ذبح راع يؤجج الشعور بالتهميش لدى سكان مناطق تونسية نائية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ذبح راع يؤجج الشعور بالتهميش لدى سكان مناطق تونسية نائية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ذبح راع يؤجج الشعور بالتهميش لدى سكان مناطق تونسية نائية

مراسم دفن الراعي مبروك السلطاني في منطقة سيدي بوزيد
تونس – المغرب اليوم

أجج اقدام جهاديين على ذبح فتى راع بمنطقة جبلية نائية وفقيرة وسط غرب تونس شعور سكان المناطق الريفية في البلاد بالتهميش الاجتماعي والاقتصادي.

وفي  13  تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، ذبح جهاديون قرب جبل مغيلة (وسط غرب) مبروك السلطاني (16 عاما) الذي كان يرعى الغنم مع شكري ابن عمه (14 عاما) ووضعوا رأسه في كيس سلموه للأخير وطلبوا منه إيصاله الى عائلته.

وعندما عاد شكري إلى المنزل ومعه الرأس المقطوعة كانت الصدمة كبيرة في "دوار سلاطنية".

وتتبع هذه القرية معتمدية جلمة من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) التي انطلقت منها شرارة الثورة التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس الدكتاتور زين العابدين بن علي.

وندد سكان دوار سلاطنية بتأخر تدخل قوات الامن والجيش إثر ذبح الراعي مبروك.

واضطرت عائلة الراعي المقتول للاحتفاظ برأسه المقطوعة ليلة كاملة في ثلاجة المنزل في انتظار قوات الامن التي حلت في اليوم التالي.

وقال محمد (20 عاما) شقيق مبروك لتلفزيون "نسمة" التونسي الخاص "اتصلنا بهم الساعة الخامسة بعد الظهر فقالوا لنا +لن نصعد + (الى الجبل). لماذا؟ هل انتم خائفون؟" 

واضاف محمد "لاول مرة في التاريخ تبيت رأس إنسان ليلة في الثلاجة وبقية جثته في الجبل (..) أيُعقل هذا؟ أين (قوات) الأمن؟ أين الجيش؟".

وغداة ذبح مبروك السلطاني، جازف افراد من عائلته بالصعود الى الجبل بحثا عن جثته التي وجدوها وكلاب الراعي تحرسها.

 

- تدخل "متأخر شيئا ما"-

وأقر رئيس الحكومة الحبيب الصيد بأن تدخل قوات الامن والجيش كان "متأخرا شيئا ما".

وقال في مقابلة مع تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص ان التدخل كان ""متأخرا شيئا ما. هذا صحيح ولا ننكره، لكن (التأخير كان) لأسباب موضوعية وأمنية وتكتيكية".

وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، تبنت "كتيبة عقبة بن نافع" المجموعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قتل اثنين من رعاة الغنم في منطقة جبلية بولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر. وقالت الكتيبة ان الراعييْن كانا "يتجسسان على الجهاديين" لحساب قوات الامن والجيش التي تتعقب الجهاديين.

وحذرت المجموعة في شريط فيديو نشرته على الانترنت "الرعاة وحراس الغابات من مغبة التعاون مع الطواغيت (الشرطة والجيش) والتبليغ عن المجاهدين" مهددة بقتل كل "جاسوس (..) يتعاون ويبلّغ عن المجاهدين".

وكانت تلك اول مرة تتبنى فيها مجموعة جهادية قتل مدنيين في تونس.

 وقال الحبيب الصيد ان الراعي مبروك السلطاني "لم تكن له علاقة بالأمن أو الجيش الوطني" وأن "الارهابيين" الذين سرقوا بعضا من رؤوس أغنامه قتلوه لانه تصدى لهم.

والأحد قتل جندي و3 جهاديين بجبل مغيلة في اشتباكات مسلحة  بين الجيش و"الارهابيين" الذين قتلوا الراعي مبروك السلطاني وفق وزارة الدفاع.

والسبت الماضي، تحول وزير الداخلية ناجم الغرسلي الى دوار سلاطنية مرفوقا بتعزيزات امنية وعسكرية في مشهد أغضب الأهالي المستائين من تأخر تدخل قوات الامن والجيش.

وطلب بعض الأهالي من الوزير تسليحهم حتى يحموا انفسهم من الجهاديين.

وبعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام بن علي تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة خططت وفق السلطات لإقامة "أول إمارة اسلامية في شمال افريقيا" بتونس.

وحتى اليوم قتلت هذه المجموعات عشرات من عناصر الأمن والجيش. 

وفي 2015 قتل 59 سائحا اجنبيا في هجومين على متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس، وفندق بولاية سوسة (وسط شرق) تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

 

--خارج التاريخ--

وأجج ذبح الراعي مبروك شعور سكان دوار سلاطنية ومناطق مماثلة في تونس بالتهميش.

وبعد مضي خمس سنوات على الثورة التي اندلعت للمطالبة بالتشغيل وتحسين ظروف العيش لا تزال البطالة والفقر عند نسب مرتفعة في تونس.

وقال عماد (32 عاما) ابن عم مبروك لفرانس برس ""نحن نعيش خارج التاريخ".

وفي مقابلة مع تلفزيون نسمة روى نسيم ابن عم مبروك المعاناة اليومية لسكان دوار سلاطنية قائلا "نحن نعيش على الحشائش (التي تنبت في الجبل) ونأتي بالماء من الجبل، واليوم في الجبل ارهابيون، من أين سأشرب؟ سأموت إما من العطش او الجوع او الارهاب".

وتساءل بمرارة "لماذا مات مبروك؟ لأنه يعيش من الجبل".    

وقال "نحن مستهدفون في كل لحظة" محذرا من سهولة "شراء" الجهاديين لشباب المنطقة "المهمش والأمي والعاطل" عن العمل.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذبح راع يؤجج الشعور بالتهميش لدى سكان مناطق تونسية نائية ذبح راع يؤجج الشعور بالتهميش لدى سكان مناطق تونسية نائية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 16:17 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الحوت

GMT 22:05 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

معتقدات خاطئة عن الولادة القيصرية

GMT 05:52 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تألّق إيسكرا خلال "Beautycon" في لوس أنجلوس

GMT 06:07 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرونة المهبل" تُسهّل ممارسة العلاقة الجنسية

GMT 04:38 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

أفكار أزياء جديدة من "النمط الشعبي" مستوحاة من الأباجورة

GMT 13:53 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الإمارات تكشف الستار عن أول روبوت مساعد "معلم المستقبل"

GMT 17:16 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

أسباب آلام وتقلصات البطن المبكرة وقت الحمل

GMT 21:54 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أعداد محبي "الجولف" القادمين من الخليج في أيرلند

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 10:11 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

المهرجان القومي للسينما يكرم الناقد والمخرج سيد سعيد

GMT 00:03 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الجامعة" تعلن أماكن بيع تذاكر مباراة المغرب والكاميرون

GMT 09:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

"الآثار" ترد على أزمة إقامة حفلة زفاف في معبد الكرنك
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya