فجوات في التجهيزات التقنية تعرقل التدريس عن بُعد لطلاب لبنان
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

اقتراح ببث حصص تعليمية عبر التلفزيون الرسمي لعلاج المشكلة

فجوات في التجهيزات التقنية تعرقل "التدريس عن بُعد" لطلاب لبنان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فجوات في التجهيزات التقنية تعرقل

التدريس عن بُعد
بيروت - ليبيا اليوم

فرضت القرارات التي أصدرتها الحكومة اللبنانية لإغلاق المدارس، عطلة قسرية على أكثر من مليون تلميذ قد تطول وفق تطور انتشار فيروس "كورونا" المستجد، ما دفع السلطات للتفكير بالبدائل.وخلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، تم التداول بصيغة التدريس عن بُعد، بالتعاون بين وزارات التربية والاتصالات والإعلام، لإنتاج برامج تلفزيونية وطرق تفاعليّة حديثة بين المعلّمين والتلاميذ ضمن حصص تعليميّة تُبَث عبر "تلفزيون لبنان"، تمامًا كما كان يجري خلال الحرب الأهلية في سبعينات القر

ن الماضي، بالإضافة إلى إدراج المواقع التعليمية اللبنانية على القائمة البيضاء لمستخدمي شبكتي الجوال وشبكة وزارة الاتصالات. إلا أن القرار النهائي بهذا الشأن لا يزال يحتاج إلى الدراسة الوافية للقدرة على تطبيق هذه الإجراءات.

وكان قرار إقفال المدارس، قد ترافق مع تعميم يتعلق بتنظيم عمل المدارس والثانويات الرسمية خلال فترة التعطيل القسري، واعتماد مبدأ "التعليم عن بُعد" بتقنيات وسائل التواصل الاجتماعي. كما أعلنت لجنة الطوارئ التربوية، في أكثر من مناسبة، عن إجراء الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية هذا العام، مستبعدة أي اقتراح يتعلق بإلغائها.

إلا أن خطط وزارة التربية تصطدم بالواقع التكنولوجي في لبنان. ويقول المتخصص في هذا المجال كريم زرزور لـ"الشرق الأوسط" أن "نظام الإنترنت في لبنان لا يلبي الحاجة إلى التعليم عن بُعد، لأن وزارة الاتصالات رفعت قدرة الاستخدام من دون تحسين نوعيته، بالتالي فهو غير جاهز لتطبيق ما تسعى إليه وزارة التربية، كونه يصل إلى فئة من الطلاب والتلاميذ في المدارس الرسمية ويستثني فئات أخرى. ما يتسبب بطبقية بين التلاميذ، مع الإشارة إلى أن نسبة كبيرة منهم لا تملك الإمكانات للحصول على هاتف ذكي أو لوح إلكتروني أو جهاز كومبيوتر محمول. وأحيانًا، يحتاج التعليم عن بعد إلى أكثر من جهاز لخصوصية كل من هذه الأجهزة".

ويلفت زرزور إلى أن "تحضير مواد التعليم التفاعلي يحتاج إلى وقت أطول من التعليم العادي، وكذلك الشرح والتصحيح. وقدرة التلاميذ على التركيز والاستيعاب عن بعد تتراوح بين 20 و30 دقيقة على أبعد تقدير. وهي لا تكفي لتأدية الغاية منها. كما أن تدريب المدرسين ليس كافيًا، وأحيانًا يتفوق التلاميذ على مدرسيهم تقنيًا، ما يربك آلية التدريس". ويشير إلى أن "الأنظمة الإلكترونية للمدارس ليست مكتملة، والمديرين المكلفين متابعة ما يقوم به المدرسون لا يملكون الكفاءة المطلوبة في هذا المجال، وبالتالي ستؤدي هذه الفجوات التقنية إلى تعطيل عملية التدريس التفاعلي".

وفي حين يتقارب مستوى "التدريس عن بُعد" بين المدارس الرسمية والمدارس الخاصة، تعاني المدارس الخاصة المجانية من وضع صعب يحول دون قدرتها على مواكبة حالة الطوارئ التعليمية هذه، لأن طلابها هم في الغالب من فئات فقيرة وشبه معدمة. ما يعني أن جهود وزارة التربية للتعويض على تلاميذ لبنان، وإن كانت جيدة، إلا أن الأرضية التقنية ليست جاهزة لجهة الموارد والمعدات، كما أن المناهج التربوية ليست تفاعلية، ولا بد من تمديد العام الدراسي ليعوض التلاميذ ما فاتهم، بالاعتماد على التعليم الكلاسيكي.

وتقول أستاذة مادة العلوم في إحدى المدارس الرسمية، الدكتورة ماري عمار لـ"الشرق الأوسط"، إن "التعطيل القسري له تداعيات سلبية تربويًا، مع إقفال المدارس تحسبًا لانتشار الفيروس. فانقطاع الدراسة، كما يحصل الآن، يؤثر على وصول المعلومة إلى الطلاب، لأنها تتشتت ولا تكتمل في سياقها الطبيعي. ولا يستطيع المدرس أن يستأنف التدريس كالآلة، ويمسك السياق من جديد بعد الانقطاع".

وتوضح أن "التدريس عن بُعد يستوجب طلابًا لديهم حسّ المسؤولية، لا سيما طلاب الصفوف النهائية. وكلنا نعرف أن درجة المسؤولية ليست متساوية لدى الطلاب لجهة القيام بالدرس والتمارين، من دون إشراف مباشر من المدرسين. وتتدنى نسبة المسؤولية مع الصفوف العادية". وتضيف أن "مفعول هذا الأسلوب التقني محدود، وإلا ما هو دور المدرس؟ نحن نعتمد طرقًا تربوية تفرضها أوضاع طلابنا، وقدرتهم على الاستيعاب، ومستويات الذكاء، وخصوصيات كل تلميذ ومشكلاته في تلقي المعلومات. ندخل إلى رؤوسهم من خلال عيونهم ومدى تركيزهم لأننا قربهم. أما عن بعد، فالأمر مختلف. إذ لا نستطيع القيام بدورنا التربوي من خلال الإنترنت".

وتشير إلى أن "تعثر تطبيق المناهج بسبب (الكورونا) عالمي، لأن التأخير يشمل دولًا كثيرة، وليس لبنان حصرًا. فالامتحانات الرسمية في كل الدول المتأثرة بالفيروس سوف تتأجل، ولبنان من ضمنها. وكذلك الدخول إلى الجامعات، إلا أن بالإمكان إنقاذ العام الدراسي. والعامل الأساسي لهذه الغاية يتعلق بالمدرس الذي يعرف كيفية فتح المجالات أمام الطلاب ليساعدهم على تجاوز هذا التعطيل القسري والعبور بهم من خلال العقبات التي فرضت نفسها، لا سيما إذا منحنا الطلاب تسهيلات تتعلق بمحاور الدراسة من خلال تنويع اختياراتهم في أسئلة الامتحانات".

وتؤكد عمار على أن "دور الأهل مع التلاميذ الصغار يمكن أن يعوِّض عن المدرسة إلى حد ما. أما التلاميذ في الصفوف العالية، فلا يملك الأهل إلا حث أولادهم على العمل، ليتمكنوا من التأقلم مع حالة الطوارئ التي نعيشها ويقتنعوا بوجوب متابعة تحصيلهم العلمي، ولو عن بعد".

اقرا ايضًا:

 مناقشة مشاريع تخرج طلاب إعلام الأزهر 16 يونيو

ننشر تفاصيل مبادرة الألف كتاب لأساتذة جامعة الأزهر

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجوات في التجهيزات التقنية تعرقل التدريس عن بُعد لطلاب لبنان فجوات في التجهيزات التقنية تعرقل التدريس عن بُعد لطلاب لبنان



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 09:38 2020 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:08 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

كيف نحمي أطفالنا من أخطار الانترنت ؟

GMT 10:51 2020 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

المحكمة تسقط التهمة عن سمية الخشاب

GMT 19:22 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تحديث واتساب الجديد يدعم ثلاث ميزات جديدة

GMT 20:55 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

أجمل إطلالات ربيعية للمحجبات لربيع وصيف 2018

GMT 03:15 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الضياعُ في عينيّ رجل الجبل *

GMT 10:42 2020 الأربعاء ,12 شباط / فبراير

طهران تنفي نية الرئيس حسن روحاني الاستقالة

GMT 13:08 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وفاة الكاتب محمد حسن خليفة في معرض الكتاب

GMT 20:27 2019 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ماسك العسل والجزر لبشرة خالية من العيوب

GMT 02:54 2019 الأحد ,21 تموز / يوليو

طريقة تحضير الدجاج على الطريقة الايطالية

GMT 22:16 2019 الإثنين ,08 تموز / يوليو

لعبة ROME: Total War – Barbarian Invasion متاحة على أندرويد

GMT 00:45 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

أجمل وأفضل 10 أماكن سياحية عند السفر إلى السويد

GMT 01:55 2018 الجمعة ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مكتوبٌ بحرفية عالية

GMT 10:55 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

اللون الأسود خياركِ الأول لأجمل عبايات مخمل شتاء 2019
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya