المعارض اليوسفي ينشر مذكراته بعد طول انتظار
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

المعارض "اليوسفي" ينشر مذكراته بعد طول انتظار

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المعارض

الملك الراحل الحسن الثاني
الرباط - المغرب اليوم

طُبعت مذكرات أحد أبرز معارضي الملك الراحل الحسن الثاني، بعد ترقب وانتظار والذي قاد تجربة دخول اليسار المعارض للحكومة عام 1997 بصفة وزير أول عبد الرحمن اليوسفي، وينتظر تقديمها الخميس المقبل في حفلة يحضرها ضيوف من داخل المغرب وخارجه، ويتضمن الجزء الأول من "أحاديث فيما جرى" الذي جاء في 240 صفحة شذرات من سيرة اليوسفي كما رواها لكاتبها الحقوقي مبارك بودرقة، ويتوزع البوح على خمسة فصول تتناول النشأة الأولى، وهيئات الحركة الوطنية، والمعارضة، وقيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئاسة الحكومة، فيما يحتوي الجزءان الثاني والثالث خمسة ملاحق تتطرق إلى مواقف وأحداث خاصة والخطابات التي ألقاها اليوسفي خلالها.

و أكد اليوسفي وفق ما نقلته الجزيرة على موقعها الرسمي مرة أخرى في هذا البوح أنه كما قال عنه صديقه الأخضر الإبراهيمي "الشخص الذي يلوي لسانه سبع مرات قبل أن يتكلم على الرغم من التشويق الذي واكب الإعلان عن هذه المذكرات لكونها ستتطرق إلى روايته بعض الأحداث المهمة من تاريخ المغرب الحديث ".

و يقدم اليوسفي في مذكراته قناعته بشأن قضية اختطاف واغتيال الزعيم اليساري المهدي بن بركة في باريس، وهي القناعة التي تشكلت لديه -كما يقول- من خلال تتبعه الملف ومهمته منسقا لهيئة الدفاع وكشف في مذكراته تفاصيل مثيرة عن علاقته بالحسن الثاني وسبب وقف محمد السادس تجربة التناوب وروى اليوسفي أنه في الوقت الذي فتح فيه الملك الحسن الثاني نافذة الحوار مع ممثلي الحركة الوطنية وأرسل ابن عمه لإقناع المهدي بن بركة بالعودة إلى المغرب للمساهمة في مشروع بناء المغرب الجديد في أبريل/نيسان 1965 كان وزير الداخلية آنذاك الجنرال أوفقير يعقد لقاءات سرية للتخطيط لاختطاف واغتيال بن بركة بالتنسيق مع من سماهم عصابة من القتلة وبعض المطلوبين لدى العدالة الفرنسية، وأشار اليوسفي في مذكراته إلى تورط أطراف دولية أخرى في ارتكاب الجريمة، منها عناصر من الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الأميركية.

كان وزير المال وقتها إدريس جطو هو مبعوث الملك الحسن الثاني إلى عبد الرحمن اليوسفي سنة 1997، ويقول اليوسفي في مذكراته إن المبعوث أخبره أن الملك اضطر لإلغاء مسلسل التناوب الذي أطلق سنة 1994 لإيمانه بأن التناوب الحقيقي لا يمكن أن يكون إلا مع من كانوا في المعارضة طوال العقود الماضية وبالضبط مع شخص عبد الرحمن اليوسفي وخلال استقباله في القصر الملكي في الرباط عام 1998 عرض الحسن الثاني على وزيره الأول المعين أن يضمن له الأغلبية لمدة أربع سنوات، وأن يختار من يشاء في فريقه الحكومي مع الاحتفاظ بإدريس البصري وزيرا للداخلية، وتعيين عبد اللطيف الفيلالي وزيرا للخارجية بسبب خبرتهما الطويلة في ملف الصحراء، خاصة أن مجلس الأمن قرر إجراء استفتاء في الصحراء قبل نهاية تلك السنة، ورحب اليوسفي ببقاء الوزيرين، وقبل مغادرته الاستقبال اقترح الحسن الثاني أن يلتزما أمام القرآن الكريم “على أن نعمل معا لمصلحة البلاد وأن نقدم الدعم لبعضنا البعض”.

ويحكي اليوسفي أن الملك محمد السادس استقبله بعد آخر مجلس وزاري لحكومته في 2 أكتوبر 2002 في مراكش، وأثنى على الجهود التي بذلها على رأس الوزارة الأولى وأضاف “في العديد من المرات عبرت عن رغبتك في إعفائك من هذه المسؤولية نظرًا لظروفك الصحية، و قررت تعيين إدريس جطو على رأس الوزارة الأولى”. ويقول اليوسفي إنه شكر الملك على تلبيته رغبته، وذكر له أن دستور 1996 يمنحه حق تعيين من يشاء بصفة وزير أول، لكن المنهجية الديمقراطية تقضي بتعيين الوزير الأول من الحزب الذي احتل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وهو حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ويضيف اليوسفي أن حبل التواصل بينه وبين الملك محمد السادس استمر إلى اليوم.

كان عبد الرحمن اليوسفي أول من استعمل مصطلح جيوب المقاومة، وفي مذكراته يعرف المصطلح بأنه يعني كل “من تمكن من بناء مصالح أثناء العهود السابقة أو لا يزال، ويرى في التغيير والتجديد تهديدا لمركزه الاقتصادي أو السياسي”.واعتبر اليوسفي أن وزير الداخلية آنذاك إدريس البصري كان أكبر مثال على جيوب المقاومة، لافتًا إلى أنه كان يرى في الاحتفاظ به وزيرا للداخلية في حكومته لكونه ماسكا بملف الصحراء أفضل من التحاقه بالديوان الملكي، لأنه سيصبح في موقع لن يتردد في استغلاله من أجل وضع عراقيل من شأنها تعقيد طرق الاتصال بالملك وبالتالي عرقلة النشاط الحكومي.

ومن هذه الممارسات يروي اليوسفي كيف اكتشف أجهزة تجسس وأخرى للتسجيل مزروعة في شقة بالرباط كان أعضاء الحزب وفروها له لإجراء استشاراته الأولى لتكوين حكومة التناوب التوافقي ليتم في الأخير التخلي عن الشقة واللجوء إلى أماكن أخرى.

ويحكي اليوسفي أن المعركة بشأن الإعلام كانت من أشرس المعارك التي تمت فيها المواجهة مع البصري الذي اتهم أيضًا بعرقلة تنظيم مؤتمر منظمة العفو الدولية في المغرب حينها.و كما عمل البصري على التشويش على عودة المعارض اليساري البارز أبراهام السرفاتي الذي ظل في أغلب مواقفه متشبثا بمبادئه مهما تطورت مواقفه السياسية.ويحكي اليوسفي أن البصري عمل دومًا على عرقلة أي مبادرة لإيجاد حل نهائي لملف حقوق الإنسان وضمنه ملف المنفيين، وفي نونبر 1999 قرر الملك محمد السادس إقالة وزير الداخلية إدريس البصري.

قبل يومين من وفاة الحسن الثاني يحكي اليوسفي أن الملك استقبل الرئيس اليمني وقتها علي عبد الله صالح ونظم مأدبة عشاء على شرفه، كان الملك خلال الحفل مرحًا ومتفائلًا جدًا بتطور الأمور على المستوى الوطني وعلى مستوى المنطقة العربية، خاصة المصالحة العربية والتطورات المحتملة في القضية الفلسطينية.

ويقول اليوسفي إن يوم وفاة الحسن الثاني كان من الصعب تحمله، خصوصا في تلك الساعات الطوال التي كانت مملوءة بالأمل ومشحونة بالألم، وكان من غريب الصدف أن المستشفى الذي توفي فيه الحسن الثاني هو نفس المستشفى الذي كان يرقد هو فيه قبل أسبوعين بعد إصابته بوعكة صحية خطيرة في الدماغ.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعارض اليوسفي ينشر مذكراته بعد طول انتظار المعارض اليوسفي ينشر مذكراته بعد طول انتظار



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 15:55 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 10:45 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج السرطان

GMT 17:37 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

" ابو العروسة " والعودة للزمن الجميل

GMT 01:48 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حسن الرداد يُوضِّح أنّ فيلمه الجديد قدَّمه بشكل مختلف

GMT 11:14 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج القوس

GMT 02:28 2019 السبت ,16 آذار/ مارس

أفكار جديدة وملفتة لديكورات ربيع 2019

GMT 01:55 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أميرة هاني تشارك في "قيد عائلي" مع ميرفت أمين

GMT 21:01 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

فافر يؤكد رغبته في الصدارة قبل مواجهة موناكو

GMT 01:11 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل الفنان المسرحي زياد أبوعبسي عن عمر ناهز 62 عامًا

GMT 01:51 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سماء الوطن العربى تشهد ذروة شهب الثوريات الجنوبية 2018
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya