أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أوريد "العشرية السوداء" في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أوريد

المفكر المغربي حسن أوريد
الرباط - المغرب اليوم

رجّح المفكر المغربي حسن أوريد أنْ تكون الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي وبداية الألفية الجارية، أو "العشرية السوداء" كما يسميها بعض المحللين، سببا في مباشرة المغرب إصلاح منظومته التربوية لتفادي النتائج غير المحمودة التي أفرزها نظام التعليم في الجزائر، وخاصة في الجانب المتعلق بالتعريب.

وقال أوريد في محاضرة ألقاها في مقر مؤسسة أبو بكر القادري للفكر والثقافة بسلا مساء الخميس، في موضوع "المسألة التربوية ما بين التدبير التقني والمشروع المجتمعي"، إنّ "هناك اتجاهات لربما قرأت في دقِّ الملك الراحل الحسن الثاني ناقوس الخطر حول وضعية التعليم بالمغرب، في خطاب عيد الشباب سنة 1995، أن ما اعتَمل في الجزائر من حرب أهلية كان ناجما عن تعريب التعليم".

وأبرز أوريد أنه ليس على معرفة دقيقة بهذا الموضوع، لكنّه يرجّح أن يكون هذا التفسير صحيحا؛ ذلك أنّ تعريب التعليم في الجزائر أدّى إلى إحداث شرْخ بين الشرائح الاجتماعية؛ إذْ إنّ الذين تلقوا تعريبا معرّبا لم تكن سوق الشغل لتستوعبهم، فكانوا وقودا للحرب الأهلية التي شهدت مجازر دموية خلفت عشرات الآلاف من القتلى.

وأضاف قائلا: "كان واضحا أن التعليم في المغرب كان مترديا، لكن أعتقد أنه لربما كان من الأسباب التي دعت أعلى سلطة في البلاد آنذاك (يقصد الملك الراحل الحسن الثاني) من أجل أن تنكبَّ على قضية التربية، ومُساءلة التعريب ومسؤوليته المعنوية عما وقع في الجزائر، من أجل تدارك ما يمكن تداركه لتجنّب أي انزياح".

واعتبر المفكر المغربي الناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي أنّ إقدام المغرب على تعريب التعليم، غداة الاستقلال، أمْلتْه اعتبارات إيديولوجية؛ إذْ تمّ تعريب مادة الاجتماعيات، ثم تلاها تعريب الموادّ العلمية، واستمر الحال على هذا النحو إلى غاية سنة 1995، "حيث ألقى الملك الراحل الحسن الثاني خطابا بمناسبة عيد العرش دقّ فيه ناقوس الخطر"، يقول أوريد.

من جهة ثانية، أوضح أوريد أنّ ما دفعه إلى الخوض في قضايا منظومة التربية، في كتابه "من أجل ثورة ثقافية بالمغرب"، هو أنّ الانتفاضات الشعبية التي عرفها عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدايةً من سنة 2011، كشفت عن تحدّيات عميقة في جميع المجالات يقتضي التصدي لها إيلاء أهمية قصوى للتربية، مبرزا أنه خاض في هذا الموضوع وإن كان غيرَ متخصص فيه، "لأنّ قضية التربية لا تهمّ المختصين وحدهم".

وشدّد أوريد على أنَّ إنقاذ المنظومة التربوية المغربية من واقعها الحالي، "يتطلّب طموحا جماعيا عنوانه: ماذا نريد من هذه المنظومة؟ وإلا، فإنّ التربية ستُصبح تمرينا تقنيا مختَزلا في سوق الشغل بدون أفُق فكري"، مبرزا أنّ هناك فرقا شاسعا بين الطموح الجماعي والمشروع المجتمعي؛ ذلك أنّ هذا الأخير قد يكون مشروعا يتبناه تيار سياسي أو حزبي معيّن، بينما الطموح الجماعي هو الشعور بالانتماء الجماعي إلى الأمّة.

ويرى المتحدث ذاته أنّ ثمّة حاجة ماسة اليوم إلى الانتقال من الوطن إلى الأمّة، "لأنّ الأمّة تعني المستقبل والمصير المشترك والذاكرة الجماعية المشتركة"، مبرزا أنّ "تحقيق الثورة الثقافية يقتضي إصلاحا جذريا لمنظومة التربية، يقوم على ثلاثة أضلاع هي المعلّم الجيّد، والمتعلّم الجيد، والمؤسسة التعليمية الجيدة المتوفرة على كل المقومات".

واعتبر أوريد أنّ العملية التربوية "معقدّة ولا يوجد حلّ سحري يمكّن من حلِّ تعقيداتها بين عشية وضحاها، لكننا نستطيع أن نصل إلى حلول ناجعة إذا كان هناك نقاش موسّع"، موردا أنّ

الجانب المادّي ليس حاسما في إصلاح المنظومة التربوية، "لكنّ الأمر الحاسم هو أن نعرف ماذا نريد بالضبط من هذه المنظومة، وإعادة الاعتبار إلى العملية التربوية، من المعلم والمتعلم والمؤسسة التعليمية".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب أوريد العشرية السوداء في الجزائر وراء إصلاح التعليم بالمغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya