الصناعات البتروكيميائية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

مشكلة خطيرة تستلزم رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير

الصناعات البتروكيميائية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى "مناطق مميتة"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الصناعات البتروكيميائية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى

المخلفات البلاستيكية تغزو المسطحات المائية
القاهرة - سهام أبوزينة

تشكّل المخلفات الناتجة عن الصناعات البتروكيميائية، بمختلف أنواعها من أكياس نايلون، وزجاجات بلاستيكية، وغيرها من النفايات التي يتم إلقائها في البحار والبحيرات والمحيطات، تهديدًا حقيقيًا للبيئة البحرية، فهي تفقدها مكوناتها الطبيعية، وتحولها إلى مناطق مميتة، نظراً للانخفاض الحاد الذي تسببه في الأكسجين اللازم لدعم الحياة البحرية، وتعد دول العالم الثالث، والدول الأسيوية باستثناء الصين، الأكثر إلقاءً لهذه المخلفات في البحار، في ظل عدم إعادة تدوير المنتجات البلاستيكية، كما تشير الدراسات إلى تزايد عدد المناطق البحرية المميتة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم رصد أكثر من 480 منطقة ميتة في العالم، أشهرها 3 مناطق في خليج بجنوب شرق ولاية لويزيانا، كذلك بعض المناطق على ساحل الخليج الأميركي، بالإضافة إلى العديد من المناطق بالقرب من السواحل المأهولة بالسكان.

وكشف بحث حديث عن وجود ألف طن من المواد البلاستيكية عبارة عن بقايا زجاجات بلاستيك وحقائب وأغلفة وأكياس من النايلون، تطفو على سطح البحر المتوسط، وبيّن تقرير علمي، نشره فريق من معهد الأبحاث الصناعية والعلمية الأسترالي، أن عدداً كبيراً من الحيوانات يعاني من تأثير النفايات البلاستيكية على نظامه الغذائي، والتي تضر بصحته وتؤدي إلى نفوقه، ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن 99% من الطيور البحرية معرضة لابتلاع جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء حتى عام 2050.

واعتمد الباحثون في تقييمهم على دراسات كانت قد نشرت ما بين 1962 و2012، وشملت 186 نوعا من الطيور، وفق ما جاء بموقع "تسايت أونلاين" الألماني، وذكر التقرير أيضا أن ثلثي الطيور البحرية ابتلعت جزيئات البلاستيك جنبا إلى جنب مع الغذاء، وقال كريس ويلكوكس، من فريق الباحثين, إن هذه النسبة العالية تشير إلى "مدى تلوث المحيطات بالبلاستيك"، وخلال الخمسين سنة الأخيرة، بلغت هذه النسبة80%، ويرجع العلماء تراجع أعداد أنواع كثيرة من الطيور في جنوب المحيط بالقرب من أستراليا إلى تلوث المحيطات بكمية كبيرة من جزيئات البلاستيك.

وذكرت دراسة حديثة للأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أن إجمالي إنتاج الدول العربية من البتروكيميائيات  بلغ في عام 2016 أكثر من 150 مليون طن، وأظهرت الدراسة التي صدرت تحت عنوان "صناعة البتروكيميائيات  في الدول العربية"، أن البتروكيميائيات  الأساسية والبوليمرات الحرارية تعد من أهم منتجات الدول العربية على هذا الصعيد، وأوضحت أن صناعة البتروكيميائيات احتلت مكانة مهمة في العالم منذ التسعينات من القرن الماضي حتى الآن، مشيرة إلى أن إجمالي الطاقات التصميمية لإنتاج الإيثيلين في الدول العربية بلغ عام 2016 نحو 26 مليون طن، تشكل نحو 14.7 في المائة من الإنتاج العالمي.

ولفتت الدراسة إلى أن إنتاج البروبيلين بلغ نحو 9 ملايين طن في عام 2016، ما يعادل نحو 10.2 في المائة من الإنتاج العالمي، مبينة أن الطاقة الإنتاجية للميثانول تبلغ نحو 13 مليون طن سنوياً، وهو ما يمثل نحو 10.6 في المائة من الإنتاج العالمي، بينما زاد إنتاج الدول العربية من البوليمرات الحرارية إلى نحو 29 مليون طن، وحول خطورة تزايد عدد "المناطق البحرية المميتة"، يقول الدكتور خالد سعيد، الخبير البيئي، إن الكائنات البحرية تتأثر بشكل كبير بإلقاء النفايات البتروكيميائية في المناطق الساحلية، وهو مايفقد العديد من المناطق البحرية مكوناتها الطبيعية المهمة، ويحولها إلى بؤر مميتة.

ويضيف "سعيد"، أن المخلفات البلاستيكية كذلك تمثل خطورة كبيرة على مرتادي المناطق الساحلية، وتشوه المناظر الطبيعية، مؤكداً على ضرورة رفع الوعي البيئي للمجتمع وتسليط الضوء على أهمية إعادة التدوير للحفاظ على الشواطئ نظيفة، وحماية الكائنات البحرية، يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن زجاجات المشروبات تعد واحدة من أكثر أنواع النفايات البلاستيكية شيوعاً، حيث تم بيع حوالي 480 مليار زجاجة بلاستيكية على الصعيد العالمي في عام 2016، أي ما يعادل مليون زجاجة في الدقيقة الواحدة، وفي حال استمرار الاستراتيجيات الحالية في إنتاج وإدارة النفايات بنفس النهج، سيصبح هناك ملايين من النفايات البلاستيكية في مدافن القمامة أو في البيئة الطبيعية والمسطحات المائية خلال السنوات العشر القادمة.

ويوضح "عبده"، أن مشكلة معالجة البلاستيك هي مشكلة عالمية قد يختلف مداها من دولة إلى أخرى، مؤكداً أن إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، لإنتاج منتجات أخرى أقل جودة من المنتج الأصلي، يوفر فرص استثمارية كبيرة، ويقترح الدكتور محمد عز العرب، أستشاري أمراض الكبد، استخدام الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل بديلًا عن الأكياس البلاستيكية العادية، التي يتم استخدامها حاليًا، حيث تستغرق نحو 100 عام لكي تتحلل، وتنتهي دورتها بإلقائها في البحار أوالأنهار، ما يعرض الكائنات المائية إلى النفوق، كما أن حرقها يؤدي إلى انبعاث ضارة.

ويحذر "عز العرب"، من خطورة تفاعل الأكياس البلاستيكية مع المواد الغذائية التي يتم وضعها بداخلها، لافتًا إلى أن التخلص من المخلفات البتروكيميائية بات يمثل تحديًا كبيراً أمام الحكومات، وبحسب البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فإن منطقة القاهرة الكبرى تنتج 60% من النفايات، والإسكندرية 16%، بينما تنتج الدلتا نحو 19% والمحافظات الأخرى (القناة والصعيد) نحو 5%، ويبلغ إجمالي النفايات البلاستيكية المعاد تدويرها نحو 292 ألف طن في السنة الواحدة، ويستهلك نحو 90 ألف طن من كسر البلاستيك مباشرة في التصنيع.

ويقترح أستاذ الاقتصاد الزراعي، الدكتور زكريا الحداد، تشجيع وتنمية إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وجذب الاقتصاد غير الرسمي بتحفيزات ضريبية وتسهيل النقل والتسويق، وإقامة مجمعات صناعية حول القاهرة لاستيعاب مصانع وورش التدوير بتحفيز مصرفي بمنح قروض ميسرة بفائدة بسيطة.

وذكر "الحداد" أن إجمالي خامات البلاستيك المستهلكة يبلغ 911 ألف طن ستصبح نفايات بعد فترة من الزمن، ويضاف إليها بعض المنتجات التي بها أجزاء بلاستيكية أو مواد التعبئة والتغليف التي يتم استيرادها، والتي يشكل عدم التخلص منها عبئا كبيرا على البيئة وصحة الإنسان، ويتم جمع نحو 60% من المخلفات البلاستيكية المتولدة من المخلفات الصلبة، وقد تبين أن 30% فقط من النفايات يعاد تدويرها، وأن نحو 33% يتم دفنها، ويعاد استخدام 5% فقط من هذه النفايات ويتم حرق 32% بدون تجميعها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصناعات البتروكيميائية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة الصناعات البتروكيميائية تغزو المسطحات المائية في العالم وتحوّلها إلى مناطق مميتة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 11:21 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الحوت

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 07:02 2016 الخميس ,28 إبريل / نيسان

هل أصبحت الصحافة خطرًا على الدوله؟

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 12:23 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

سيدة تلد أربعة توائم دفعة واحدة في وجدة

GMT 02:46 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

نضال الشافعي سعيد بالمشاركة في مسلسل "الضاحك الباكي"

GMT 12:45 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

مشاعر متفاوتة للفنانين خلال تصوير أعمالهم الدرامية

GMT 17:49 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

خالد بوطيب يواصل تألقه في بطولة الدوري التركي

GMT 06:19 2016 الإثنين ,23 أيار / مايو

حين تكون حرية الصحافي سقفها الزنزانة

GMT 15:28 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكنزات الفضافاضة من القطع المُفضلة لفصلي الخريف و الشتاء

GMT 13:21 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

BOUTIQUE GIZELLE تقدّم مجموعتها الجديدة لخريف 2017

GMT 19:40 2016 الإثنين ,15 شباط / فبراير

الكشف عن هوية مدرب المنتخب المغربي الجديد

GMT 01:48 2016 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

رانيا عجمية تصنع بيض شم النسيم من عجينة السيراميك

GMT 16:13 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الدلو
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya