ربيع الكرامة يُؤرجح المغربيات بين دستور متقدم وسياسات ذكورية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

"ربيع الكرامة" يُؤرجح المغربيات بين دستور متقدم و"سياسات ذكورية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

محاربة العنف ضد النساء في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

سنة 2011، ساد تفاؤل كبير بشأن تحسّن وضعية المرأة المغربية، بعد أن ارتقى دستور المملكة بمكانة المرأة وجعلها في مرتبة مساوية لمرتبة الرجل، ونصّ على أنّ كليهما يتمتعان، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية المنصوص عليها في الدستور وفي المواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، بل إنّ الفصل 19 نصّ على أن تسعى الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء.

وإذا كان دستور المملكة  المغربية قد ارتقى بمكانة المرأة المغربية، فإنّ وضعها، في الواقع، لم يواكب التطور الذي شهدته أسمى وثيقة قانونية للبلاد؛ إذ ما زال كثير من حقوق النساء المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية "حبرا على ورق"، بل إنّ منظمات نسائية تَرى أن هناك تراجعات عن المكتسبات التي حصّنها الدستور.

في هذا الإطار، عبر تحالف ربيع الكرامة، الذي يضم عشرات الجمعيات المدافعة عن حقوق النساء، عن انشغاله بما سمّاه "تأخر الدولة في تفعيل فصول الدستور المكرسة للمناصفة والمساواة وتجريم العنف ضدّ النساء، وتغييبها أيَّ إجراء إيجابي لفائدتهن، سواء في وضع وتفعيل الاستراتيجيات أو الميزانيات"، لكنه سجّل بعض التقدم في مسار تعزيز حقوق المرأة المغربية.

"نحن لسنا عدميين، هناك مكاسبُ تحققت للمرأة المغربية خلال السنوات الأخيرة، ولكنّ ما تحقق إلى حد الآن ليس كافيا"، تقول حياة النديشي، منسقة تحالف ربيع الكرامة، في حديث لهسبريس، لافتة إلى أنّ ما يجعل المكتسبات المحققة للمرأة المغربية "ناقصة" هو أن القوانين المفعّلة لحقوق المرأة الواردة في دستور 2011 تتخللها عيوب تحدّ من فعاليتها.

وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي يوجهها "تحالف ربيع الكرامة" إلى الحكومة، فإنه ثمّن بعض التقدم الذي تحقق خلال السنة الماضية، كتوسيع دائرة المستفيدات من صندوق التكافل الاجتماعي، وإقرار قانون محاربة العنف ضد النساء، وقانون العمال والعاملات المنزليين، وتضمين مقتضيات قانون مؤسسات الرعاية الاجتماعية لبنود خاصة بالنساء ضحايا العنف، وتمكين النساء من ولوج مهنة العدول، غير أن التخالف اعتبر أنّ هذه الإنجازات "جاءت مَعيبة وناقصة من حيث مضامينها وفلسفتها، ومن حيث المساطر والإجراءات المرتبطة بها".

وعزت حياة النديشي أسباب "النقصان" الذي يعتري القوانين التي تسنّها السلطة التنفيذية والتشريعية لتفعيل مقتضيات دستور المملكة المتعلقة بحقوق النساء، إلى "استمرار الفكر الذكوري، الذي ما يزال طاغيا على مستوى السياسات والبرامج"، مضيفة أن "الإرادة السياسية حين تكون حاملة للفكر الذكوري فإنها تتسم بالصد والمعارضة لحقوق النساء، وبالتالي لا يتم تفعيل هذه السياسة على أساس أنْ تنزّل الحقوق الإنسانية للنساء على أرض الواقع".

ووجّه "تحالف ربيع الكرامة" بمناسبة اليوم الوطني للمرأة انتقادات للحكومة وللدولة، خاصة فيما يتعلق بتوفير الحماية للنساء؛ إذ انتقد ما سمّاه "شرعنة استمرار استغلال الفئة العمرية بين 17 و18 سنة إلى غاية سنة 2023 في قانون العمال والعاملات المنزليين"، كما عبر عن غضبه من تنامي الجرائم المرتبكة ضدّ النساء في الآونة الأخيرة، محمّلا المسؤولية للدولة، وأبدى قلقه من "الاستمرار في إقصاء النساء من مناصب القرار وعدم تمكينهن من تمثيلية وازنة في مختلف المؤسسات، سواء الترابية أو الوطنية".

ودعا التحالف الدولة المغربية إلى نهج سياسة عمومية قائمة على النوع الاجتماعي تتيح تكافؤ الفرص بين الجنسين في المشاركة والاستفادة من الموارد الاقتصادية والتمتع بكافة الحقوق المنصوص عليها دستوريا، وملاءمة كافة التشريعات الوطنية مع المواثيق الدولية، والمصادقة على اتفاقية إسطنبول المعنية بمكافحة ومنع العنف ضد النساء والفتيات والعنف الأسري.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربيع الكرامة يُؤرجح المغربيات بين دستور متقدم وسياسات ذكورية ربيع الكرامة يُؤرجح المغربيات بين دستور متقدم وسياسات ذكورية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya