زهرة صويبري توظف القراءة لمحاربة الهدر المدرسي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

زهرة صويبري توظف القراءة لمحاربة الهدر المدرسي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - زهرة صويبري توظف القراءة لمحاربة الهدر المدرسي

السيدة زهرة صويبري
الدار البيضاء - المغرب اليوم

جعلت السيدة زهرة صويبري، مديرة الثانوية الإعدادية الإمام البخاري بالرباط، من القراءة مشروعا طموحا للحد من الهدر المدرسي.

وإذا كان طموح السيدة زهرة، التي تضطلع في الآن نفسه بدور المديرة والأستاذة والأم والأخت لتلاميذ المؤسسة، يبدو كبيرا للمساهمة في تقليص هذه الظاهرة فإنها تعول بالدرجة الأولى في إنجاح هذا المشروع على ما اكتسبته طيلة سنوات من شجاعة وأمل وحكمة وقوة وإصرار على القيام بدورها على أكمل وجه.

فهذه السيدة، التي تتسم بإرادة صلبة، خبرت مواقع تربوية متعددة ، فبعد أن كانت أستاذة اللغة العربية (ما بين 1987 و2002) وحارسة عامة (2000 - 2007)، ستصبح منذ سنة 2007 مديرة مؤسسة إعدادية. وقد جعلت من الحد من الهدر المدرسي قضيتها المحورية ومن ثم جاء إصرارها على تحسين ظروف تعلم التلاميذ ودعم انطلاقتهم في المجال التربوي.

"العديد من النساء يخترن مهنة التعليم بهدف تحقيق التوازن بين حياتهن الأسرية والمهنية. غير أن اختياري، على العكس من ذلك، كان عن قناعة وشغف بالمهنة ولتحقيق مشروعي المرتبط بمكافحة الهدر المدرسي عن طريق القراءة"، توضح السيدة صويبري.

وتؤكد المديرة، التي تبدي "إصرارا كبيرا " وهي تعبر عن قناعاتها، أن هناك العديد من المبادرات المثيرة للاهتمام التي تتم بالمغرب في مجال مكافحة الانقطاع عن التمدرس، مسجلة أن عدم قدرة التلاميذ على القراءة تعد من بين الصعوبات التي تدفع أغلبية التلاميذ إلى الانقطاع عن الدراسة. وترى المسؤولة التربوية أن "الطفل الذي يواجه صعوبات في القراءة مهدد بالانقطاع عن الدراسة حين بلوغه المرحلة الثانوية. إذ يسجل تأخرا ولا يصبح قادرا على المواكبة"، مبرزة أن القراءة تظل قدرة أساسية في كافة التعلمات.

وأشارت، في هذا السياق، إلى أن القراءة تضطلع بدور أساسي في اكتساب اللغة والنجاح المدرسي للمتعلمين. غير أن الولوج إلى الكتب يتسم بتفاوتات كبيرة بين الأسر، داعية إلى ضرورة العمل بشكل مباشر على تقليص هذا التباين، لفائدة الأطفال المحتاجين للمساعدة في هذا الباب.

واستعرضت السيدة صويبري، في هذا الإطار، مختلف المبادرات الناجحة بفضل تعاون أساتذة إعدادية الإمام البخاري الهادف إلى تشجيع التلاميذ على القراءة ، مع إشراك الآباء وأولياء الأمور في عملية تمدرس الأطفال، لا سيما وأن غالبية التلاميذ ينحدرون من أوساط فقيرة.

وعن هذه التجربة تقول زهرة "نظمنا داخل الإعدادية نزهة للقراءة، صبيحة يوم أحد، جمعت التلاميذ والآباء من أجل القراءة سويا، بهدف تمكين المتعلمين من الإقبال على القراءة وحفزهم على مطالعة أكبر عدد ممكن من الكتب، فضلا عن تنشيط ورشات ونقاشات حول هذه القراءات".

كما أكدت أن الهدف يتمثل في مصالحة التلاميذ مع محيط المدرسة، وإعادة الثقة لديهم من خلال اكتشاف مواهبهم وقدراتهم، وتخويلهم الانخراط في مسار النجاح بفضل توجيه يلائم كفاءاتهم واختياراتهم الشخصية.

وتبرز صويبري أيضا أهمية اضطلاع الآباء بدور "نماذج القراء" بالنسبة للأطفال، معتبرة أنه "من الضروري أن يحرص الآباء على إرساء أسس علاقة ودية لتشجيع تنامي القدرة الذاتية على القراءة لدى الأطفال".

وأضافت أن التعاون بين الآباء والأساتذة له تأثير ملحوظ على النجاح المدرسي للتلاميذ، مسجلة أن دور المدرسة يظل غير كاف إذ يتعين إشراك الأسرة والعمل على التنسيق المشترك.

وتشدد صويبري، وهي أم لطفلين وحاصلة على دبلوم مهندسة صناعية وشهادة ماستر في المالية والتدقيق، على أن القيام بمهامها تطلب الكثير من التضحيات، غير أنها نجحت في التوفيق بين حياتها الشخصية ومسارها المهني، من خلال الإبقاء على يقينها بصواب اختيارها، مؤكدة أيضا أن منصبها كمديرة لمؤسسة إعدادية يجعلها تمارس عملا يجمع بين الشغف والصرامة، فهي تساهم في بناء المجتمع وتقوم بدور الفاعل في منظومة تربوية تعرف تطورا.

ولتحقيق طموحها في تشجيع النجاح المدرسي للتلاميذ ، تحرص صويبري على تكييف تواصلها مع كل تلميذ على حدة، لتمكنه من تطوير مؤهلاته وتزرع لديه قيم المواطنة. فدورها لا يقتصر على إدارة المؤسسة، بل هي "أم روحية" تحرص على الإنصات للتلاميذ، والاهتمام بحاجياتهم كما تقوم بالتدخل حين يتطلب الأمر.

وفي معرض الحديث عن توشيحها من قبل الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط لاشتغالها على تطوير القرائية لدى التلاميذ، خلال حفل تقديم الحصيلة المرحلية والبرنامج التنفيذي في مجال دعم التمدرس وتنزيل إصلاح التربية والتكوين، أعربت مديرة إعدادية الإمام البخاري عن اعتزازها بهذا التوشيح الذي يشكل بالنسبة لها "تشريفا وتكليفا" و"مصدر تحفيز" بالنسبة لزملائها.

وتستشرف الأستاذة صويبري المستقبل بعزيمة قوية، إذ تسعى، في إطار مشاريعها المستقبلية، إلى تطوير ملكة الإبداع لدى تلاميذ الإعدادية، وذلك بتعاون مع أساتذة المؤسسة، خاصة من خلال أندية القراءة الموازية للحصص الدراسية والورشات المخصصة للموسيقى والمسرح والفن التشكيلي، ومن خلال حفز التلاميذ على تعلم اللغات باعتبارها أداة للتواصل مع الآخر والانفتاح على العالم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زهرة صويبري توظف القراءة لمحاربة الهدر المدرسي زهرة صويبري توظف القراءة لمحاربة الهدر المدرسي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya