وزارة الأوقاف الجزائرية تُخطّط للسيطرة الكاملة على المساجد
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وزارة الأوقاف الجزائرية تُخطّط للسيطرة الكاملة على المساجد

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وزارة الأوقاف الجزائرية تُخطّط للسيطرة الكاملة على المساجد

وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى
الجزائر - خالد الشاهين

تُواجه وزارة الشؤون الدينية في الجزائر مقاومة شديدة بشأن تنصيب أئمة تابعين لها في عشرات المساجد من طرف من يطلقون على أنفسهم "سلفيين"، يفرضون سيطرة كاملة على كثير من المساجد، وهو ما دفع وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى إلى مناشدتهم مؤخرا بـ"الابتعاد عن الغلو، والتقيد بمنهج أعلام الدين الجزائريين".

وذكر مصدر حكومي لـ"الشرق الأوسط" أن رئيس الوزراء أحمد أويحي طلب من الوزير عيسى إيفاد مفتشي الوزارة إلى كل المساجد في البلاد، وإعداد تقارير مفصلة عن الظروف السائدة بداخلها، خصوصا طريقة تسييرها وجمع الأموال بها، وإجراء تحقيق عن مسيريها إن كانوا غير معينين من طرف الوزارة. كما طلب أويحي، حسب المصدر ذاته، أن يكون التقرير جاهزا بنهاية الشهر المقبل، لأن الحكومة عازمة على مسح آثار ممارسات السلفيين بالمساجد في شهر رمضان.

وأضاف المصدر موضحا أن "الحكومة تريد أن تسود المرجعية الدينية الجزائرية في المساجد، وسد الباب أمام ما يأتينا من مذاهب وطوائف غريبة عن مجتمعنا".

وجاء تحرك الحكومة على إثر "معركة" شهدها مسجد في مدينة الرغاية بالضاحية الغربية للعاصمة الأسبوع الماضي، وذلك عندما وقعت مشادات بين سلفيين من أبناء المدينة، وإمام تسلم مهامه حديثا بقرار وزاري.

وأظهر رافضو "الإمام الحكومي" تصميما على أن يكون إمام المسجد واحدا منهم، بحجة أنهم هم الذين بنوا فضاء العبادة بأموالهم الخاصة وأموال سكان المدينة، وبالتالي فهم أحق بإدارة شؤونه، حسب رأيهم. لكن أصل المشكلة، حسب تحريات الشرطة، هو أن السلفيين رفضوا الإمام بسبب عدم رضاهم على مرجعيته الدينية.

وعاشت عدة مدن أحداثا مشابهة، وقف وراءها في غالب الأحيان أتباع الشيخ محمد علي فركوس، المعروف بـ"إمام السلفية"، وهو أستاذ بكلية الشريعة والعلوم الإسلامية في العاصمة، له أنصار في كل المساجد تقريباً، ومتابعون بعشرات الآلاف لموقعه الإلكتروني الذي ينشر به كل أسبوع "رأياً شرعياً" في قضية مطروحة.

وإن كانت السلطات منزعجة من فركوس لأنه أقام "دولة داخل دولة"، من خلال محاولة فرض مرجعية دينية "أجنبية" في نظر الحكومة، بينما هي تريدها "محلية"، فهي تتحاشى التصدي له طالما أنه ينادي بعدم تغيير النظام "اتقاءً للفتنة وحقناً للدماء". وهذا الموقف بالذات هو مصدر خلاف كبير بينه وبين قطاع من أنصار التيار الإسلامي.

وحول استفحال ظاهرة "السلفية" بالمساجد صرح الوزير عيسى مؤخرا بأن "اتخاذ السلفية كمنهج خاص ينفرد به الإنسان، ويضلل من خالفه من المسلمين، ولو كانوا على حقٍّ، واتخاذ السلفية كمنهج حزبي، فإن هذا يخالف السلفيَّة بلا شكّ".

وحسب عيسى فإن "السلف كلهم يدعون إلى الإسلام، والالتئام حول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله سلم، ولا يضللون من خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، حيث يرون أن من خالف فيها فهو ضال. أما المسائل الأخرى فإنهم يخففون فيها كثيرا".

وأضاف عيسى موضحا أن "بعض من انتهج السلفية في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه، ولو كان الحق معه، واتَّخذها بعضهم منهجا حزبيا كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام، وهذا هو الذي ينكر ولا يُمكن إقراره"، مبرزا أن "السلفية بمعنى أن تكون حزبا خاصّا له مميزاته ويُضلِّل من سواهم: نقول إن هؤلاء ليسوا من السلفية في شيء... السلفية هي اتباع منهج السلف عقيدة وقولا وعملا وائتلافا واتفاقا وتراحما وتوادا".

من جهته، قال عدة فلاحي، وهو باحث في الشؤون الإسلامية، إن "الشيخ فركوس يتحدى وزير الشؤون الدينية والمجلس الإسلامي الأعلى، لكن السؤال هو هل ستتحرك المؤسسة الدينية الرسمية إزاء هذا الاستفزاز، أم تبقى في موقف المتفرج، الذي يتحدث ولا يفعل؟ هذا هو الرهان الأكبر، الذي فشلت فيه المؤسسة الدينية طوال عقدين من الزمن".​

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزارة الأوقاف الجزائرية تُخطّط للسيطرة الكاملة على المساجد وزارة الأوقاف الجزائرية تُخطّط للسيطرة الكاملة على المساجد



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 03:04 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم يتألّقون بملابس مُميّزة في حفلةEvening Standard""

GMT 00:13 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

10 أفلام سعودية في «مهرجان مالمو للسينما العربية»

GMT 07:25 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم الوجهات السياحية في بلدان العالم لعام 2019

GMT 13:33 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تمارين خاصة لحارس المنتخب المحلي عبدالعلي المحمدي

GMT 23:51 2020 الجمعة ,07 شباط / فبراير

صعود دون التوقعات لصادرات ألمانيا خلال ديسمبر

GMT 21:53 2019 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

نرويجي يفعلها ويصطاد "السمكة الديناصور"

GMT 09:28 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

سر "احمرار شفاه" سيرين عبدالنور في "الهيبة"

GMT 20:30 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

العثور على جثتين مشوهتين في الحسيمة

GMT 10:23 2019 الخميس ,07 آذار/ مارس

تعرف على طريقة تنظيف الفرن الكهربائي

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "بروفة" فستان زفاف بريانكا تشوبرا يكشفها رالف لورين

GMT 09:21 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

كفى بالسلامة داء

GMT 07:15 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

تجربة تكشف مستقبل رياضة الغوص لرؤية سمك القرش

GMT 06:41 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

استمتع بقضاء أمتع الأوقات بمحميّة "ثاندا سافاري"

GMT 13:05 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجوم الغولف يتألقون على الملعب الجديد في نادي دبي هيلز

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالة ساحرة لـ"بيلا حديد" خلال حملةدار "فيرساتشي"

GMT 21:10 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء رحلات جوية في مطار الرباط بسبب "الضباب"

GMT 03:41 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب ارتفاع أسعار بعض حقائب اليد لأكثر من 100 ألف جنيها

GMT 23:07 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"الأرصاد"تؤكد تساقطات مطرية وثلجية على المغرب الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya