وثائقي يحاصر مصائر متناقضة في الهجرة الجماعية ليهود المغرب
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وثائقي يحاصر "مصائر متناقضة" في الهجرة الجماعية ليهود المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - وثائقي يحاصر

الهجرة الجماعية ليهود المغرب
الرباط - المغرب اليوم

يحاول الفيلم الوثائقي "يهود المغرب.. مصائر متناقضة" لمخرجه يونس الغراري الإجابة عن سؤال "طالما طرحه على نفسه" هو: كيف قامت ساكنة قطنت المغرب منذ آلاف السنين باختيار بلادها بشكل هجرة جماعي في أقل من ثلاثين سنة، تاركة وراءها ممتلكاتها وأصدقاءها وجيرانها، بين عشية وضحاها من أجل مستقبل غير مؤكد؟

ويفتتح الفيلم الوثائقي بلقطة افتتاحية بملاح تطوان، معلنا تجاوز التفسير الذي يرى أن قيام إسرائيل هو السبب الوحيد لهجرة اليهود المغاربة، "وإلا كيف نفسر عدم قيام يهود الولايات المتحدة وأوروبا بهذا الاختيار الراديكالي المتمثل في الهجرة الجماعية؟"، حسب الغراري.

ويحاول هذا الشريط الوثائقي طرح سؤالين أساسيين على هذه الهجرة الجماعية: "هل كانت الحياة صعبة جدا بالنسبة إلى اليهود المغاربة؟ أم أن المستقبل كان مشرقا في مكان آخر؟".

وفي محاولة الإجابة عنها، يلجأ إلى عدد من المتخصصين، ومن عاشوا هذه التجربة.

عوامل متعددة

يورد الشريط الوثائقي آراءَ ميشيل أبيطبول، من الجامعة العبرية بالقدس، التي يوضح فيها أن "الحضور الأوروبي زعزع الاستقرار الاقتصادي للمغرب، ودفعه إلى التوجه شيئا فشيئا نحو الخارج. ثم ابتداء من أواسط القرن التاسع عشر، سنشهد انتقال قرى صغيرة تتكون من عشرات اليهود من داخل المغرب إلى المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والصويرة". هذه الهجرة لم تكن مجرد انتقال من مكان إلى آخر، حسب المتحدث، "بل قطيعة مع مجتمع تقليدي يهودي أو مسلم مغربيين".

تغيرات الساكنة اليهودية وانتظامها في التعليم الحديث كانت سببا أيضا، حسب أبيطبول؛ وهو ما لم يكن متوفرا للساكنة المسلمة التي لم يكن لها مؤسسات تتجاوز المغرب تهتم بها، موضحا أن "اليهود استفادوا ليس فقط من "مؤسسة التحالف الإسرائيلي"، بل أيضا من مؤسسات أخرى كان هدفها تحسين حالتهم الاجتماعية وحالتهم الاقتصادية، وكان يجب الانتظار إلى زمن الحماية حتى يكون للمسلمين ولوج إلى تعليم لائكي، غربي، حديث، مثل الذي ولج إليه اليهود في سنة 1860".

قرار التعريب كان له دور أساسي في الهجرة، حسب الأستاذ في الجامعة العبرية بالقدس؛ فـ"عندما تقرر بين عشية وضحاها أن كل المستخدمين يجب أن يستعملوا العربية، كان في هذا إقصاء تلقائي لليهود لأنهم لا يكتبون بالعربية، ولأنهم فرنكفونيون"، وزاد موضحا أن قرار التعريب في بداية الستينيات "زعزع استقرار اليهود المغاربة، وأعطاهم إحساسا بأنه استُصدر ضدهم، إضافة إلى أن هذا القرار اتخذته حكومة كان يقودها حزب الاستقلال، الذي كان يراه اليهود حركة ضدهم".

ومن بين الأسباب أيضا، حسب أبي طبول، الإعداد النفسي لليهود في التراب الإسلامي منذ الحرب العالمية الثانية، وقيام إسرائيل، الذي كان أساسه "أن الحياة في أرض الإسلام أصبحت مستحيلة، بينما في حقيقة الأحداث عندما نحلل ما كان عليه الحال نرى أنه لم يكن حال اليهود أبدا أحسن على المستوى الاقتصادي، ولا كان هناك عدد أكبر من اليهود الذين يتابعون دراستهم في الخارج؛ فكانت هناك حقيقة واقعية وموضوعية وكانت مقابلها حقيقة أخرى".

من جهته، قال جورج بنزوسان، مؤرخ وكاتب، إن المغرب كان مجتمعا جد تقليدي، "وعندما قيل لهم إن دولة إسرائيل ولدت كان ذلك بصيغة من الصيغ كقول إن المسيح هنا بعث من رماده".

حزب الاستقلال أيضا كان سببا، حسب بنزوسان؛ لأنه "أراد أن يكون الإسلامُ دين الدولة، وهو ما لم يمكّن اليهود من رؤية أنفسهم في وطنية تعطي الأولوية للبعد الديني؛ ففي المدرسة العبرية كان يتعلم اليهود ابتداء من ثلاث أو أربع سنوات التوراة بالعربية، وكانوا مغاربة يعيشون كذلك ويموتون كذلك، وتحطم هذا التكافل الثقافي لأن القومية العربية لم تكن تريد هذه الأقلية"، حسب تعبيره.

كابوس "أرض الميعاد"

عرف الشريط الوثائقي شهادات عائلات حول تنقلها من المغرب لتجد نفسها تقطن بمنازل من 45 إلى 50 مترا مربعا، "بالرغم من أنه كان عندهم في الدار البيضاء منزل كبير بواجهة، والناس لم يحصلوا تماما على ما وعدوا به، وكان عليهم أن يدفعوا ثمن الرحلة من المغرب التي قيل لهم إنها مجانية، ولم يكن من الممكن أن يغادروا المكان؛ لأنه لم تكن هناك حافلات أو سيارات أجرة".

وتلقى القاطنون بالمغرب رسائل من أقاربهم الذين هاجروا يقولون لهم فيها: "على الخصوص لا تأتوا إلى هنا؛ فالوضعية صعبة جدا، وليس هناك عمل، وليس هناك سكن، وهناك تمييز، ونحن في حالة صعبة جدا، فابقوا بالمغرب". لكن "بعد الصعوبات التي عرفها اليهود المغاربة بعد زيارة جمال عبد الناصر إلى المغرب، وهزيمة 1967، هاجر نصف اليهود المتبقين، وحتى من أرادوا البقاء لم يستطيعوا ذلك لغياب جماعتهم، وهجرة الأحبار".

في الشريط نفسه يقول شمعون سكيرا، الكاتب العام لفيدرالية المغاربة اليهود بفرنسا، إنه في بعض الأحيان بعد الهجرة إلى إسرائيل "كان من الممنوع أن تسمع شيئا مغربيا، وإذا أردت أن تسمع موسيقى من هذا النوع؛ كان عليك أن تسمعها بصمت في منزلك، وإلا إذا سمعتها خارجه سيقولون هذا "لا يحب أن يجلس هنا"".

بدوره، يذكر جورج بنزوسان أن صورة المغربي "كانت صورة منحطة منذ عقود أكثر من أي يهودي قادم من أي بلد عربي"، متسائلا: "كيف تريدون أن لا يرى اليهودُ المغاربة المغربَ في صورة مثالية، الذي رغم كل شيء، كانوا يُعرفون فيه بهويتهم كيهود مغاربة، مقارنة بعالم "أشكينازي" ليس فقط غريبا عليهم، بل يَنظر إليهم من علٍ، ويتعامل معهم بمستوى هابط، واحتقار، بكل صراحة".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثائقي يحاصر مصائر متناقضة في الهجرة الجماعية ليهود المغرب وثائقي يحاصر مصائر متناقضة في الهجرة الجماعية ليهود المغرب



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya