال زعيم الجبهة، بعد شكاوى قدمتها جمعيات حقوقية، وأفراد، تتهمه بارتكاب جرائم الإبادة، حيث أكدت المحكمة أن المتهم مطلوب للتحقيق، في جرائم ضد الإنسانية، في مخيمات تندوف، تتعلق بالقتل، والتعذيب، والاختفاء القسري، والإرهاب، والاعتقال غير القانوني.
ويذكر أن المنظمة الدولية للدفاع عن حريات وحقوق مغاربة العالم عبرت عن ارتياحها، للرد الصادر عن المحكمة الإسبانية، مؤكدة، في بيان لها، أن تهم الاغتصاب، والحجز القسري، والتعذيب، هي تهم حقيقية، ومثبتة لدى المحكمة الجنائية الدولية، موضحة أن إلغاء "غالي" لزيارته لبرشلونة، بعدما علم بالدعوى القضائية، التي رفعتها ضده المنظمة المغربية، يعد تأكيدًا صريحًا، واعترافًا ضمنيًا بما قام به من جرائم، ضد الصحراويين في تندوف.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر