سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ بعد الظفر بشهادة الباكالوريا
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ بعد الظفر بشهادة الباكالوريا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ بعد الظفر بشهادة الباكالوريا

سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ
الرباط - المغرب اليوم

تزامنا مع نهاية السنة الدراسية، تعترض سبيل التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا، أيّا كان معدل النجاح أو ميزته، مشاكل وصعوبات اتخاذ قرار الاختيار الحاسم الذي سيحدد مصيرهم الدراسي والمهني مستقبلا، بناء على توجيه صاحبهم طيلة المرحلة الثانوية التأهيلية، لتبدأ معاناة من شاكلة أخرى تختلف كثيرا عما عهدوه خلال التحضير لنيل الشهادة.

فمن التلاميذ من يتحمل مسؤولية قرار توجيهه، ويتشبث ببصيص أمل أحلامه التي راودته حتى إن لاحت له صورة واقع سوداوي. ورغم أنهم قلة قليلة، إلا أن التزامهم بالمضي قدما نحو تحقيق أهدافهم وطموحاتهم جعل منهم استثناء.

ومنهم من يعلق خيبات أمله التي لم تكن في الحسبان على منظومة تربوية برمتها، متهما إياها بعدم الاضطلاع بدور منوط بها يتجلى أساسا في مصاحبة بيداغوجية يجزم أن يكون قد صادفها خلال مشواره الدراسي التأهيلي.

هسبريس حاولت رصد مكامن الخلل في موضوع بات يؤرق الأسر قبل التلاميذ مع اقتراب نهاية كل موسم دراسي، أو ما يعرف بأزمة التوجيه في المغرب وآفاق ما بعد الباكالوريا.

نموذج من الواقع

تحكي بسمة، طالبة بإحدى المدارس العليا الخاصة حاصلة على بكالوريا برسم الموسم الدراسي 2017-2018، عن تجربتها مع التوجيه التربوي خلال المرحلة الثانوية متأسفة لواقع التوجيه الذي قد يضيع مستقبلها.

كغيرها من أبناء جيلها، وجدت بسمة صعوبة كبيرة في الحسم في مستقبلها الدراسي وتوجهها المزمع اختياره في المرحلة الجامعية في ظل غياب تام لمواكبة بيداغوجية طوال فترة دراستها الثانوية، مشيرة إلى أنها لم تلتق الموجه إلا نهاية السنة الثانية بكالوريا لبضع دقائق استظهر خلالها ما هو وارد في دليل التوجيه الذي وزعته إدارة المؤسسة التي تنتمي إليها.

وقالت بسمة إن آليات التوجيه تأتي دون شرح مفصل للآفاق الدراسية، أو إرشادها لما يوافق تطلعاتها واهتماماتها، موضحة أن الإنترنيت أصبحت له أفضال على جميع المقبلين على هذا المخاض، فهو الوحيد الذي يشفي غليل كل باحث عن معرفة أدق التفاصيل.

وبلهجة ملؤها الحسرة، أقرت بسمة بأن أحلامها الوردية التي راودتها خلال المرحلة الإعدادية تبددت بمجرد ارتطامها على صخرة الواقع، شأنها في ذلك شأن زملائها الذين لقوا المصير ذاته، لتختار لنفسها مدرسة عليا خاصة وجدت فيها ضالتها ومشوارا دراسيا لا طالما حلمت به.

ضعف التطبيق

ينص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وهو المرجع الأساسي لمنظور التوجيه في المغرب، على أن التوجيه التربوي والمهني دعامة أساسية في سيرورة التكوين بوصفه وظيفة للمواكبة وتيسير النضج والميول عند المتعلمين، وكذا اختياراتهم التربوية والمهنية.

وفي هذا الصدد، قال نور الدين البزاز، مستشار في التوجيه التربوي، في تصريح لهسبريس، إن التوافق على تحقيق المطامح التي جاء من أجلها الميثاق في ما يعنى بالتوجيه والإعلام ما زال جزئيا، مشيرا إلى أن "الكثير لم يتحقق بعد، ومن بين الأهداف المسطرة دمقرطة التوجيه ليصبح باستطاعة التلميذ بناء مشروعه واختياراته واستدراك ما فاته إن هو أخطأ موعد أو مسلك التوجيه بداية السنة الموالية حتى بعد مرور شهر من الدراسة".

وشدد البزاز على ضرورة تغليب الطابع التربوي للتوجيه، موردا أن الهدف منه اليوم لم يعد ملء مقاعد فارغة فقط، معتبرا أن المنظومة نجحت في توسيع العرض التربوي.

وأضاف في هذا الصدد أن الشُعب الخاصة ظلت إلى الأمس القريب صعبة المنال على العديد من التلاميذ؛ إذ "وجب على التلميذ السفر من مدينة إلى أخرى والخوض في دوامة إجراءات لا تنتهي للحصول على الشعبة المراد دراستها".

وردا على استياء التلاميذ من منظومة التوجيه والغياب شبه التام للموجهين وعدم مواكبتهم، أقر نور الدين بالأمر وعزاه إلى "التقصير لأسباب موضوعية، أبرزها قلة الأطر المكونة، علاوة على تكليف كل فرد منها بعدة اختصاصات"، مضيفا أن "الإطار الواحد يشرف على أربع مؤسسات على الأقل، تضم الواحدة منها مئات التلاميذ بمختلف شعبهم ومسالكهم باختلاف عقلياتهم واهتماماتهم".

التوجيه والإعلام

يرى متخصصون تربويون أن للأسرة دورا فعالا في توجيه أبنائها وإرشادهم إلى مسار دراسي يوافق تطلعاتهم وأحلامهم، دون إجبارهم على النزول عند رغباتها في اختيار شعبة دون أخرى، أو مسلك دون آخر، إرضاء لأحكام قيمة تطال توجهات ومسالك دون سند منطقي وواقعي.

فبعض الآباء، وفقا لآراء استقتها هسبريس ممن أخلفوا الموعد مع شعبة حلموا بدراستها والتخصص فيها، تجدهم اليوم يجبرون أطفالهم على اختيارها على حساب ميولهم وأحلامهم، فيحكمون بالتالي على مسارهم الدراسي بالفشل الذريع، مما يحتم على أولياء أمور التلاميذ مسايرة أبنائهم وتوجيههم بطريقة صحيحة بعيدا عن التعصب والإجبار.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ بعد الظفر بشهادة الباكالوريا سوء التوجيه يخلق صعوبات أمام التلاميذ بعد الظفر بشهادة الباكالوريا



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya