سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر "رسائل النار والماء"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر

سميرة فرجي شاعرة استثنائية
الرباط - المغرب اليوم

الجراري اعتبر شعرها ليس له مثل، والشميري أعلن بلوغها عرش الأميرة المتوجة، وحداثيون رفعوا لها القبعة.

سميرة فرجي شاعرة استثنائية، نالت مؤخرا لقب سيدة السنة بالعاصمة العلمية فاس، بعد بروزها اللافت كشاعرة متميزة تتقن إبداع القصيدة العمودية في القرن الواحد والعشرين بمختلف أغراضها، بما فيها السياسية، إذ سبق أن وجهت رسالة قوية إلى الوزير الأول السابق عباس الفاسي، عبارة عن قصيدة شعرية غاضبة، كما وجهت السنة الماضية رسالة غاضبة أخرى إلى بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، إثر انزلاقاته المتكررة في ما يخص قضية وحدتنا الترابية، لتضع أمامه النقط الناصعة على حروف الصحراء المغربية، بأسلوبها الجميل بناء وشكلا، والقوي موضوعا ومتنا، المعبر بصدق عن موقف المغاربة الصارم والأبدي من قضيتهم الوطنية الأولى. ومما جاء في القصيدة:

بٱسْـمِ الدِّفـاع أتينَا نرفع التُّهَمـَا// وَنُشْهِـدُ الناسَ والتاريـخَ والأمَمـَا

بأنَّنَا في سبيل الحَـقِّ أهـلُ وَفـَا// مِنْ أجلِ نُصْرَتهِ نستنهـضُ الهِمَمـَا

العِزّ والحِلمُ مِنْ أخلاقنـا، وعلـى // جَبيـنِ أيَّامِنـا الغَـرّاءِ قَـدْ رُسِمـَا

فَمَا وَطِئنا تُرابَ الغَيْـرِ مَظْلَمَـةً // وَمَا أرَقْنـا علـى أرضِ العِبادِ دَمـَا

صَحْرَاؤُنا ركنُ فخرٍ مِنْ هُويَّتِنَـا // وقدْ بَنَى صَرْحَهـا أَجْـدادُنَا قِدَمـَا

من جانبه خلص الناقد مصطفى الشاوي في دراسة عن ديوانها الثالث "مواويل الشجن" إلى أن قصائدها "ولدت بعد مخاض عسير"، وأن وراء نقشها معاناة كبيرة، وخلف استوائها تمثلا قويا لقواعد الشعر العربي، واستيعابا رصينا وجيدا لمقومات القصيدة العربية في أزهى عصورها وأرقى نماذجها التراثية الأصيلة والخالدة في أجمل ما أبدعته. ومن أجمل ما أبدعت في شعرها العاطفي، وهو كثير، قولها في ديوانها الثاني "رسائل النر والماء":

ولن أمانعَ يا جبارُ ثانيةً // إن كنت تنوي بهذا الصمتِ إقباري

يحلو لي الموت لو أعطيتني قلما // من تحت لحدي لأنهي فيك أشعاري

وقولها أيضا في ديوانها الثالث "مواويل الشجن":

وَمــا هَدَّ ليْلى الْعامِريَّةَ لاعِجي // وَلا مَنْ تفانى في هَواهــا كُثَيِّرُ

ولا هِنْدُ أو أسْماءُ ذاقَتْ صَبابَتي // ولا أوْجَعَ الْخَنْساءَ مِنّي التَّذَكُّرُ

وحَيَّرْتُ نِصْفَ الْعالَمينَ بِحَيْرَتي // وما زِلْتُ في هذا الْمُصابِ أُحَيِّرُ

بهذه الإبداعية استطاعت الشاعرة أن تحرك خيال عميد الأدب المغربي الدكتور عباس الجراري، بسبب مفعول شعرها في نفسه، فرد منشدا خلال حفل تتويجها مؤخرا بفاس:

عجزت عن التعبير أبغي به شكرا // أأكتبه نثرا أم أقرضه شعرا

فريدة ربات الخدور وكوكب // يضيء سمانا ينثر الأنجم الزهرا

بهاء وأخلاق وعلم وعزة // من الشمم الوجدي تلبسه فخرا

وكيف وقد زادت عليه بفضلها //شمائل زانتها وتعلو بها قدرا

وإبداعها فاقت به كل مبدع // به نالت القصوى وأدركت الشعرى

سلوني عن شعر لها قد خبرته // فليس له مثل ومن شاء فليقرا

أصيل قصيد سبكته متانة // وروعة تصوير تصوغ به الدرا

بشرق وغرب لم يعر لبهائه //كما عندها فاصدع به ليس ذا سرا

وطبعا ما كان من باب المبالغة الزائدة أن يصف عضو أكاديمية المملكة المغربية شاعرتنا بـ"الكوكب الذي يضيء سمانا"، بل قال ذلك بفعل قوة وجمال شعرها الذي سحره وهز كيانه وذائقته عند قراءته، فتأكد له أن إبداعها فاق كل مبدع، بأصالته ومتانته وسبكته وروعة تصويره، ما جعله فريدا ليس له مثيل. ومن أراد أن يتأكد من ذلك - يضيف الجراري- فليقرأ شعرها.

 من جهته اعتبر الأديب والدبلوماسي اليمني الدكتور عبد الولي الشميري أن "الحديث عن شعر الشاعرة الملهمة سميرة فرجي متنوع، والتقييم يختلف من قصيدة إلى أخرى"، مضيفا: "إنها في صدقها وجمال تعابيرها ذبيحة بين عناد الكتمان وشموخ الاعتزاز بالذات"، قبل ان يتوجه لها في دراسة عن شعرها قائلا: "فأنت تجاوزت مدى لم يبلغه قيس وليلى، وكثير، وعزة، وقهرت العاشقين والشعراء الغزليين من بعدك.. واعترف أنك بهذه القصيدة بلغت عرش الأميرة المتوجة للشعر الفصيح، الموزون المقفى البليغ السهل الممتنع".

ليس هذا فقط، بل إن عددا من الشعراء الحداثيين من أنصار قصيدة النثر رفعوا لشعرها قبعاتهم تقديرا وإعجابا؛ فهذا حسن الوزاني الذي أعجب بشعرها أيما إعجاب، فكان ذلك سببا في برمجتها ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب خلال الدورتين الأخيرتين، وذاك محمد بشكار الذي أفرد افتتاحيته - على غير العادة - ليتحدث بنوع من الدهشة عن شعرها على امتداد الصفحة الأولى للملحق الثقافي لجريدة العلم.

وبالعودة إلى الدكتور عباس الجراري، فإنه عندما قرأ صدفة مخطوط ديوانها "رسائل النار والماء"، قرر بدون تردد تقديمه قائلا:

"إن كل متتبع لحركة الشعر في المغرب المعاصر لا يلبث أن يلاحظ تراجع مكانة القصيدة العمودية أمام بقية الأشكال الأخرى التي أخذت تكتسح المجال الشعري، والتي لا تخلو في بعضها من ملامح إبداعية.

وعلى الرغم من شيوع هذه الظاهرة، فإن القصيدة العمودية –على قلة الجيد الذي ينتج فيها- لم تفقد ألقها الذي تظهر من حين لآخر نصوص تبرزه وتؤكده.

وقد سعدت هذه الأيام بالاطلاع على ديوان "رسائل النار والماء" للشاعرة المتفننة الأستاذة المحامية سميرة فرجي، فأعجبت بما تتمتع به هذه الشاعرة من إمكانيات ذاتية وقدرات تعبيرية؛ فبالإضافة إلى لغتها الرشيقة، وعباراتها الجميلة الأنيقة، وصورها الرائعة البديعة، فهي تعنى بالتشكيل الموسيقي المطرب، تضبطه بأنماط إيقاعية داخلية وخارجية، تتعامل معها بعفوية وتلقائية، وفق ما يتطلبه الوضع وتقتضيه المعاناة..وهي بعد هذا تلفت النظر بنفسها الوجداني المتميز وجرأتها المتفردة في إعلان مواقفها، بشموخ فائق وحيوية متدفقة، وبوعي ورؤية طموحة لما تسمو به نفسها ويعلو به القدر.

وعندي ان الأستاذة سميرة بهذا الديوان تكشف تجربة غنية في التعبير الشعري، هي وليدة انفعال حقيقي وتأثر بالغ، ما يجعلها تتجاوز المتعارف عليه والمتداول، وتحول ما تعانيه من قضية شخصية تبدو واقعية في الغالب إلى ما يضفي عليها طابعا إنسانيا يحث القارئ، بما يشبه الحكمة، على التجاوب معها بتعاطف واندماج..وهي بهذا وغيره تحتل موقعا طليعيا في ساحة الشعر العربي، يدعو بإعجاب وتقدير إلى كثير من الاعتزاز بها والافتخار". انتهىت شهادة عباس الجراري.

نعم لقد استطاعت الشاعرة حقا، وهي تسجل حضورها الشعري المتعاظم، أن تقهر الزمن، من خلال قدرتها على إبداع شعر جميل ومعبر يسحر القلوب حسب عبد الولي الشميري، بلغة رشيقة وفي قالب عمودي يعود لقرون خلت، إذ "أبهرت – يقول الشاوي - وتبهر القارئ وتثير فضوله وترجعه إلى زمن القصيدة العمودية الجميل في أقوى لحظاته وأبهى تجلياته وأرقى نماذجه الخالدة، لأنها تصدر في ذلك عن طبع سقيل وذوق رفيع ودربة عميقة"؛ لذلك فلا غرابة أن تتم ترجمة أشعارها إلى عدد من اللغات الحية، كما أن القادم من الأيام يحمل بدون شك تألقا كبيرا ومفاجآت سارة للشاعرة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء سميرة فرجي شاعرة مغربية ملهمة تنثر رسائل النار والماء



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟

GMT 05:27 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 23:48 2017 الأربعاء ,06 أيلول / سبتمبر

احتجاج عدد من سكان بوجنيبة ضد السرقات المتكررة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya