سان بطرسبورغ تُزيد من جاذبيتها لاستقبال الزوار في الصيف المقبل
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

تعتمد أسطح المنازل العالية بديلًا عن الشوارع للتعريف بتاريخها

سان بطرسبورغ تُزيد من جاذبيتها لاستقبال الزوار في الصيف المقبل

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - سان بطرسبورغ تُزيد من جاذبيتها لاستقبال الزوار في الصيف المقبل

سان بطرسبورغ
سان بطرسبورغ - المغرب اليوم

تلتقي عظمة التاريخ مع الحاضر  في بطرسبورغ، حيث تروي شوارعها وقصورها القديمة حكاية بناء الدولة الروسية، بكل أمجادها ونكساتها، أفراحها وآلامها، ومخاضات اجتازتها في مراحل مختلفة من تاريخ الدولة الروسية. ولعبت الأهمية التاريخية - السياحية للمدينة دورًا رئيسيًا في تطورها، لا سيما لجهة البنى التحتية والمنشآت الضرورية، مثل المطاعم والمقاهي وشبكات الفنادق، وهذا كله إلى جانب أبنية وإن كانت تبدو حديثة مقارنة بغيرها مثل الإرميتاج، إلا أنها تاريخية لجهة الحدث التي كانت شاهدا عليه.

ونذكر منها على وجه الخصوص أبنية بدايات الحقبة السوفياتية، وسنوات الحرب العالمية الثانية. هذا كله جعل بطرسبورغ جديرة بالفوز في مسابقة "World Travel Awards" على مدن تحظى بشهرة عالمية واسعة مثل فيينا وروما، وهي الجائزة التي يمكن وصفها بـ"الأوسكار السياحي". فهناك لجنة متخصصة تختار المدينة الجديرة باللقب بناء على معايير مدى الأمان، وتوفر البنى التحية، وشبكات الفنادق والمطاعم وما شابه من أمور. وتجدر الإشارة إلى أن بطرسبورغ فازت أيضًا بجائزة "أفضل وجهة للسياحة الثقافية عالميًا" في عام 2016.

ولمزيد من الجذب تعتمد شركات الخدمات السياحية حاليًا أسلوب "الجولات" على متن الحافلات، أو سيرًا على الأقدام لتعريف الزوار بمعالم المدينة، وتاريخها وحكاياتها. آخر موضة لجذب السياح مؤخرًا، تعتمد أسطح المنازل بديلًا عن الشوارع للجولات السياحية. فقد تم الانتباه إلى أن المباني المرتفعة تُوفر مشاهد بانورامية فريدة تعجز الجولات السياحية التقليدية عن تقديمها. في البداية كان الأمر عشوائيًا نوعًا ما من ناحية أنه لم يخضع لتنظيم محدد يراعي شروط السلامة والآمان، لكن منذ بضعة أشهر قررت واحدة من شركات المدينة تنظيم "سياحة الأسطح" في بطرسبورغ بشكل يلبي كل شروط السلامة. الآن يمكنك أن تطلب رحلة "أون ذو روف" بسهولة.

وقال رومان رافيلوف، وهو مدير مشارك في الشركة التي حصلت على الترخيص "قمنا باختيار مجموعة أبنية مرتفعة تُطل على القسم القديم من المدينة، ومعالم أخرى لها قيمة تاريخية وجمالية". ولا يخفي أن هذه الجولات ستشهد إقبالًا أكبر خلال الصيف نظرًا لتحسن الطقس ولوصول أعداد كبيرة من الأجانب لمتابعة بطولة العالم كرة القدم.

وأشار رومان إلى أن المبنى الذي أقيمت على سطحه المنصة البانورامية الأولى مبنى قديم استخدمه الجيش الأحمر إبان الحرب العالمية الثانية لنصب رشاشات دفاع جوي لحماية المدينة وهذا ما يجعله نقطة جذب بحد ذاته، وتبدأ الجولة هنا بعرض الدليل السياحي لتاريخ المبنى ليكون الجزء الأهم عند الوصول إلى المنصة لمشاهدة المدينة من أعلى.

وتوضح الشابة جوليا، التي أتت من أقصى شمال روسيا، في أول زيارة لها إلى عاصمة "بطرس الأكبر"، إن المدينة تحفة بكل ما فيها "فخلال أسبوع زرت كل المعالم التاريخية، وتعرفت على أماكن شهدت أحداثًا أعرفها من كتب التاريخ". إلا أن مشاهدة المدنية عبر جولة "أون ذي روف" تركت انطباعات مميزة، مضيفة "في لحظة معينة وأنت تقف أعلى المدينة، تشعر بداية برهبة المكان، لأنك تقف في مكان يُذكر بأبطال دافعوا عن المدينة. وفي لحظة أخرى تنتقل إلى شوارع بطرسبورغ والساحات قرب القصور وتتخيل مشهد الجموع التي احتشدت قرب القصر الشتوي خلال الثورة البلشفية، بينما يروي الدليل السياحي تلك التفاصيل التاريخية المرتبطة بالمكان، ومع أنني أعرف كل ذلك التاريخ". كل من عاش التجربة يوافق جوليا بالرأي بأن مشاهدة المدينة من أعلى يختلف تمامًا عما يمكن توقعه، لأنه انصهار مع التاريخ والحدث.

وأطلق على المدينة اسم "بطرسبورغ" نسبة للقديس بطرس، المعروف أيضًا باسم القديس سمعان بطرس، وهو واحد من التلاميذ الاثنا عشر، ومات في النصف الثاني من القرن الأول ميلادي. إلا أن كثيرين أخذوا لاحقًا يربطون اسم المدينة باسم بطرس الأول، أو بيوتر الأكبر، وهو خامس قياصرة روسيا من سلالة رومانوف، وآخر من حمل لقب "قيصر عموم روس"، ومن ثم أصبح أول من يحمل لقب إمبراطور "سائر الأراضي الروسية". حكم روسيا منذ عام 1672 وحتى 1725. ويشكل الإرث العمراني والثقافي والتاريخي الذي خلفه بطرس الأول، فضلًا عن الأحداث التاريخية الهامة في عصره، أحد أهم عوامل الجذب السياحي في المدينة. ما يعرف عن بطرس أنه من أعظم الحكام في تاريخ البلاد، يطلق عليه لقب "باني الدولة الروسية"، ويعود له الفضل فعلًا في تكامل روسيا مع الثقافة الأوروبية. فقد استعان بمهندسين من بريطانيا وهولندا ودول أوروبية أخرى في بناء قصور بطرسبورغ. كما أنه أول من بنى أسطولًا بحريًا لروسيا، فتح أمامها الأبواب لتصبح قوة أوروبية عظمى، فضلًا عن حروب خاضها، وإصلاحات داخلية مالية وسياسية، جعلته يحظى بجدارة بلقب باني الإمبراطورية الروسية.

فنادق ومطاعم
وحالها حال معظم "عواصم" السياحة العالمية، تنتشر في سان بطرسبورغ مئات الفنادق والمطاعم والمقاهي. الفرق أنها هنا مثل فواصل عصرية تطل على التاريخ. ومع أن بعضها مصنف ضمن فئة "خمس نجوم"، والبعض الآخر ضمن فئات أقل، فإنها كلها تتوفر على مستوى خدمات عالية.

ومن هذه الفنادق نذكر "أستوريا"، الذي يقف على طرف ساحة القصور قرب الإرميتاج، والقصر الشتوي الشهير وسط المدينة. ويعتبره بمعماره معلمًا تاريخيًا إلى حد ما، إذ افتتح في عام 1912، ليتسع اليوم لأكثر من 350 ضيفًا. وتختلف قيمة الباقات التي يعرضها الفندق حسب الموسم. في فصل الشتاء مثلًا، يقدم باقة لا تشمل وجبات الطعام بسعر 300 دولار عن كل ليلة، في غرفة "سوبر ديلوكس" لشخص واحد.

هناك أيضًا الفندق الذي حصل على اسم "الفندق الرسمي لمتحف الإرميتاج"، وافتتح رسميًا في عام 2013، في مبنى يعود تاريخه إلى الثلاثينات من القرن التاسع عشر. وأهم ميزات فندق الإرميتاج ديكوراته الداخلية التي تجعل منه "تحفة فنية" تُذكر بالحياة في قصور الأباطرة الروس. ويوفر موقع الفندق إمكانية لزيارة كل المعالم التاريخية في المدينة. وكما كان يقدم الطعام للقياصرة، هناك مطعم "كاتيرينا العظيمة"، وهو متخصص في المطبخ الروسي، باعتماده وصفات مأخوذة من القصر الشتوي في عهد القياصرة.

وقريبًا من ساحة القصور، وسط المدينة، يقع مطعم متخصص بالمطبخ التقليدي لشمال روسيا، اسمه "مطعم سيفريانين"، أي "ابن الشمال"، ويوفر المطعم أجواء مناسبة لتناول وجبة لذيذة وسريعة، أو تناول وجبة في أجواء رومانسية، وقد تم تصميمه على طراز الشقق السكنية نهاية القرن التاسع عشر مطلع القرن العشرين، ويقدم كبير الطهاة فيه وجبات معظمها من المطبخ التقليدي لمناطق شمال روسيا، أغلبها بلحم السمك ولحوم الرنة وأنواع من الطيور والفطر، أي أن المكونات معظمها من البيئة الطبيعية لمناطق الشمال الروسي.

وأيضًا شبكة مطاعم "بيلمينيا"، التي تتخصص بتقديم وجبات تحمل الاسم نفسه، وهي وجبة اللحم في العجين، ويُطلق عليها في بلاد الشام وتركيا ودول أخرى "شيش برك".

وإلى جانب شبكات مطاعم "المطبخ الروسي"، هناك شبكات مطاعم أوروبية، نذكر منها مطعم "تروسكان غريل"، الذي يقدم للزوار وجبات "بحرية" بصورة رئيسية، مع وجبات من لحوم العجل.

ومن إيطاليا، تقدم شبكة مطاعم "آمو" وجبات مميزة، تعتمد بصورة رئيسية على الخضراوات المستوردة من إيطاليا، فضلًا عن الثروة الغذائية التي يوفرها البحر الأبيض المتوسط.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سان بطرسبورغ تُزيد من جاذبيتها لاستقبال الزوار في الصيف المقبل سان بطرسبورغ تُزيد من جاذبيتها لاستقبال الزوار في الصيف المقبل



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 17:57 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادي التحدي يبرم عدة صفقات استعدادًا للدوري الليبي

GMT 21:00 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

ترامب ينشر خريطة دولة فلسطين وفقا لـ"صفقة القرن"

GMT 11:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

أسعار النفط ترتفع بسبب توقف خط أنابيب في بحر الشمال

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

مجتمع اليخوت الفاخرة مقصد أصحاب لثروات في موناكو

GMT 23:36 2017 السبت ,30 أيلول / سبتمبر

أجزاؤها أشيائي

GMT 15:10 2015 الإثنين ,02 شباط / فبراير

سلطة العدس

GMT 17:34 2012 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

صوفيا فيرغارا في تصميم لزهير مراد

GMT 04:22 2016 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ضريح القديس يهوذا وحصنه الشاهق يزيّنان جانسي الهندية

GMT 22:06 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

صلاح الدين بصير شبح أسود لحراس المرمى

GMT 15:09 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إحباط سرقة سيارة لنقل الأموال في أيت أورير ضواحي مراكش
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya