مغربية تفشي أسرار المطبخ المغربي للأسر اليهودية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مغربية تفشي أسرار المطبخ المغربي للأسر اليهودية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مغربية تفشي أسرار المطبخ المغربي للأسر اليهودية

المغربية روت بن أفي
الرباط - المغرب اليوم

تدعى روت بن أفي، مغربية الأصل وإسرائيلية النشأة، عاشت حياتها في إسرائيل، فخدمت كباقي يهود الدولة العبرية في الجيش الإسرائيلي كمجندة، وهي الآن معلمة للغة العربية في إحدى ثانويات البلد، وتوصف بأنها "سفيرة الطبخ المغربي والإسلامي في إسرائيل".

تعود أصول روت المغربية إلى والديها؛ فالأم أوديت مسعودة سرارو تنحدر من مدينة فاس. أما الأب شمعون بيرتس، فازداد في إحدى قرى ضواحي مدينة مراكش ونشأ في الدار البيضاء، كما تنقل إحدى الصفحات الإعلامية الإسرائيلية الناطقة بالعربية.

ةأورد المصدر ذاته أن الوالدين المذكورين، وكغالب يهود المغرب، هاجرا إلى إسرائيل واستقرا في قرية "سديه موشيه" الواقعة جنوب البلد العبري. وتعد روت واحدة من خمس بنات أنجبهما أوديت وشمعون المغربيان المعتنقين للديانة اليهودية.

تقول السيدة المغربية، التي تعرف في مواقع التواصل الاجتماعي بإدارتها لصفحة تحمل اسم والدتها وتبث عبرها عادات الطبخ المغربي، كيف أن منزل عائلتها في إسرائيل ظل محافظا على التقاليد والثقافة المغربية؛ وهو ما دفعها إلى اختيار دراسة اللغة العربية في المرحلة الثانوية من تعليمها، لتلتحق بعد ذلك بالجيش كمجندة معلمة للغة العربية الفصحى، قبل أن تلتحق كمدرسة للغة الضاد في ثانوية "مكابيم ريعوت" في بلدة "لابيد"، إلى حدود اليوم.

ثلاث فرص منحت لروت من أجل زيارة المغرب إلى حدود الآن، حيث تروي كيف أن أولى فرصة سنحت لها كانت مدرسية، رافقت فيها تلامذتها. وكانت الفرصة الثانية إلى مكان ولادة والديها في فاس ومراكش، وزيارة قبور الأولياء هناك. أما الزيارة الثالثة فخصصتها المدرسة المغربية للطبخ المغربي، حيث تجولت في الأسواق المغربية واختارت التسوق بشراء التوابل والبهارات المغربية الغائبة عن السوق الإسرائيلية، بجانب اقتنائها لكتب وأدوات الطهي المغربي.

منذ أربع سنوات، أنشأت روت صفحة "مسعودة" على موقع فيسبوك، تيمنا باسم والدتها الراحلة، وهو الفضاء الافتراضي الذي استثمرته لتقديم تشكيلة من وصفات الوجبات المغربية والإسلامية، باللغتين العربية والعبرية واللهجة الدارجة المغربية، بجانب تدوينات تنشر العادات المغربية في الأعياد الإسلامية والوطنية وأشهر مهرجانات المملكة والمواقع السياحية فيها.

في الحوار ذاته، تكشف روت أنها تتقن إتقانا جيدا اللغة العربية؛ وهو ما أهلها إلى الاطلاع على الثقافة العربية والإسلامية والمغربية في مجال الطبخ، حيث تروي كيف أن إتقانها لفن صناعة الطبخ المغربي نهلته من منزل أسرتها في إسرائيل وخلال زيارتها للمغرب وأيضا عبر اطلاعها على مدونات الطعام العربية ومشاهدة الأفلام المتعلقة بالطبخ على مواقع التواصل الاجتماعي.

"كان البيت يدور سيرا على التقاليد والثقافة المغربية وحدها، حيث كانت الأعياد والطقوس، من حناء وميمونة على سبيل المثال، والطعام كله مغربيا: الكسكس والسمك الحار المطبوخ أو السردين المقلي والحريرة والمطبوخة والسخينة أيام السبت، والطواجن وغيرها"، تنقل روت بن أفي جزءا من تفاصيل نشأتها على التقاليد المغربية، مضيفة أن والدتها تعد الكعك المغربي للأفراح والأعياد، "تعلمنا نحن البنات من الوالدة إعداد كل شيء.. كما كانت العربية هي اللغة الوحيدة التي استخدمها والداي، وكنا نحن البنات نجيبهما بالعبرية، وهكذا استوعبنا جيدا اللغة المغربية".

"لماذا يهمك حفظ اللغة والثقافة العربيتين المغربيتين؟"، هو سؤال ورد ضمن حوارها مع صفحة "المغرد" الناقلة لأخبار يهود إسرائيل العرب، تجيب روت المغربية عنه بقولها: "يهمني حفظ اللهجة المغربية اليهودية، لأن جيل من جاؤوا من المغرب إلى إسرائيل أصبح يتراجع عدد أبنائه"، مردفة أن من بقي "فهم أبناء الجيل الثاني والذين سمعوا في بيتهم أولياء أمورهم أو الجد أو الجدة يتكلمون بالعربية، ولكنهم لم ينقلوا هذه اللغة إلى أولادهم في إسرائيل، وهكذا لم يعد أحفاد القادمين من المغرب يعرفون اللغة".

وتنقل اليهودية المغربية كيف أن العادات والتقاليد المغربية تناقصت وتيرتها داخل الأسر اليهودية من أصول مغربية في إسرائيل، "لم تبق كما كانت عليه سابقا بسبب زواج أبناء الطائفة المغربية وبناتها بأبناء الطوائف الأخرى وبناتها"، مضيفة: "أنا مؤمنة بأن الانفتاح والتعرف على الماضي هما مفتاح تغير النظرة إلى اليهود في الدول العربية، وليت المزيد من الدول تفتح أبوابها لاستقبال الزوار اليهود، مثلما فعل المغرب، ولعل العلاقات ستنمو لتصبح سلاما حقيقيا بين الدولتين"، وفق تعبيرها.

وفيما أعلنت روت بن أفي أن تخطط للقيام بزيارتها الرابعة للمغرب وتأليف كتاب للوصفات المغربية الإسلامية باللغة العبرية، ترى أن الرسالة التي تحملها إلى العالم العربي، عبر صفحتها بفايسبوك، تبقى وفق ما عبرت عنه قائلة: "سيسرني لو أننا نبقى في الذاكرة كجزء من الفسيفساء البشرية والثقافية والدينية لدولهم، وهو نفس ما يحرص عليه الملك المغربي اليوم".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغربية تفشي أسرار المطبخ المغربي للأسر اليهودية مغربية تفشي أسرار المطبخ المغربي للأسر اليهودية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:17 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج القوس

GMT 07:43 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

صحافي بريطاني يكشف درسين قيّمين عن التقاليد اليابانية

GMT 06:32 2017 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مجرد درس مغربي آخر !

GMT 10:24 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ثيلان بلونداو تخطف القلوب في أسبوع موضة ميلانو

GMT 10:11 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

الغموض يلفّ وفاة شقيقتيْن بمدينة "أولاد تايمة‬"

GMT 12:00 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

واجهي خيانة زوجك بـ "اتيكيت" خاص

GMT 01:04 2020 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يفصل في قصة اعتذار الرجاء خلال أيام

GMT 00:34 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

البنتاغون يحدد مصدر الهجمات على "عين الأسد"

GMT 10:01 2019 السبت ,04 أيار / مايو

توقعات أحوال الطقس في المغرب اليوم السبت

GMT 20:17 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولي أيوب الكعبي يغيب عن مباراة المغرب والكاميرون

GMT 04:52 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

توقيف قيادي في حركة "نداء تونس" مطلوب بمذكرات تفتيش

GMT 03:22 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

بئر مسموم يهدد حياة السكان في شيشاوة

GMT 00:05 2018 الجمعة ,30 آذار/ مارس

ماذا تبقى من تجربة التناوب؟

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

حمزة الصنهاجي سعيدًا بانضمامه إلى الدفاع الجديدي

GMT 02:31 2016 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

قنديل بلوشي فنانة انتهت حياتها بشكل مأساوي جدًا

GMT 16:22 2012 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل يفعلها زويل ؟؟
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya